توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

المعارضة المعتدلة

  مصر اليوم -

المعارضة المعتدلة

بقلم أسامة غريب

وصل الوضع في سوريا إلى مرحلة شديدة الغرابة، قد لا يصدقها الناس في الأجيال التالية عندما يقرأون تفاصيلها. البداية كانت الثورة ضد حكم الأسد، ثم ما تلاها من تكوين تشكيلات شعبية مقاتلة لمواجهة الجيش السورى، كان الداعمون الأكبر لها هم السعودية وقطر وتركيا بمباركة أمريكية. كانت هذه القوى مكونة بالأساس مما يعرف بالجيش السورى الحر وتنظيم أحرار الشام ووحدات حماية الشعب الكردية وغيرهم. بعد ذلك دخلت على الخط مكونات أخرى، ساعدها الأمريكان من بعيد، مثل جبهة النصرة وتنظيم الدولة الإسلامية. كان الغرض أن يُجهِز هؤلاء على جيش بشار، ثم تعاد صياغة سوريا وفقاً للرؤية الأمريكية. على الجانب الآخر، كان الرئيس السورى يتلقى دعماً إيرانياً ومساندة من حزب الله. بمرور الوقت، نجح تنظيم داعش في الاستيلاء على مساحة كبيرة من الأرض، ومثله فعلت جبهة النصرة، وأوشكت الحرب أن تنقلب لصالحهما.. ولما كانت هاتان القوتان في النهاية عبارة عن رافدين لتنظيم القاعدة، فإن أمريكا رأت أن توقف تقدمهما، فتم اختراع مصطلح المعارضة السورية المعتدلة، للتفرقة بينها وبين المعارضة التكفيرية التي يمثلها داعش والنصرة، وبعد ما كانت أمريكا على وشك قصف قوات بشار للخلاص منه، فإن انتصارات التنظيمات التكفيرية جعلتها تعيد النظر في الأمر نتيجة خشيتها من أن تقع سوريا بالكامل في يد تنظيم الدولة. بدأت المعارك تأخذ أشكال الكر والفر، فما يفقده بشار اليوم يستعيده غداً، ووضح للجميع الحرص الأمريكى الشديد على مساندة الأكراد دون غيرهم، فكانت معركة مدينة عين العرب (كوبانى) هي المعركة الوحيدة التي حسمها الدعم الأمريكى. وعندما بدا أن بشار على وشك أن ينكسر لم يتردد الروس في التدخل لصالحه، حتى مالت الكفة نحوه، ونجح في استرداد بعض الأراضى التي فقدها في السابق. أزعج التدخل الروسى تركيا والسعودية أكثر من غيرهما، إذ إن المجهود الحربى للطيران الروسى اتجه نحو قصف قوات المعارضة التي تلقى الدعم منهما أكثر من توجهه نحو داعش. سرت أكثر من هدنة بغرض الجلوس إلى مائدة المفاوضات برعاية أمريكية روسية، وتبيّن الآن أن روسيا انضمت إلى أمريكا في قبول تسمية المعارضة المعتدلة.

كل ما سبق ليس غريباً ولا يدعو للدهشة، لكن المذهل هو أن القوى الدولية تسعى الآن لفرض التحالف مع بشار على هذه القوى المعارضة المعتدلة من أجل قتال داعش والنصرة!

وإذا علمت أن هذه القوات تعتمد بالأساس على المتطوعين الذين هبّوا لقتال جيش بشار، فإن المسخرة تبلغ مداها.. مطلوب من الذين ثاروا على بشار وقاتلوا بهدف إسقاطه أن يصطفوا معه لقتال آخرين ترفضهم أمريكا أكثر!.. أي نوع من القوات يكون هؤلاء إذا انخرطوا في الخطة الأمريكية مقابل تزويدهم بالسلاح؟ وما قيمة السلاح إذا كان لن يستعمل ضد عدوهم اللدود، بل المطلوب أن يستخدم ضد تنظيمات تشاركهم العداء لبشار؟!

إن مصطلح الاعتدال ما زال يثبت يوماً بعد يوم أنه يشير إلى العملاء الطيّعين الذين يسمعون الكلام ولا يشكلون أي تهديد لإسرائيل، ومثالهم الأشهر هو دول الاعتدال العربى. على أي الأحوال ليس من المتوقع أن تنجح هذه الخطة، لأن المتطوعين من أفراد المعارضة المعتدلة سيأخذون السلاح الأمريكى ثم يلتحقون بصفوف داعش!

GMT 05:27 2019 الجمعة ,15 آذار/ مارس

لماذا يسرق الأغنياء؟

GMT 03:59 2019 الجمعة ,08 آذار/ مارس

العلماء يا سادة

GMT 00:56 2018 السبت ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل المجانية هى سبب الخراب؟

GMT 06:45 2017 الجمعة ,14 تموز / يوليو

مَن الذى سرق الدَّكَر؟

GMT 06:11 2017 الجمعة ,07 تموز / يوليو

ترامب وبدائل داعش

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المعارضة المعتدلة المعارضة المعتدلة



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon