توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ماذا يُريد معصوم مرزوق؟!

  مصر اليوم -

ماذا يُريد معصوم مرزوق

بقلم - مكرم محمد أحمد

لا أعرف من الذى أذن للسفير معصوم مرزوق بإعلان حاجة مصر إلى استفتاء شعبى للإجابة على سؤال ربما يؤرقه دون المصريين جميعاً، مفاده هل تقبل أو لا تقبل استمرار الحكم الراهن!، وما هى المسوغات التى تبرر للسفير معصوم مرزوق أن يطرح هذا السؤال على الاستفتاء الشعبى العام رغم وجود قوى وأحزاب سياسية ونقابات مهنية ومجلس نواب منتخب، لم يحدث أن أرقها هذا السؤال أو استشعرت ضرورته!، ولا أعرف ما هى أوجه الطعن على شرعية نظام الحكم الذى فاز بأغلبية ساحقة فى انتخابات رئاسية شهدت حضوراً شعبياً قوياً لم يطعن أحد على نزاهتها ولم يحدث أن تعرضت إلى التشكيك فى شرعيتها وتحقق كل يوم إنجازاً مهما، وإذا كان السفير معصوم مرزوق يستشعر أن صعوبات عملية الإصلاح الاقتصادى تستحق هذا الاستفتاء، فلماذا تأخر اقتراحه إلى أن قارب الإصلاح على الانتهاء بنجاح عظيم واستحق إشادة المؤسسات المالية الدولية، ويستشعر المصريون دلائل نجاحه فى انخفاض العجز والبطالة وزيادة فرص العمل وارتفاع حجم الاحتياطيات النقدية الذى وصل لأول مرة فى تاريخ مصر الاقتصادى إلى ما يربو على 44 مليار دولار، بينما تواصل مصر بشجاعة واقتدار حربها على الإرهاب والفساد.

وإذا كان أكثر المتعاطفين مع مبادرة معصوم مرزوق على ندرتهم يرون أنها مجرد صيحة فرد ليست لديه القوة الاجتماعية والسياسية والشعبية التى تحول بيانه إلى مشروع ممكن التحقيق، فهى إذن الحماقة التى أعيت من يداويها خاصة أننا إزاء إدعاءات لا تتساند إلى واقع وقانون، هدفها إثارة الفتنة والفوضى وهز استقرار الوطن وتعكير صفو أمنه وسلامه.

وما يزيد من حجم الشكوك فى دوافع هذه المبادرة هذا الهجوم غير المبرر على قضاة المحكمة الدستورية والتطاول على رموزها دون اعتبار للأعراف والقانون والدستور والحق أن المحكمة الدستورية العليا لم تتطرق فى حكمها إلى قضية تيران وصنافير ولكنها قضت بعدم الاعتداد بالأحكام الصادرة من مجلس الدولة ببطلان الاتفاقية، وعدم الاعتداد بالأحكام الأخرى الصادرة من محكمة الأمور المستعجلة بتأييد الاتفاقية، باعتبار أن توقيع الاتفاقية عمل من أعمال السيادة، كما أن تعيين رئيس المحكمة الدستورية جاء وفقاً للإجراءات القانونية الصحيحة والمُتبعة خلفا لرئيس المحكمة السابق، وكذلك تعيين رئيس مجلس الدولة جاء وفق ضوابط وإجراءات صحيحة وليس وفقا للأهواء الشخصية كما ادعى معصوم مرزوق، لأن طريقة اختيار رئيس المحكمة الدستورية العليا منصوص عليها فى المادة 193 من الدستور المصرى. وتكاد تخلص مشكلة معصوم مرزوق فى تعاطفه القوى مع جماعة الإخوان وحرصه الواضح على مصالحة الجماعة وإسقاط جرائمها البشعة، وهو أمر لا يستطيع معصوم مرزوق أو غيره أن يفرضه على الشعب المصرى الذى عانى عنف الجماعة وأفكارها التكفيرية وجرائمها النكراء وتحالفاتها الوثيقة مع جماعات الإرهاب التى خرجت جميعها من تحت معطف الجماعة، ولا أظن أن من حق معصوم مرزوق أن يفرض على المصريين صلحاً مع جماعة لا تزال تُقدس أفكار سيد قطب التكفيرية، ولم تراجع فكرها الدموى، ولم تعترف حتى بأخطائها الجسام التى ارتكبتها خلال وجودها فى الحكم الذى إنتهى بتظاهرة عارمة لم يشهد لها العالم مثيلاً، عندما خرج 30 مليون مصرى إلى الميادين فى كل المحافظات يطالبون بإنهاء حكم المرشد والجماعة. والواضح من التاريخ الفكرى لمعصوم مرزوق، أنه إما أن يكون أحد خلايا جماعة الإخوان النائمة الذى نجح فى إخفاء دوره وهويته الحقيقية إلى أن كشف عن نفسه أخيراً، لأن معصوم مرزوق لم يتجرأ مرة واحدة على مناقشة مواقف وخطايا جماعة الإخوان، سواء قبل أن تتمكن من السلطة أو بعد أن حكمت مصر لفترة عام، كرست خلاله كل جهودها للسيطرة على مفاصل الدولة المصرية، فضلا ًعن جهوده الأخيرة لتشكيل حزب موال للجماعة تحت إسم (الناس) ودفاعه المُستميت عن قيادات الجماعة وآخرهم محمد محسوب وهو أحد الذين وصفوا ثورة 30 يونيو وخروج 30 مليون مصرى إلى الشوارع بأنه مجرد خدعة، كما أنه أحد الداعمين الأساسيين لنظام قطر، ولم يكن أبداً من المتعاطفين مع الأمن والجيش المصرى فى حربهما على الإرهاب، ومع الأسف تحول معصوم مرزوق إلى شخص كاره ومُحبط، مكرساً كل جهوده للمصالحة مع جماعة الإخوان فى إطار غير متوازن يغض البصر عن خطايا الجماعة وجرائمها.

نقلا عن الاهرام القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 01:13 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

التوافق ينتصر للسودان .. والمعركة مستمرة

GMT 01:12 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

مصر الفيدرالية

GMT 01:06 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

فاتورة الحرب.. مدفوعة مقدمًا!

GMT 05:30 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

مشاكل ترامب أمام القضاء الأميركي

GMT 05:29 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

من مفكرة الأسبوع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ماذا يُريد معصوم مرزوق ماذا يُريد معصوم مرزوق



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon