توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الفيلم الإيراني

  مصر اليوم -

الفيلم الإيراني

أسامة غريب

بعد التوصل لاتفاق إطار نهائى بين إيران والمجموعة الدولية (5+1) يحق لإيران أن تشرب كأساً من العرقسوس، نخب الاتفاق الذى- إن كانت لم تحقق فيه كل ما أرادت- نزعت به فتيل أزمة ممتدة وعنيفة خنقت اقتصادها طوال عقدين كاملين.

وقد يبدو مما تسرب من أخبار أن الإيرانيين قدموا تنازلات كبيرة فى برنامجهم النووى فيما يخص عدد أجهزة الطرد المركزى ومستويات التخصيب، مقابل رفع العقوبات المفروضة من دول الغرب ومن المؤسسات الدولية الخاضعة لها، إلا أن النظرة المتأنية قد ترى أن ملالى طهران تحلّوا بصبر عظيم، وصمدوا فى لعبة عض الأصابع، وعاشوا حرباً نفسية وحصاراً خانقاً كانت نتيجته ليس انهياراً ولا رفعاً للراية البيضاء، بل مزيداً من الاعتماد على الذات وشحذ الهمم واستنفار طاقات المجتمع ومواهب الناس إلى حدها الأقصى، مع صبر على اقتصار الحياة على الضرورات فقط وخلوها من السلع والمنتجات الكمالية وأسباب الرفاهية التى ربما تكون قد أفسدت مجتمعات الجوار العربى التى لا تنتج شيئاً، بل تستهلك كل شىء! واتفاق اليوم يأتى ليمنح الإيرانيين فسحة للتنفس ورفع القبضة الخانقة عن أعناقهم مع القدرة على تقديم قطعة شوكولاته للمواطن الإيرانى الذى صبر وخرج من المفاوضات مرفوع الرأس.

وفى اعتقادى أنه بعد سنوات عندما يتم الإفراج عن وثائق المفاوضات التى امتدت طويلاً لأزمة الغرب مع البرنامج النووى الإيرانى، فإن الدارسين للعلاقات الدولية قد يجدون بين أيديهم حالة مثالية للنجاح فى التعامل مع أزمة وإدارة مفاوضات شاقة بين دولة محسوبة على العالم الثالث وقوى كبيرة لا تتردد فى هرس الضعيف الذى يفاوضها وهو منزوع الأنياب.

نجح الإيرانيون إذن فى تقوية أنيابهم باستخدام الساحة العربية المفككة التى خاضوا فيها، وحققوا نجاحات عملت على تقوية مركزهم التفاوضى مع الغرب، وأرغمته على التعامل مع إيران باعتبارها دولة نووية حتى لو كانت بلا سلاح نووى، إذ ما حاجة إيران الآن لسلاح نووى، وهى التى ردعت إسرائيل وأخافتها من أن تجترئ على مهاجمة منشآتها النووية طوال عشر سنوات وهى بلا سلاح نووى!

فى ظنى أن المشروع النووى الإيرانى قد بدأ وأصحابه يعلمون أن العالم لن يسمح لهم بإنتاج القنبلة، لكنهم مضوا فيه لسيل المزايا التى قدمها المجتمع الإيرانى، وأهمها الالتفاف الشعبى حول المشروع الذى ضمن للدولة قدراً كبيراً من التماسك والرضا الشعبى، علاوة على بناء قاعدة علمية واسعة فى كل المجالات وقيام صناعة عسكرية أنتجت السلاح الذى قام بحماية المنشآت النووية من الهجوم الأمريكى أو الإسرائيلى.. فضلاً عن أمر آخر أستطيع أن أتصوره، وإن كنت لا أملك عليه دليلا، وهو أن إيران لا تحتاج لكل أجهزة الطرد المركزى هذه أو أجهزة التخصيب، وإنما الأمر يشبه فى أحد وجوهه ما قد يفعله مخرج سينمائى ينتج فيلماً جريئاً فى مضمونه، وفى محاولته للتغلب على الرقابة فإنه يقدم لها نسخة العمل وقد احتوت على عشرين مشهداً جنسياً وهو يعلم مسبقاً أن الرقابة ستقيم مذبحة تحذف فيها عشرة مشاهد أو أكثر، هذا المخرج سيفرك يديه جزلاً بهذه النتيجة لأنه فى حقيقة الأمر لم يكن يحتاج فعلياً لأكثر من مشهدين أو ثلاثة ليكتمل البناء السينمائى الذى يسعى إليه.. والله أعلم!.

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

GMT 02:12 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

«صاحبة الجلالة» ليست دائماً بريئة!

GMT 02:05 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرجيلة «حزب الله» وجمر إيران!

GMT 01:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

شرعية الإنجاز

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الفيلم الإيراني الفيلم الإيراني



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon