توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

سيدة النجاة

  مصر اليوم -

سيدة النجاة

أسامة غريب

كنت قد تعرضت منذ فترة إلى حادث عندما مالت سيارة طائشة نحوى، مما اضطر سيارتى إلى الانحراف الحاد والاصطدام العنيف بالرصيف. وقتها أحسست أن زلزالاً قد رجّ كيانى ثم ذهبت فى غيبوبة لعدة دقائق. عندما بدأ الوعى التدريجى يعود انتبهتُ إلى صوتى يردد بوهن شديد وأنا ملقى بأرضية السيارة: آه يا امَّه..تعالى لى يا امَّه.

لا أدرى لماذا تذكرت الآن فقط ما كنت أردده فى اللحظات ما بين الغيبوبة والإفاقة، ولماذا كنت أطلب أمى بدلاً من أن أفكر فى طلب الإسعاف؟ وماذا كانت والدتى تستطيع أن تفعل لو أنها لبّت النداء وحضرت غير أن تستدعى الطبيب؟. حادث آخر وقع لى منذ سنوات بمدينة نيروبى وفيه تعرضت لهجوم عنيف قام به مجموعة لصوص بهدف سرقتى بالإكراه.. حدث هذا بينما كنت أسير على الرصيف فى ميدان «جومو كينياتا» الذى يشبه ميدان التحرير فى اتساعه وازدحامه.. فوجئت بقبضة جبارة تنقض على عنقى من الخلف وترفعنى لأعلى حتى ضاق تنفسى وبهتت الصور أمامى وأنا أرفع يدى إلى أعلى التماساً للهواء، ثم إحساسى وأنا أصارع الموت بعدة أياد تمتد فى اللحظة ذاتها إلى جيوبى كلها فتفرغها من محتوياتها بصورة بالغة العنف أدت إلى تمزق البنطلون وشقّه طولياً من الجيب الخلفى حتى الأرض، وكذلك تهلهل القميص وتحوله إلى خرقة ممزقة. لم ينقذنى من أيديهم سوى سقوطى بين أيديهم فى إغماءة حفظت حياتى ومنعت عنقى من الكسر وقصبتى الهوائية من الانسحاق. عندما بدأت الصور تعود وأنا نائم على ظهرى على الأرض المبتلة بالمطر أتطلع إلى السحاب يمضى مسرعاً، سمعت نفسى أردد وأنا ما زلت فى سكرات الحدث: آه يا امَّه..تعالى لى يا امَّه!. ليست إذن هذه هى المرة الأولى التى أطلب فيها الحاجّة أمى وأنا فى أشد لحظاتى ضعفاً واحتياجاً للعون، وإنما كل مرة تتلاشى فيها قدراتى وتنزوى ملكاتى وأوشك على الهلاك لا أجد سوى أمى أناديها لتنقذنى على الرغم من تنافى هذا مع العقل والمنطق.. ولكن أى عقل وأى منطق والناس من قديم الزمان تلوذ فى الأزمات بالأولياء والقديسين، الحقيقى منهم والزائف، فنرى من يتوسل بالسيد البدوى لقضاء حاجته، ومن يقف على باب حفيد النبى متضرعاً: شىء لله يا حسين، ومن يستنجد برئيسة الديوان السيدة زينب. كذلك يقف أهل مصر راجين السيدة العذراء مريم أن تقف إلى جانبهم فتزيح عنهم الهم وتقيلهم من عثراتهم، ومنهم من يذهب إلى سانت تريز وإلى القديسة دميانة.. كما أن الضعف والحاجة كثيراً ما ألجأ الناس إلى الاستغاثة بالشيخ الحريتى والشيخ الكريشى والبوريشى والبيضانى وغيرهم، وبعض هؤلاء ليسوا سوى نصابين تم دفنهم فى أضرحة نتيجة احتياج الناس إلى أى أحد يضفون عليه قداسة حتى يستدعوه وقت الحاجة ليدرأ عنهم الخطر ويهش عنهم الذئاب.

هذا ما يفعله الناس فى الشرق والغرب.. فى العالم المتقدم والعالم المتشخرم، فلماذا أستغرب فى نفسى أن أستغيث بسيدة النجاة خاصتى والقديسة الوحيدة التى أؤمن ببركاتها؟ وما الذى يدهشنى أن أنسى كل الناس وأنادى واحدة من أولياء الله الصالحين جربتُ مراراً كراماتها، ولمستُ تأثير شفاعتها وعرفتُ ما الذى تستطيع تقديمه دون مقابل.

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

GMT 02:12 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

«صاحبة الجلالة» ليست دائماً بريئة!

GMT 02:05 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرجيلة «حزب الله» وجمر إيران!

GMT 01:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

شرعية الإنجاز

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سيدة النجاة سيدة النجاة



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon