توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

لا تدعهم يلتقون

  مصر اليوم -

لا تدعهم يلتقون

بقلم أسامة غريب

ربما تكون وثائق بنما التى ظهرت مؤخراً قد كشفت جانباً من فساد الحكام العرب، لكنها لم تشرح أسبابه، وفى تصورى أن مؤتمرات القمة التى تجمع كل الحكام العرب هى أصل المشكلة، لأنهم حين يلتقون فإنه من الطبيعى أنهم يتفاعلون ويقتربون من بعض إنسانياً ويتبادلون المعارف والخبرات.

ولما كانوا فى غالبيتهم من الجهلة الذين لم يدخلوا مدارس من الأساس، أو من الجهلة الذين دخلوا مدارس وخرجوا منها كما دخلوا، فإنهم لا يتورعون عن ممارسة الكيد ضد بعضهم البعض، فمنهم الملك الذى يتيه على الآخرين بالقصر الذى اشتراه فى جزر الآزور وبنى جدرانه من الذهب الخالص لتمضية يوم واحد فى السنة، ومنهم الشيخ الذى يحدثهم عن العراف الهندى الذى التقاه وأصبح يثق فيه ولا يتخذ قراراً دون مشورته، خاصة بعد أن نبهه إلى مؤامرات القصر التى كانت تدبر ضده، ومنهم الرئيس الذى يتضايق من حواديت الشيوخ السفيهة عن المال والخرافات فيسعى لأن يبهرهم ويبث الرعب فى قلوبهم بأن يحكى لهم عن عدد الرقاب التى قطعها خلال الشهر الأخير وعدد الذين ألقى بهم فى السجون، ومنهم الأمير الذى فاتته الحلقة الأخيرة من المسلسل التركى ويريد أن يعرف ما حدث لمهند، ومنهم الزعيم الذى يحكى لهم عن الخلطة السرية التى تطيل العمر والتى جند علماء سويسرا لاختراعها حتى أتوا له بحقنة الإكسير التى أبعدت عنه الشيخوخة وأمدته بفحولة أصبحت تشكل عبئاً على حريمه!.

ولما كان أولئك الناس فى الغالب غير محصنين بالتربية ولا بالتعليم، فإن جلساتهم سوياً واندماجهم فى الأنس والسرور تجعلهم يتأثرون ببعض، ويرغب كل منهم فى تقليد شقيقه فيما يفعله.. ومن هنا فى الحقيقة أتت كل الكوارث التى يعانيها المواطن العربى، فالبلد العربى البسيط الذى ما زال الناس فيه على الفطرة، والذى لا يعرف سياسة تعذيب المواطنين بواسطة أجهزة الأمن، يشعر شيخه بالغيرة من الرئيس قاطع الرقاب فيسعى لاستيراد الخبرة الأمنية من عنده.

أما البلد الرئاسى الذى يفترض أنه محكوم بدستور وقانون، ويفترض أن الرئيس فيه موظف له راتب، فإن زعيمه لا يتصور أبداً أن يكون الملك فلان أو الأمير علان أو الشيخ ترتان - وهو يفضلهم - يستطيعون شراء جزر بأكملها وهو لا يستطيع، ويتمكنون من جلب العرافين الذين يحافظون لهم على ملكهم إلى الأبد وهو لا يتمكن، ويستأثرون بالخلطات التى تطيل العمر وتقوى الباه وتغلظه، بينما يكتفى هو بصبغ شعره كما يستطيع أن يفعل أى صعلوك!.. من هنا ينفتح الباب على خلط المال العام بماليته الخاصة، وهو فى هذا يتأسى بأشقائه الذين يحكمون بلاداً ليس بها رقابة ولا مساءلة، وكل ما تخرجه الأرض من ثروات هو ملك خالص للحكام.. كذلك يرى أولاده أنهم ليسوا أقل من الأمراء من أبناء أشقائه الملوك، لذلك يسعى ليجعلهم أثرياء بلا حدود!.

لذا فإن الحل المقترح لتحجيم منسوب الفساد العربى هو إلغاء مؤتمرات القمة والحؤول دون جلوسهم سوياً، لأنه قد ثبت أنهم يفسدون بعضهم بعضاً، فضلاً عن ذلك فإن القرارات المصيرية تأتيهم من الخارج فيبصمون عليها، ومن الأفضل أن يبصم كل واحد وهو فى بلده!

GMT 05:27 2019 الجمعة ,15 آذار/ مارس

لماذا يسرق الأغنياء؟

GMT 03:59 2019 الجمعة ,08 آذار/ مارس

العلماء يا سادة

GMT 00:56 2018 السبت ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل المجانية هى سبب الخراب؟

GMT 06:45 2017 الجمعة ,14 تموز / يوليو

مَن الذى سرق الدَّكَر؟

GMT 06:11 2017 الجمعة ,07 تموز / يوليو

ترامب وبدائل داعش

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لا تدعهم يلتقون لا تدعهم يلتقون



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon