توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

هيكل وفن البيع!

  مصر اليوم -

هيكل وفن البيع

أسامة غريب

لم يكن هيكل هو الأستاذ الوحيد الذى عرفته الجماعة الصحفية الحالية، إذ إن الأجيال المعاصرة له وتلك التى تلته كان بها الكثير من النماذج الناصعة، وعلى سبيل المثال فقد عرف الجيل الذى ينتمى إليه رؤساء التحرير الحاليون أساتذة مثل جلال الدين الحمامصى وأحمد بهاء الدين ومحمود عوض، وكل منهم كان قامة صحفية وفكرية سامقة، يصلح لأن يكون شيخ طريقة له أتباع ودراويش ومريدون.. فلماذا بزّهم هيكل جميعاً فى فرض أستاذيته على محبيه على نحو شديد الوضوح؟ أعتقد أن تواضع وهدوء الشخصيات الثلاث التى قدمتها كأمثلة وتفضيلهم العمل فقط بدون بروباجندا وعلاقات عامة كان يكفى لأن يصرف الشباب عن النظر إليهم بحسبانهم من أرباب مفاتيح الكون.. من أولئك الذين يفطرون مع تاتشر ويتناولون العشاء مع أغا خان وقد يتعثرون فى أحمدى نجاد وهم فى طريقهم للقاء الأم تيريزا!.. كان هيكل ناجحاً.. لا شك فى هذا، لكن إبراهيم الفقى، صاحب النظريات اللولبية فى التنمية البشرية، كان يفوقه نجاحاً لو كان المعيار هو القدرة على حشد الأتباع فى الميديا وتكوين ألتراس صحفى يخمش من يقترب من الهيكل!.

لقد كان هيكل الجورنالجى من أوائل من أتقنوا حرفة التسويق والمبيعات وعرض الذات فى الفاترينة بشكل مبهر.. وبطبيعة الحال كان للرجل مميزات السيلزمان الأمريكى المحترف، ذلك الذى يوهم زبائنه بأن ما يفعله ليس بيعاً.. أنا لا أبيع لكم سلعة لكنى أدعوكم للاشتراك فى برنامج، وللاشتراك فى البروجرام فوائد هى كذا وكذا. هذه هى الطريقة الأمريكية فى بيع السلع.. البيع ليس اسمه بيعاً، وكذلك كل الأشياء ليست كما هى بادية. وللأمريكان طريقة يعرفها من أخلصوا فى دراسة الفرق بينهم وبين الإنجليز فى الإعلام. الجمل الكبيرة واللافتات الطويلة التى تحتاج دائماً إلى حروف ترمز إليها مثل «إف. بى. آى» و«سى. آى. إيه».. وقد كان هيكل هو صاحب مصطلح نكسة، وتعبير إزالة آثار العدوان، وجملة لا صوت يعلو فوق صوت المعركة، وكل ما سبق تراكيب أمريكانى تهدف إلى ملء وعاء فارغ. كل هذه القدرة على التلاعب بالألفاظ وقطم عنق الحقائق لم تكن موجودة عند أستاذ مثل بهاء الدين عُرف عنه الوضوح والمباشرة وافتقاد مهارات البيع حتى إن مخه رفض التوائم مع ما يرفضه فانفجر.. أما رجل بحجم محمود عوض فقد جاء فى الزمان الخطأ.. هذا كاتب سياسى من طراز رفيع ومحلل فنى لا نظير له وأستاذ فى النفس البشرية، ومع هذا فلم يمتلك بودى جاردات ولا صهبجية ولا عازفى أرغول يذودون عنه عندما أجلسه رئيس تحرير متواضع القدرات فى البيت ومنعه من الكتابة لمدة ربع قرن!.. كما تكمن مأساة رجل مارس الصحافة بنزاهة ودرّسها لأجيال متعاقبة من الطلبة هو جلال الحمامصى فى أنه كان معارضاً لشطحات الرؤساء من عبدالناصر للسادات، فلم تمنحه السلطة ما منحت هيكل من قرب وتدليل ومعلومات وشراكة. هذه مجرد أمثلة لصحفيين أفذاذ عاشوا فى زمن هيكل ولم يقلّوا عنه ثقافة أو موهبة أو حتى معرفة باللغة الإنجليزية، لكنهم لم يمتلكوا قدراته فى التنمية البشرية ولا مهاراته فى التسويق وفن البيع!

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

GMT 02:12 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

«صاحبة الجلالة» ليست دائماً بريئة!

GMT 02:05 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرجيلة «حزب الله» وجمر إيران!

GMT 01:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

شرعية الإنجاز

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هيكل وفن البيع هيكل وفن البيع



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon