توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

تقاسم السلطة بجنوب السودان!

  مصر اليوم -

تقاسم السلطة بجنوب السودان

بقلم - مكرم محمد أحمد

بصدور الأمر الجمهورى فى جنوب السودان بالعفو العام عن زعيم الحركة الشعبية لتحرير السودان رياك مشار وآخرين من الجماعات المسلحة التى شاركت فى الحرب التى اندلعت فى جنوب السودان عام 2013، تكون قد طويت صفحة الصراع المسلح الذى استمر خمسة أعوام وراح ضحيته عشرات الآلاف من القتلى كما أدى إلى تشريد ملايين السودانيين، ويكون الرئيس عمر البشير قد حقق أهم إنجاز فى فترة حكمه، عندما نجح فى إقناع طرفى الأزمة، الرئيس الجنوبى سلفا كير ورياك مشار زعيم التمرد بالعودة إلى المصالحة الوطنية وتقاسم السلطة، ليصبح رياك مشار بموجب اتفاق الخرطوم النائب الأول لرئيس الجمهورية ويسود السلام جنوب السودان.

وقد ارتفعت قيمة الجنيه السودانى عقب اتفاق السلام بين الأطراف المتحاربة ليصل إلى 41 مقابل الدولار بدلاً من 47 جنيهاً ونصف الجنيه الأسبوع الماضى، كما استقر سعر الصرف الرسمى عند حدود 28 جنيهاً وسط توقعات يسودها التفاؤل بأن يعاود جنوب السودان إرسال بتروله إلى الشمال، حيث يجرى تكريره بما يمكن الخرطوم من الحصول على عائدات للمرور والتكرير، التى تشكل أهم موارد السودان الشمالى من العملات الصعبة، وأعلن الرئيس عُمر البشير بدء ضخ النفط من جنوب السودان إلى شمال السودان اعتباراً من أول سبتمبر المقبل، وقال الخبير الاقتصادى السودانى الدكتور محمد الفاير، إن الخرطوم ستجنى فى الموازنة المقبلة ما يقارب 3 مليارات دولار سنوياً من عملية تصدير النفط عبر الأنابيب التى تمر بالأراضى السودانية، وكذلك الموانى بما يحقق استقراراً نسبياً فى سعر الصرف، لأن الخرطوم سوف تتحصل على 25 دولارا عن كل برميل نفط يتم تصديره عبر الشمال تشمل رسوم النقل عبر الأنابيب ورسوم تكرير البترول.

وقد رحب الأمين العام للأمم المتحدة بتوقيع اتفاق اقتسام السلطة فى جنوب السودان، واعتبر الاتفاق خطوة مهمة لإعادة إنعاش عملية السلام داعياً كل الأطراف المتحاربة إلى سرعة تطبيقه من أجل إنهاء خمس سنوات من الحرب الأهلية، وبينما تؤكد أطراف الاتفاق أنه سوف يحقق سلام جنوب السودان ويُقدم حلولاً لكل نقاط الخلاف بين المعارضة والحكم بما فى ذلك تشكيل حكومة انتقالية لمدة ثلاث سنوات من كل الأطياف للوصول بالبلاد التى مزقتها الحرب الأهلية إلى بر السلام، يرى البعض أن الاتفاق لم يشمل كل أطراف المعارضة وأنه مجرد اتفاق ثنائى بين الرئيس سلفاكير وقائد التمرد مشار دون مشاركة الأطراف الأخرى، وأن ثمة مخاوف من أن يتكرر ما حدث فى اتفاقية مماثلة تمت فى العاصمة الإثيوبية عام 2015 لكنها انهارت عقب مرور بضعة أشهر من عام 2016، وإن كان أغلب المراقبين يؤكدون أن اتفاق الرئيس سلفاكير وقائد التمرد مشار الطرف الأخطر فى الصراع يكفى لضمان نجاح الاتفاق، خاصة أن الاثنين اتفقا على حكومة انتقالية تضم كل الأطياف، ولم يغلقا الباب أمام دخول أطراف أخرى، وكان الدكتور حكيم داريو رئيس الحركة الشعبية الديمقراطية قد أعلن أنه لم يوقع على اتفاق الخرطوم، وكذلك رئيس جبهة الخلاص الوطنى الذى أعلن رفضه اتفاقية الخرطوم، ومع أن الاثنين يشكلان فصيلين صغيرين فى المعارضة، إلا أن هناك مخاوف بالفعل من محاولات تخريب الاتفاق ما لم تتوسع دائرة الوفاق الوطنى لتشمل الجميع ويصبح حق المواطنة مكفولاً للجميع وتنتهى جميع صور التمييز العرقى والقبلى التى مزقت وحدة البلاد، خاصة أن سلام جنوب السودان ووحدته يمكن أن يكون الحل الصحيح لكثير من مشكلات القارة السمراء التى تعانى الانقسامات القبلية والعرقية.

لقد حرصت مصر دائماً على المحافظة على علاقاتها المتميزة مع جنوب السودان، ووقفت دائماً إلى جوار علاقات جيدة تربط بين شمال السودان وجنوبه، وظلت على موقفها الرافض لانفصال شمال السودان عن جنوبه إلى أن أصبح الانفصال أمراً واقعاً يدعمه ساسة الشمال والجنوب، والأمر المؤكد أن مصر تبارك إنهاء الحرب الأهلية فى جنوب السودان وتحض على سرعة تطبيق اتفاق الخرطوم، وتطالب جميع أطراف الحرب الأهلية بالدخول فى السلم واحترام حقوق المواطنة والمحافظة على وحدة الأرض والدولة فى جنوب السودان.

نقلا عن الاهرام القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 01:13 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

التوافق ينتصر للسودان .. والمعركة مستمرة

GMT 01:12 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

مصر الفيدرالية

GMT 01:06 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

فاتورة الحرب.. مدفوعة مقدمًا!

GMT 05:30 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

مشاكل ترامب أمام القضاء الأميركي

GMT 05:29 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

من مفكرة الأسبوع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تقاسم السلطة بجنوب السودان تقاسم السلطة بجنوب السودان



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon