توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

آفة الرأسمالية الوطنية!

  مصر اليوم -

آفة الرأسمالية الوطنية

بقلم - مكرم محمد أحمد

رغم النجاحات التى حققتها الحكومة المصرية خلال العامين الأخيرين فى رفع معدلات الإنتاج فى نشاطين حيويين هما إنتاج الكهرباء الذى عزز قدرة مصر بإنشاء 3 محطات حرارية هى الأضخم والأحدث فى العالم بالتعاون مع شركة سيمنس الألمانية، وزيادة حجم احتياطيات الغاز المصرية من خلال اكتشافات شركة إينى الإيطالية شمال المتوسط فى حقل ظهر وغيره من المناطق التى يجرى التنقيب فيها، رغم هذه النجاحات الكبيرة لا تزال جهود مصر لتحفيز الرأسمالية الوطنية على زيادة نشاطها الإنتاجى والصناعى متواضعة، لم تحقق بعد الحد المأمول فى مجال الإنتاج السلعي، لأن الرأسمالية الوطنية لا تزال تركز على الاستيراد من الخارج بأكثر من تركيزها على النشاط الإنتاجى فى كل المجالات ابتداء من صناعة الملابس الجاهزة التى تستورد أغلبها من بنجلاديش! إلى صناعة المولدات وطلمبات رفع المياه ووسائل النقل الخفيف من الدراجات والموتوسيكلات، وأنشطة أخرى عديدة تعتمد فيها على الاستيراد من الخارج.

والواضح أن النشاط الأضخم الذى يشكل عنصر جذب أساسيا لمدخرات المصريين هو النشاط العقارى رغم وفرة المعروض بما يفوق حاجة الطلب، خاصة أن هناك مئات الآلاف من شقق الإسكان على كل المستويات مغلقة لم يتم استثمارها، لأن الحكومة تأخرت طويلاً فى فرض ضرائب على العقارات غير المؤجرة المغلقة والمحجوبة عمداً عن سوق العقارات، وبرغم احتياج مصر المتزايد إلى العديد من مشروعات التنمية الصناعية لإنشاء صناعات مغذية تخدم أغراض الصناعة والزراعة، يمكن أن تنهض بها صناعات صغيرة ومتوسطة، يفضل الكثيرون الذهاب إلى سوق العقارات التى تبتلع الجزء الأكبر من مدخرات المصريين رغم أن مصر بذلت على امتداد عامى 2016 و 2017 جهداً كبيراً من أجل تحسين بيئة ومناخ الاستثمار فى مصر فى إطار رؤية وطنية توافرت عليها وزيرة الاستثمار والتعاون الدولى الدكتورة سحر نصر، وأطلقت خريطة استثمارية جديدة تقوم على تشجيع وتنمية النشاط الإنتاجى بما فى ذلك مشروعات التنمية الصغيرة والمتوسطة، كما سارعت بإصدار قانون جديد للاستثمار وقانون آخر لسوق العمل، يعززان بيئة ريادة الأعمال ويشجعان على إنشاء شركات جديدة ناشئة ويضمنان تسهيل الإجراءات وتبسيطها، سواء على الصعيد الجغرافى بالتركيز على محافظات الصعيد الأشد احتياجاً لمشروعات التنمية، وتوليد فرص جديدة للعمل، أو على صعيد القطاعات لتغطية نقص الإنتاج فى مجالات حيوية عديدة مثل صناعات الأثاث والجلود والأحذية والملابس الجاهزة والسجاد والأكلمة، يمكن أن تجد قبولاً واسعاً فى أسواق الخارج، فضلاً عن صناعة البرمجيات .

ولا يزيد حجم الاستثمارات المحلية رغم كل هذه التسهيلات والحوافز على 270 مليار جنيه يذهب أغلبها إلى الاستثمار العقارى ويشكل 9 فى المائة فقط من حجم الناتج المحلى الإجمالي، مطلوب أن ترتفع فى غضون السنوات الأربع القادمة إلى 780 مليار جنيه بحلول عام 2022 تذهب النسبة الأكبر منها إلى أنشطة إنتاجية تحتاجها السوق المصرية ويمكن أن تسهم فى زيادة حجم الصادرات المصرية، كما أن حجم الاستثمارات الأجنبية فى السوق المصرية لا يزال متواضعاً لم يتجاوز 7 مليارات دولار، مطلوب أن ترتفع إلى 22 مليار دولار بحلول عام 2022، تسهم فى إنشاء 22 منطقة استثمارية و5 مناطق حرة جديدة كى ترتفع معدلات التنمية إلى أكثر من 8%، بما يمكن مصر من مجابهة مشكلة البطالة، وتوليد مليون فرصة عمل منتج كل عام تلاحق مطالب الداخلين الجدد إلى سوق العمل.

ومع حرص الرأسمالية الوطنية على التركيز فى استثماراتها على أنشطة الاستيراد دون الدخول فى مشروعات إنتاجية تقوم على التطوير المستمر، وتشجيع الابتكار والقبول بمعايير المنافسة العالمية، ربما نجد أنفسنا أمام تحدٍ جديد يفرض على الدولة المصرية تشجيع فئات جديدة من المستثمرين المصريين على اقتحام مجالات النشاط الإنتاجي، لأنه فى سوق عالمية مفتوحة تقوم على المنافسة والتطوير والابتكار، يصعب على أى دولة أن تكون طرفا مؤثرا فى السوق العالمية دون أن يكون لديها ما تستطيع أن تقدمه لهذه السوق، كى تكون عنصراً فاعلا ومؤثرا تأخذ وتُعطى وتُفيد وتستفيد.

نقلا عن الاهرام القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 01:13 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

التوافق ينتصر للسودان .. والمعركة مستمرة

GMT 01:12 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

مصر الفيدرالية

GMT 01:06 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

فاتورة الحرب.. مدفوعة مقدمًا!

GMT 05:30 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

مشاكل ترامب أمام القضاء الأميركي

GMT 05:29 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

من مفكرة الأسبوع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

آفة الرأسمالية الوطنية آفة الرأسمالية الوطنية



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon