توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

لغة واحدة

  مصر اليوم -

لغة واحدة

أسامة غريب

زمان عندما هممت بالسفر للخارج أول مرة كانت فرنسا هى الوجهة، وكانت النصيحة الأولى فى ذلك الوقت أن على من يريد الذهاب إلى باريس أن يتسلح أول شىء بمعرفة اللغة الفرنسية. وقيل لنا فى هذا الشأن أشياء كثيرة مثل أن الفرنسى يعتز بلغته اعتزازاً شديداً وأنه قد يرفض أن يرد عليك إذا خاطبته بالإنجليزية!.

فيما بعد سمعت الأمر نفسه وأنا فى طريقى إلى فرانكفورت لزيارة ألمانيا للمرة الأولى. نفس الفقهاء وأهل الفتوى فى السفر قالوا إن الألمانى متغطرس بطبعه، وإن الاقتراب منه صعب إلا إذا كنت تتقن لغته الألمانية، أما إذا حاولت أن تلج إليه مستخدماً لغة أخرى خاصة لو كانت الإنجليزية فأنت تحكم على محاولتك معه بالفشل.

فى الحقيقة أن التجربة العملية أثبتت أن هذا الكلام هو محض هراء، إذ إن المواطن الفرنسى والألمانى وأى إنسان آخر التقيته بأى مكان فى العالم كان يرد إذا حدّثته طالما كان يفهم ما أقول، وإذا استعصى عليه الفهم فإنه كان يبذل أقصى الجهد فى محاولة التفهم والمساعدة.. هذه هى النسبة الغالبة من البشر فى كل زمان ومكان.. محبون ومتعاونون.. أما الأفكار التى كانت تتردد عن الغطرسة الألمانية والعجرفة الفرنسية والغباوة الهولندية فقد ثبت أنها غير صحيحة.

كل ما فى الأمر أن الناس فى أوروبا فى ذلك الوقت من أواخر السبعينات ومطلع الثمانينات كانوا لا يجيدون أى لغات بخلاف لغاتهم الأصلية، وكان الذى تسأله فى شىء ولا يجيبك إنما يفعل هذا لأنه لا يفهم ما تقول وليس بسبب غلظة فى طبعه أو جفوة جُبل عليها. لذا كان على الزائر من بلادنا للتيسير على نفسه أن يتعلم لغة البلد الذى يقصده.

لم يكن هناك ما يدعو المواطن فى السويد أو النمسا أو إيطاليا لتعلم لغة جديدة طالما أن أمور حياته كانت ميسرة بدون هذه المعرفة، أما عندنا فقد نشطت المراكز الثقافية الأوروبية ومعاهد اللغات، وتبارى الطلبة والشباب فى الالتحاق بها، وكنت ترى بمصر فى ذلك الوقت أعداداً كبيرة ممن يجيدون واحدة أو أكثر من اللغات الإنجليزية والفرنسية والإسبانية والألمانية والإيطالية، وكانت هذه المعرفة تتيح لهم السفر والتمتع وكسب الرزق والتعرف على أنواع وأنماط جديدة وعمل صداقات بشباب العالم.

كل هذا تغير بعد ذلك بسنوات عندما بدأت ظاهرة العولمة نتيجة سقوط الاتحاد السوفييتى وتحقيق الأمريكان لانتصارهم الكاسح على المعسكر الشرقى.

انتشرت اللغة الإنجليزية بفعل النفوذ الأمريكى الطاغى وبفعل ظهور الكمبيوتر والإنترنت، وكذلك نتيجة تغلغل الشركات القافزة فوق الجنسيات ووصولها إلى كل مكان.

وكان من شأن سيادة نمط الحياة الأمريكية مع انتشار مطاعم الأكلات الأمريكية السريعة وافتتاح فروع لكبرى المؤسسات الدولية فى كل عاصمة، فضلاً عن اجتياح السينما الأمريكية للعالم شرقه وغربه أن وجد الشاب الأوروبى نفسه - مثلنا- محتاجاً لتعلم اللغة الإنجليزية حتى يستطيع أن يجد فرصة عمل داخل بلده!.

ومن هنا تلاشت الحاجة إلى تعلم العديد من اللغات بعد أن أقبل العالم كله على تعلم اللغة الإنجليزية، وأصبح المرء الآن يستطيع أن يسير فى شوارع كوبنهاجن أو جنيف أو برشلونة فيجد الناس يفهمونه حين يتحدث إليهم، لأنهم مثله سعوا لتعلم اللغة الإنجليزية من أجل أن تكون حياتهم أسهل.

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

GMT 02:12 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

«صاحبة الجلالة» ليست دائماً بريئة!

GMT 02:05 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرجيلة «حزب الله» وجمر إيران!

GMT 01:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

شرعية الإنجاز

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لغة واحدة لغة واحدة



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon