توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

القَسَم

  مصر اليوم -

القَسَم

أسامة غريب

عند تشكيل وزارة جديدة وقبل بدء الوزراء فى مباشرة عملهم لابد أن يقوموا أولاً بأداء اليمين أمام رئيس الجمهورية، ومثلهم السادة المحافظون ينبغى أيضاً أن يسبق تسلمهم مهام أعمالهم حلف اليمين. ليس هؤلاء فقط الذين يحلفون بالله قبل بدء العمل وإنما القضاة ورجال النيابة، فضلاً عن الأطباء الذين لا يصير الواحد منهم مؤهلاً للكشف على المرضى إلا إذا أقسم قسم أبقراط. وقبل هؤلاء جميعاً يقوم رئيس الجمهورية بأداء اليمين أمام مجلس الشعب أو المحكمة الدستورية حسب الظروف.

كل هذا معلوم ونفهمه جميعاً، لكن ما لا نفهمه هو لماذا لا يردع القسم الكثيرين ممن أقسموا بالله عن الحنث باليمين؟ حياتنا مليئة برؤساء جمهوريات أقسموا على رعاية مصالح الشعب والنتيجة هى ما نراه: مشاكل وأزمات لا أول لها ولا آخر. هل هذا شعب أخلص من يحكمونه للقسم الذى أقسموه بكل الخشوع والامتثال الذى رأيناه على الشاشة؟ كم وزير وكم محافظ من المئات الذين تولوا المسؤولية فى السنوات الثلاثين الأخيرة لم يَخُن شعب مصر؟ كم واحد منهم لم يمد يده إلى المال العام ولم يلهط ما وصلت إليه يداه من مال المصريين؟ هل يعرف أحد من السادة القراء مسؤولاً أصابه المرض فعالج نفسه على حسابه الخاص ومن حر ماله، أم أنهم يهرعون إلى الخارج إذا ما ظهرت فسفوسة تحتاج إلى مرهم فى إصبع أى نطع منهم؟

إن الحكمة من القسم هى إقامة الحجة أمام الناس، فيشهدون على أن هذا الشخص لن يستطيع التحلل من القسم، وإلا فقد الشرف والاعتبار. ليس القسم إذن مجرد إجراء بروتوكولى وإنما هو عهد وميثاق لابد أن يُحترم وإلا تقوَّض بنيان الدولة. إن المحكمة عندما تستدعى أحد الشهود لا تجعله يعتلى المنصة ويروى ما شاهده قبل أن يقسم بالله أن يقول الحق.. لماذا تفعل المحكمة ذلك على الرغم من أن الكذب بدون قسم يشكل جريمة ترمى بصاحبها فى السجن؟ إنها تفعل ذلك لأن جريمة الكذب تحت القسم هى أعظم خطراً مما عداها، ولأن عتاولة المجرمين لا يجسرون- إلا نادراً- على الكذب تحت القسم، وذلك لما للقسم من رهبة تزلزل النفوس، ذلك أن البشر جميعاً، الأسوياء منهم والجانحون، يفهمون أنك عندما تقول: والله العظيم أشهد بالحق، فإنك تستدعى روح الله إلى المكان فيصير الكذب بعدها كبيرة الكبائر.

وربما لأجل هذا فإن الرئيس المعزول محمد مرسى قد أضاف إلى القسم الذى أقسمه أمامه رئيس المخابرات العامة فقرة تتحدث عن الولاء لرئيس الجمهورية وليس فقط للوطن!. لقد أضافها مرسى وهو يتصور أنها ستكون حصن الأمان الذى يحمى كرسيه.. ولعله يضحك الآن من سذاجته وهو يكتشف أن الإخلاص للثورة ومبادئها كان من الممكن أن يحمى كرسيه بدلاً من التحايل والالتفاف والاحتماء بالقسم وسط بيئة لا تشجع على الوفاء بالوعد ولا تدعم الالتزام بالقسم ولا تحاسب على الحنث باليمين.

إن كل ما أرجوه مادامت أحوالنا المنيلة بستين نيلة لا تجعل قَسَم الوزراء والمسؤولين مسألة تؤخذ على محمل الجد أن نلغى موضوع القسم بالله تماماً ونترك كل مسؤول وضميره دون أن نضطره للكذب تحت القسم.. وإذا كان لا مناص من القسم فليحلف على رغيف كايزر صغير لا تكون عقوبة الحنث به نار جهنم!

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

GMT 02:12 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

«صاحبة الجلالة» ليست دائماً بريئة!

GMT 02:05 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرجيلة «حزب الله» وجمر إيران!

GMT 01:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

شرعية الإنجاز

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

القَسَم القَسَم



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon