توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

كلمات وألحان

  مصر اليوم -

كلمات وألحان

أسامة غريب

العلاقة بين كلمات الأغنية لحنها ليست دائماً فى خط واحد، فبعض الملحنين يتذوق الكلمة الحلوة وبعضهم الآخر لا يفعل، وهناك من بين الملحنين الذين يحسون بالكلمة مَن يقدمها فى صورة بهية تسمح بهضمها واستيعابها، وهناك من يستكثرون على المؤلف أن تتجلى حلاوة كلماته فتزاحم اللحن، وقد تستحوذ على أذن المستمع فتمنح الشاعر تقديراً على غير رغبة الملحن!. وفى دنيا المزيكا عرفنا الفنان الموهوب بليغ حمدى لا يهتم أو لعله لا يفرّق بين الكلمات الجيدة والكلمات الرديئة.. يشاركه ذات العلة عبدالحليم حافظ الذى كان يتظاهر بالاهتمام الشديد بالكلمة بينما شهدت بداياته أغنيات ركيكة الكلمات مثل «صافينى مرة» كما شهدت سنواته الأخيرة اكتفاء بكلمات «محمد حمزة» العادية، بينما كان صلاح جاهين ومرسى جميل عزيز وعبدالرحمن مصطفى أحياء يرزقون!.


أما عبدالوهاب فقد كان يُحسن اختيار الكلمات لكن لا يسمح للمؤلف بالظهور الطاغى خشية أن يقفز الناس فوق اللحن ويتذكروا الكلمات، وكانت له بحكم تمكنه الموسيقى قدرة على عمل فرشات لحنية لا تأخذ الكلمات فى الاعتبار.. مثال أغنية ودارت الأيام حيث كتب مأمون الشناوى: أهرب من قلبى أروح على فين/ ليالينا الحلوة ف كل مكان. مليناها حب إحنا الاتنين/ وملينا الدنيا أمل وحنان. يتوقف عبدالوهاب فى اللحن عند كلمة أمل ويتعمد ألا يكمل القول أمل وحنان.. وبهذا يضيع على المستمع فرصة تذوق الكلمات مقفّاة وتكاد تلحّن نفسها.

وعلى العكس من ذلك تماماً كان عمار الشريعى، وهو الفنان الذى يتجلى فى أغنياته كلها حبه للمؤلف وتقديره للكلمة ورغبته فى أن تأخذ حقها لدى المستمع، خاصة عندما يلحن من كلمات سيد حجاب. حقاً كان عمار الشريعى رجلاً منصفاً شديد الورع، لذلك كان من الصعب عليه بعد أن يجد بين يديه كلمات تقول: بَرَكة دُعا الوالدين فى يوم الدين. تحمينا من شر العدا اللابدين. وكلنا شاهدين. وقلوبنا متّاخدين. وأميرة راجعة أميرة فى عابدين.. أقول يصعب عليه أن يجد كلمات مخدومة بهذا الشكل ومكتوبة بهذا الاعتناء ثم يميّعها ليحصل لحنه وحده على الاستحسان. ومن آيات تميز سيد حجاب واقتداره فى هذه الأغنية أن أى أحد غيره كان يمكن أن يكتفى بالياء والنون كقافية، مثل أن يقول: عارفين وفاهمين، ولم يكن أحد ليغضب.. لكن حجاب الجبار لا يقبل بأقل من أن يتحدى نفسه فيجعل كلمة «دين» نهاية كل مقطع، وهو أمر لو تعلمون عسير ويدل على تمكن لغوى لا يفقد صاحبه الشاعرية. وتلاحظ أن لحن الشريعى اتكأ على مقطع «دين» ليقدم صاحبه الشاعر فى أجمل صورة، على العكس مما كان يمكن أن يفعل عبدالوهاب مع كلمات كهذه!. ولعل تقديرى لرقة الشريعى وموهبته، وكذلك شاعرية حجاب وتدفقه عائد إلى أن سوق الغناء كثيراً ما امتلأ بكلمات تحمل الاستسهال والجدب مثل بعض ما كان يكتبه الأستاذ سيد مرسى ومنه أغنية تقول: وف ليلة قابلوه كلموه سـألوه، عن اسمى سألوه، عن حبى سألوه قال ما أعرفوش ما قابلتوش ما شفتوش ما عاشرتوش.. والغريب أن بليغ حمدى قبِل أن يلحن «متلازمة أوش» هذه دون أى وَجَل!.

وأكتفى بهذا القدر لأن المساحة التى تخنقنى لا تسمح بالمزيد!

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

GMT 02:12 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

«صاحبة الجلالة» ليست دائماً بريئة!

GMT 02:05 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرجيلة «حزب الله» وجمر إيران!

GMT 01:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

شرعية الإنجاز

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كلمات وألحان كلمات وألحان



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon