توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مين يشتري كرسي؟

  مصر اليوم -

مين يشتري كرسي

أسامة غريب

تعلقتُ بالسينما ووقعت فى هواها منذ بواكير الصبا ومنذ تفتحت العين والنفس على مباهج الحياة. لم أكن أكتفى بمشاهدة الأفلام التى ينقلها التليفزيون وتجتمع حولها الأسرة فى المساء لكنى أحببت الذهاب إلى دور العرض، حيث الشاشة الكبيرة والصوت المجسم والصالة المظلمة.

كنت أندهش ممن لا يدركون جمال المشاهدة فى دور العرض ويظنونها مماثلة للفرجة فى البيت، ورغم أن أحداً لم يشرح لى الفرق إلا أننى أدركته بالإحساس، ولقد كنت آخذ السينما بجدية فأفضّل الذهاب وحدى حتى لا يعطلنى رفيق عن المشاهدة بالثرثرة.

ومن حسن الحظ أن الأفكار المتعلقة بحرمة الفنون لم تكن موجودة فى ذلك الوقت فكان الناس يرتادون السينما والمسرح، ويتعاطون الباليه والموسيقى دون أن يطعن أحد فى دينهم أو سمعتهم!.

فى المنطقة التى كنت أسكنها كان يوجد أكثر من عشر دور عرض مما يسمى سينما الحى، وكان تصنيف دور العرض يتكون من ثلاث فئات أولاها دور الدرجة الأولى بوسط العاصمة والتى كانت تستخدم أيضاً كمسارح تقام عليها حفلات أم كلثوم وعبدالحليم حافظ، وتليها دور الدرجة الثانية أو سينما الضواحى، وثالثتها سينما الدرجة الثالثة أو الترسو. لم أكن أذهب إلى سينما الدرجة الأولى لارتفاع ثمنها بالنسبة لميزانية تلميذ، كما لم أكن أحب سينما الترسو بجمهورها الغوغائى الذى يُحدث جلبة وضجيجاً ويقوم بتشجيع البطل كما لو كان بإزاء عرض مسرحى! وكانت سينما الترسو آنذاك تعرض معظم الوقت أفلام فريد شوقى الذى عُرف بملك الترسو. كنت زبوناً بدور عرض الدرجة الثانية التى تعرض فيلمين فى بروجرام واحد وكان جمهورها نظيفاً ويتشكل فى معظمه من العائلات التى تسكن الحى. لكن فى بعض الأحيان ونتيجة لتواضع الميزانية كنت أضطر لارتياد سينما الترسو، وكانت لى معها تجارب ليست لطيفة بالمرة.. كان الرواد فى الغالب من الصنايعية والمهمشين والبسطاء وفى بعض الأحيان من الخارجين على القانون ولهذا فكثيراً ما كانت عربة الشرطة تقف فى انتظار خروج الرواد لتقطف من بينهم باقة ترحل بها إلى التخشيبة.

وإلى جوارنا كانت توجد سينما سيئة السمعة اعتاد أن يقف ببابها الخلفى بوكس الشرطة يسد الباب بحيث يخرج الرواد فى الظلام ودون أن يدروا يجدون أنفسهم قد دخلوا البوكس مباشرة فيحملهم إلى قسم الشرطة وهناك يتم فرزهم ليأخذوا من بينهم النشالين والمطلوبين جنائياً ويطلقون سراح الباقين!.. هذه السينما المشبوهة قمت بدخولها مرة وفوجئت بأن عدد التذاكر المباعة أضعاف عدد مقاعد السينما، لذلك فقد كانت المشاهدة وقوفاً، والطريف أن دار العرض هذه كانت تقدم ثلاثة أفلام بالإضافة إلى مباراة فى كرة القدم.. ومن أراد أن يشاهد البروجرام كاملاً كان عليه أن يتحمل الوقوف لمدة ثمانى ساعات.. وقد أفرز هذا الوضع ما لا يمكن لرواد السينما فى العالم تصوره وهو أن تنطلق وسط الظلام صيحة من أحد الجلوس قائلاً: مين يشترى كرسى؟.. كان الزبون بعد أن يمل من المشاهدة ويقرر مغادرة السينما يعز عليه أن يترك مقعده لزبون آخر فكان يطرحه فى البورصة ويحصل فى مقابله على قرش أو نصف قرش من زبون عذّبه وحطم ركبتيه طول الوقوف!.

سقياً لذلك العهد الذى كنت فيه صغيراً وجميلاً و.. سعيداً.

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

GMT 02:12 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

«صاحبة الجلالة» ليست دائماً بريئة!

GMT 02:05 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرجيلة «حزب الله» وجمر إيران!

GMT 01:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

شرعية الإنجاز

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مين يشتري كرسي مين يشتري كرسي



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon