توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

واوكستاه!

  مصر اليوم -

واوكستاه

أسامة غريب

فى بلد عربى ركبت سيارة أجرة وجلست بجوار السائق فبادرنى بالحديث، ثم استمر الحوار بيننا متصلاً حتى أوصلنى إلى وجهتى، عندها سألنى من أى بلد أنت؟ أبديت دهشتى من إخفاقه فى التعرف على جنسيتى بعدما تحادثنا لمدة ربع ساعة. قال لا يبدو من كلامك أنك شامى أو مصرى أو خليجى أو مغربى وهذا ما يحيرنى.عندما أخبرته أننى مصرى أبدى استغرابه قائلاً: المصريون لا يتحدثون هكذا!

بعد أن تركت السائق سرحت فى هذا الأمر وشعرت بالحيرة..اللهجة المصرية يسهل التعرف عليها من أول جملة، ولقد كان الرجل يفهمنى تماماً ولم ينشأ بيننا أى حاجز لغوى، فكيف يفهمنى ويحاورنى ويمازحنى ثم بعد ذلك يحتار فى شأن موطنى؟ ثم ما معنى أن المصريين الذين يملأون بلده لا يتحدثون هكذا؟.. فى المساء جلست أطالع التليفزيون وفتحت قناة مصرية، مضيت أتفرج عليها وبعدها كدت أصيح مثل أرشميدس: وجدتها. أظننى عندئذ خمنت سبب حيرة الرجل. لقد احتار السائق العربى لكنه لم يستطع أن يدرك أن سبب حيرته هو مستويات اللغة. إننا إذا استبعدنا الفصحى التراثية الموجودة فى القرآن وفى أشعار الأقدمين وفى المسلسلات التاريخية، وكذلك إذا استبعدنا فصحى العصر التى تستخدمها الصحف ويسمعها الناس فى نشرات الأخبار والبرامج الثقافية، تتبقى بعد ذلك مستويات ثلاثة للعامية، خاصة بكل بلد، وإذا تحدثنا عن المصريين، فقليل منهم يتحدث بعامية المثقفين بعدما تدهورت الثقافة وفرضت السوقية نفسها، وبعض المصريين يتحدث بعامية المتنورين، ثم السواد الأعظم الذين يتحدثون بعامية الدهماء. كان المفروض أن تسود برامج التليفزيون المصرية فى كل القنوات عامية المثقفين التى تحوى الكثير من التعبيرات الفصحى والتشبيهات الأدبية والإيجاز والولوج للمعنى مباشرة، لولا أنه فى هذا الزمن الأغبر طغى على الساحة الإعلامية الذئب والنسناس والنطيحة والمشرومة ومن لدغها الحنش! لم يعد المذيعون يعبّرون فيما ينطقون عن فكر أو ثقافة أو عقل ناقد أو دماغ قرأ صاحبه وفهم وهضم قبل أن يخرج على الشاشة، وإنما أصبحت التليفزيونات مصاطب للأرزقية المرضىّ عنهم أمنياً بصرف النظر عن حالتهم.. بل إن الوكسة والتدهور الذهنى قد يكونان من مسوغات التعيين فى الوظيفة والبقاء فيها، وهى وظيفة على أى حال لا تقتضى سوى الصراخ والتشنج والتفوه بكل سخيف وركيك وتافه وعدائى ودال على سوء الخلق وضعف الثقافة. وهم فيما يقدمون ويعرضون بضاعتهم الرديئة يستخدمون مستويين من اللغة، فبعضهم- ممن يُعتبرون (فطاحل) أو (عور) وسط العميان- يتنقل بين عامية المتنورين وعامية الدهماء، والبعض الآخر يعجز عن الخروج من لغة السوقة نتيجة الفقر الشديد فى التعليم وتضاؤل القدرات الذهنية. وبطبيعة الحال فإن الجمهور أو معظمه، وحظه من التعليم لا يختلف عن حظ مذيعيه، يتحدث أفراده بنفس الطريقة ويلوكون نفس المفردات ويدورون حول نفس الأفكار.. لهذا فقد شاعت عامية الدهماء بين الناس حتى لو كانوا متخرجين فى الجامعة، وأصبح من يتحدثون بعامية المتنورين المعبّرة عن الشهادة الإعدادية قلة!.. وربما أن هذا يفسر دهشة سائق التاكسى العربى الذى فهمنى ومع ذلك لم يخطر بباله أن أكون مصرياً!

 

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

GMT 02:12 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

«صاحبة الجلالة» ليست دائماً بريئة!

GMT 02:05 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرجيلة «حزب الله» وجمر إيران!

GMT 01:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

شرعية الإنجاز

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

واوكستاه واوكستاه



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon