توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

القرية المتعاصة!

  مصر اليوم -

القرية المتعاصة

أسامة غريب

على هامش موضوع وزير العدل الذى تفوه بتصريح عنصرى قلب الدنيا عليه ثم تدارك الموقف وقدم استقالته ترضية للرأى العام الثائر، أود أن أقدم عدة ملاحظات أسوقها بدون ترتيب: هذا الكلام لو صدر عن مسؤول غربى لكان السجن مصيره لا محالة، فالأمر هناك لا يتوقف على رضا السلطة من عدمه إنما يستطيع الزبالون إذا ما نالتهم إساءة عنصرية كهذه أن يُدخلوا المسؤول السجن ثم يجعلوه يبيع ملابسه لسداد الغرامات.

أما هنا فكلكم تعلمون أن ما نطق به الرجل ليس زلة لسان ولكنه موقف حقيقى يتم العمل به دون إعلان، فالوظائف المتميزة لا نصيب فيها لأبناء الفقراء، وغلطة الرجل الحقيقية أنه لم يكن حصيفاً بدرجة كافية ليرد على سؤال السائل بالقول: أبناء عامل النظافة مواطنون متساوون مع غيرهم فى الحقوق والواجبات وهم مرحب بهم فى الهيئات القضائية إذا توفرت فيهم شروط العلم والكفاءة.. كان يمكنه أن يقول ذلك دون العمل به مثلما فعل إيراهيم محلب رئيس الوزراء عندما بث تصريحات تتضمن تقديراً واحتراماً للزبالين والكناسين دون أن ينوى فعلياً أن يسمح لأبنائهم بالاقتراب من أسوار وزارة الحارجية أو مجمعات المحاكم أو كلية الشرطة وغيرها من الأماكن المغلقة دون الفقراء. ربما أن الوزير تماشياً مع السياق العام الذى يضرب عرض الحائط بأحلام الغلابة واتساقاً مع حالة الانفلات التى سمحت للإعلاميين بشتم الناس دون أن يطالهم أى عقاب قانونى أو شعبى.. أقول ربما أن هذه الحالة صورت للرجل أن أى كلام مهما بلغت عنصريته لن يكون محل مساءلة باعتبار أن الدفاتر دفاترنا والشيخ حسن يكتب ما يُملى عليه، وهو فى هذا محق بالتأكيد، لكن فاته أن النظام المتطلع لتحقيق أى إنجاز يرضى الناس قد يجدها فرصة ليزأر فى وجه الوزير بخشونة ويقيله أو يرغمه على الاستقالة، ولعل من حظه أنه ليس من الوزراء النافذين الذين يتم التعامل معهم على قاعدة «أحبه مهما أشوف منه ومهما الناس قالت عنه».. هذا منحهم فرصة للتصرف كما لو أن تصريحه قد لوث ثوباً ناصع البياض وضايق سلطة تحكم بين الناس بالعدل وتمنحهم فرصاً متساوية فى العلاج والسكن والتعليم والتوظف!

غير بعيدة حكاية الفتى عبدالحميد شتا الذى تخرج بتفوق من الجامعة وقدم أوراقه لنيل وظيفة فى التمثيل التجارى وكان الأول على كل المتقدمين فى الاختبارات التى أجريت لهم.. هذا الشاب ألقى بنفسه فى النيل وفارق الحياة بعد أن قرأ النتيجة المعلقة على الحائط وبها فى خانة الملاحظات أمام اسمه أن الرفض سببه عدم اللياقة الاجتماعية! نفس صراحة وزير العدل المستقيل تحلت بها اللجنة المتوحشة فأعلنت السبب الإجرامى الذى منعهم من ضمه إلى جنتهم وهو أن أباه فلاح!

مشكلاتنا فى حقيقتها بنيوية وأعمق مما نظن وهى فى حقيقتها ناشئة عن كوننا نعيش فى غابة والناس فيها قد انقسموا فى غالبيتهم إلى شحاتين وحرامية، وكلا النوعين لا يصلحان للوظائف التى تفترض السمعة الطيبة، غير أن الثروة كثيراً ما تقفز فوق الأسوار وتغفر ما عداها بصرف النظر عن مصدرها، وهذا ما يجعل الشحاتين يشعرون بالحسرة المضاعفة وقد يقررون بسهولة فى أى وقت أن ينضموا إلى واحدة من منظمات الدواعش التى تمتلئ بها سوق الإرهاب هرباً من هذه القرية المتعاص أهلُها!

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

GMT 02:12 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

«صاحبة الجلالة» ليست دائماً بريئة!

GMT 02:05 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرجيلة «حزب الله» وجمر إيران!

GMT 01:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

شرعية الإنجاز

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

القرية المتعاصة القرية المتعاصة



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon