توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الحرب أم الحوار؟!

  مصر اليوم -

الحرب أم الحوار

بقلم : مكرم محمد أحمد

عندما يوجه الحوثيون صواريخهم الإيرانية الصنع من أرض اليمن مرة إلى جدة ومرة إلى الرياض، لابد أن تغضب السعودية، ولابد أن يغضب العالمان العربى والإسلامي، لأنه عمل عدوانى استفزازى ضد السعودية يستهدف تصعيد الصراع الراهن مع إيران إلى حالة حرب، أول أطرافها إيران التى تمد الحوثيين بالصواريخ، ثم السعودية التى وقع عليها العدوان، واليمن الأرض التى تنطلق منها الصواريخ، فضلاً عن أن القضية تتعلق بصميم الأمن العربى الذى يواجه تدخلات إيران على مستوى إقليمى فى اليمن والخليج وسوريا ولبنان، حيث يتجاوز حزب الله وضعه كحزب لبنانى شيعى ليصبح أهم أدوات تدخل إيران فى الشأن العربي، يصل نطاق تدخله إلى سوريا والعراق، وربما اليمن ومصر بعد أن أصبح دولة داخل الدولة بل فوق الدولة، يحارب فى أى مكان فى الشرق الأوسط تشير إليه طهران أو تراه فى صالحها، لأنه لم يعد حزباً لبنانياً وطنياً تلتزم قراراته صالح لبنان، وإنما أصبح مجرد أداة لإيران تعمل لحساب طهران فى كل مكان وعبئاً على لبنان الدولة التى اصطلح العرب يوماً ما على ضرورة حيادها فى الصراع العربى الإسرائيلى حرصاً على مصالح شعبها الصغير.

لكن حرباً عربية إيرانية ضد طهران (الآن) قد لا تكون حسبة صحيحة يخوضها العرب فى هذه الظروف رداً على صاروخ حوثى إيرانى الصنع استهدف الرياض حتى إن حظيت بدعم من الرئيس الأمريكى ترامب، لأن السعودية تخوض الآن حرباً مستحقة ضد عدوان الحوثيين فضلاً عن انشغالها بمعركة تحديث وإصلاح مهمة، قد لا يتوافق على جميع أهدافها جميع قوى الداخل السعودى التى ترفض تعليم الفتاة، وترفض أن تقود المرأة سيارتها، وأن تعمل خارج البيت، أو يكون لها ذمة مالية مستقلة، تلك القوى التى رسخت لنفسها وجوداً قوياً داخل السعودية على امتداد تاريخ التحالف بين الحكم والوهابية، وكانت حتى الأمس القريب تشكل جزءاً من السلطة التنفيذية يتمثل فى جماعة الأمر بالمعروف، ولأن مصر أهم حليف للسعودية تخوض هى الأخرى معركة ضارية ضد تحالف الإرهاب الذى يربط بين داعش والسلفية الجهادية المسلحة وجماعة الإخوان، ولأن لبنان بقسمته الطائفية يمكن أن تهدده حرب أهلية تمكن إسرائيل هذه المرة من أن تضرب مثالاً ناجحاً للتعايش والعيش المشترك، وأن اليمن تتبدد إرادته بين الشرعية والحوثيين وأنصار على عبد الله صالح.

وأظن أن الرئيس عبد الفتاح السيسى الذى يدرك جيداً كل الظروف المتعلقة بالأوضاع العسكرية على مسرح الشرق الأوسط يعرف أن الحرب على إيران وحزب الله، لا تشكل الرد الصحيح على صاروخ الحوثيين، أو تحديات حزب الله لأن المسرح العسكرى يمكن أن تسوده الفوضى الهائلة من جراء تدخل أطراف عديدة تحاول استثمار الفرصة المتاحة.. وهذا لا يعنى الاستسلام لمخططات إيران لأن إيران تعانى نقاط ضعف متعددة أكبر بكثير من نقاط الضعف العربى يمكن استثمارها للرد على طهران وأولها نظام حكم فقد الكثير من قوة شعبيته، وتنقسم فيه الحوزة الدينية الحاكمة على نحو عميق بسبب الهوة الواسعة بين الإصلاحيين والمحافظين، ورغبة الشعب الإيرانى المتزايدة فى الانفتاح على العالم، وضيق أفق طهران التى تصر على معاداة العرب وتتدخل فى شئونهم وتستفز السعودية بصواريخها التى يطلقها الحوثيون.

وما تحتاجه السعودية والعرب الآن ليس الدخول فى حرب يصعب حساب نتائجها، ولكن أن تصمد قوى التحديث والإصلاح فى السعودية، وأن تستمر فى معركتها من أجل التقدم، وتعيد ترتيب أولوياتها بما يجعل الأولوية لصالح معركة تغيير الأفكار والرؤي، تنتصر لحقوق المرأة ورفع قيمة العلم وتحافظ على وحدة الأرض والدولة، وتمد المصالحة الوطنية لكل من يريد التحديث والإصلاح، وتنهى كل قسمَة غير صحيحة تضعف البلاد، وتدرك بحق أن المستقبل العربى الواعد يحتاج إلى المزيد من التضامن العربي.

أعرف أن غضب السعودية كبير بسبب صواريخ إيران التى يطلقها الحوثيون من الأراضى اليمنية، لكن الحل الصحيح ليس فى الحرب الآن على إيران التى ينبغى أن تخضع لعقوبات دولية بسبب رعايتها للإرهاب تحت شعارات تصدير الثورة وإمدادها الحوثيين بالصواريخ التى يدعى حسن نصر الله أنها صواريخ يمنية الصنع، كما أن الحل ليس فى أن يدخل لبنان أزمة صعبة تستعصى على الحل الصحيح، وتمكن آخرون من تحقيق أهداف لا علاقة لها بشئون العرب أو مصالحهم.

GMT 00:13 2019 السبت ,25 أيار / مايو

ذروة الحرب التجارية بين الصين وأمريكا

GMT 00:33 2019 الخميس ,23 أيار / مايو

أردوغان محشوراً فى الزاوية

GMT 01:52 2019 السبت ,13 إبريل / نيسان

حصاد الزيارة الأمريكية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الحرب أم الحوار الحرب أم الحوار



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon