توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

حلم وحدة وادى النيل!

  مصر اليوم -

حلم وحدة وادى النيل

بقلم - مكرم محمد أحمد

 جميعنا يتمنى لو أن حلم اليقظة بوحدة وادى النيل الذى عشناه قبل يومين بمناسبة زيارة الرئيس السودانى عمر البشير لمصر قد أصبح بالفعل هدفاً مشتركاً للشعبين اللذين تربطهما علاقة أزلية أبقى وأقوى من كل الأنظمة التى حكمت البلدين، لأن حلم وادى النيل هو الحقيقة الخالدة التى يتمناها الشعبان المصرى والسودانى، وهو المخرج الصحيح للبلدين من كل المشكلات التى يعانيها الشعبان، والحقيقة الجغرافية والإنسانية التى تضمن لهما مستقبلا واعدا ومكانة فائقة داخل حوض النيل وإفريقيا.

وجميعنا يعرف بالفعل لو أن السودان ومصر أصبحا يداً واحدة لتغيرت الأمور كثيراً فى البلدين لأن قوة مصر تصب فى قوة السودان والعكس صحيح، ولأن الشعبين فى الشمال وفى الجنوب يرتبطان منذ الأزل بعلاقات مصيرية أساسها النيل جعلت منها شعباً واحداً، لم تنجح الخلافات السياسية ومحاولات الوقيعة فى أن تباعد بينهما أو تُمزق أواصر القربى ووحدة المصير والتاريخ المشترك، رغم أنهما أصبحا بالفعل 3 دول، ويمكن لا قدر الله أن يكونا أكثر من ذلك لو أن الأمور مضت على عواهنها الراهنة، ولم يفق الجميع لأهمية وحدة وادى النيل، حلم اليقظة الأبدى الذى لا نزال نعيشه رغم كل ما جرى! ومثلما أكد السفير السودانى فى القاهرة عبدالمحمود عبدالحليم العائد إلى منصبه تصحيحاً لأوضاع خاطئة، كان استقبال الرئيس عمر البشير فى مصر مشهداً مبهراً مفرحاً يسر كل الذين يحلمون بوحدة وازدهار مصر والسودان فى إطار وحدة وادى النيل، وكانت الرسائل التى خرجت من هذا الاجتماع المبارك بالغة الوضوح، تؤكد خصوصية العلاقات بين الشعبين، وأن حلم اليقظة يغوص عميقاً فى قلوب الشعبين لم يذب ولم يذو رغم كل الذى جرى! ولكنه يتألق وهجاً مبهراً فى الأزمات، يؤكد للجميع أن ما حدث كان خطأ فادحاً سوف يحدد التاريخ مسئوليته، لكن الأهم أن درس التاريخ يقول لنا جميعاً إن الخطأ ينبغى ألا يتكرر مرة أخرى، وعلى مصر والسودان أن يجتثا كل أسباب الخلاف الذى هو باليقين خلاف عارض يتطلب تصحيحاً صادقاً.

وحسناً أن اتفق الرئيسان السيسى والبشير على أهمية إزاحة الشوائب والقضايا العالقة من طريق علاقات البلدين كى تبقى نقية ونظيفة مثل نقاء الشعبين، خاصة أن الجانبين يملكان الآن آلية واضحة تتمثل فى الاجتماعات الرباعية التى تضم وزيرى خارجية البلدين ورئيسى جهازى المخابرات لوضع الأمور فى نصابها الصحيح، بحيث يمتنع أن تصل علاقات البلدين إلى هذا المنحدر الخطير الذى أتاح لأطراف خارجية أن تحاول استثمار الموقف لمصلحتها على حساب مصالح الشعبين وتاريخهما المشترك، وأقول بكل الصدق إن الشىء الوحيد الذى يُحصن علاقات مصر والسودان هو توافر الإرادة السياسية فى البلدين على أن ما حدث ينبغي ألا يحدث مرة أخري وأن على البلدين استشراف آفاق أوسع للتعاون والتكامل والتنسيق المشترك، خاصة أن بعض الحلول المقترحة قد تم تجريبها أكثر من مرة، وظهر بوضوح أسباب قصورها, وربما يكون أهم الدروس المستفادة عدم تكرار هذه الأخطاء مرة أخرى وإقامة علاقات البلدين على أسس متكافئة من المصالح المشتركة.

وقد يكون ضرورياً أن نشكر الرئيس البشير على هذه المبادرة الطيبة التى دفعته للمجىء إلى مصر فى هذا التوقيت، كى يؤكد ترحيب السودان الشقيق بفترة حكم ثانية للرئيس السيسى وسعياً إلى تصحيح علاقات البلدين التي وصفها البشير بأنها راسخة متجذرة تضرب فى قدم التاريخ المشترك, ينبغى تحصينها وتعزيزها وإزاحة كل العقبات التى تعترض طريقها. وطبقاً لتأكيدات الرئيس السيسى، سوف تجتمع فى موعد قريب اللجنة العليا المشتركة المصرية السودانية لإنهاء المشكلات المعلقة واستشراف آفاق أوسع لتكامل جهود البلدين لمصلحة الشعبين المصرى والسودانى على أسس صحيحة، تضمن تكافؤ المصالح وتقدم المصلحة المشتركة للبلدين على أي مصالح أخرى، الأمر الذى تنشده مصر وتتمناه لأنه لا شىء يعدل فى أهميته إصلاح العلاقات بين مصر والسودان، وثمة أنباء طيبة عن اجتماع اللجنة الثلاثية المشتركة بين مصر وإثيوبيا والسودان فى إبريل المقبل فى الخرطوم لإنهاء المشكلات الفنية العالقة بسد النهضة بحيث تتوصل الأطراف الثلاثة إلى اتـفاق فنى تفصيلى حول أنسب طرق تشغيل سد النهضة وملء خزان السد دون الإضرار بمصالح أى من دول المصب، وتكثيف التعاون بين دول حوض النيل لتحسين إيرادات النهر المائية لمصلحة جميع دول الحوض دون الإضرار بمصالح أى من دوله مع الإبقاء على حلم وحدة وادى النيل حياً يقظاً يشير إلى الطريق الصحيح لمصر والسودان حتى إن يكن مجرد حلم من أحلام اليقظة.

نقلا عن الاهرام القاهرية

GMT 13:43 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

دولة في غزة كُبرى؟

GMT 11:56 2018 الإثنين ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

الوطن والشعب.. وأنا

GMT 08:20 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

درع العرب (1) نواة القوة المشتركة

GMT 09:54 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

مسقط... رؤية مختلفة

GMT 08:32 2018 الأحد ,28 تشرين الأول / أكتوبر

عودة الوحش

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حلم وحدة وادى النيل حلم وحدة وادى النيل



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon