توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

العمل الخيرى.. والأوَنْطة

  مصر اليوم -

العمل الخيرى والأوَنْطة

أسامة غريب

مشروعات الخير صارت مثل كل شىء في مصر.. مخلوطة بالفضلات، ملوثة بالسُحت مشوبة بالعك. إحدى الجمعيات التي تملأ الدنيا بالإعلانات عن مشاريعها العظيمة في خدمة الغلابة، وحملات تسولها واستجدائها من أجل هذا الهدف النبيل.. هذه الجمعية قامت بمشروع تم بمقتضاه منح سيدات فقيرات في قرى الصعيد الجوانى جاموسة لكل واحدة منهن ترعاها وتحلبها وتستخرج منها الجبن والزبد، وتبيعه لتنفق على أسرتها. من المعلوم طبعاً أن الأموال التي مولت شراء الجاموس هي أموال أهل الخير من المتبرعين الذين تأثروا بالحملات الإعلانية.. يعنى لا هي أموال صاحب الجمعية ولا أموال أمه وأبيه، ومع ذلك فقد وجدت الجمعية من جسارة القلب ما دفعها لنسيان الرسالة السامية التي يفترض أنها تحملها على ظهرها لتتسول بها من أهل الخير، وأبرزت أنيابها للنسوة الفقيرات اللاتى نفقت منهن البهائم وماتت الجواميس بسبب قلة الخبرة وأمراض الماشية التي لم تجد من يسعفها..

ماتت الجاموسة فأصبحت صاحبتها مدينة بثمنها للجمعية، ولم تتوان الأخيرة عن استصدار أحكام قضائية بحبس النسوة اللواتى هربن وغادرن القرى لعجزهن عن السداد. وهنا يثور سؤال عن جمعيات من هذا النوع.. كيف يطلق عليها جمعيات خيرية إذا كان كل ما تقوم به هو التسول ثم إقراض المال الذي حصلت عليه للغلابة لا منحهم إياه؟.. ما دام المال مال الله وليس مال البنوك فكيف تقومون بإقراضه للناس كما لو كنتم نادى باريس أو أحد البنوك التجارية؟ أما لو كنتم واحدة من المؤسسات القائمة على إقراض الفقراء قروضاً حسنة بدون فوائد لمساعدتهم على البدء في مشروعات يتكسبون منها، وهذا النوع بالمناسبة موجود في دول كثيرة.. أقول لو كنتم من هذا النوع فلا يجب أن يكون اعتمادكم الأساسى في الحصول على المال من المتبرعين الذين جلهم أقرب إلى الفقر أصلاً.. أما وأنكم لعبتم هذه اللعبة فلا أظن أنه يحق لكم أخذ مال الناس ثم إعطاؤه لأناس أفقر مقابل إيصالات أمانة وأوراق ضد!.. كان الأولى بكم أن تمنحوهم مما أعطاكم الله، خاصة أن السادة المحسنين الذين أعطوكم الفلوس لم يعطوها لكم سلفاً وديناً ولم يطلبوا ردها لهم من جديد، ولا علم لديهم أنكم ستتعاملون بها كما لو كانت فلوس أهاليكم!

لقد أصبح التسول بعاهات المرضى ظاهرة قبيحة قذرة تمتلئ بالقيح والصديد وتثير في النفس كل معانى القرف، وصارت إعلاناتها أقرب إلى الحملات الممنهجة التي تقوم بها الشركات الدولية عابرة القارات للسيطرة على وعى وذوق المستهلك.. لقد أصبحت الدار التي تقوم بإعلانات جذابة أكثر هي التي تحصل على أموال أكثر، بينما وقع المستشفى أو الدار التي لا يفهم أطباؤها إلا في الطب وخدمة المرضى ضحية جهل القائمين عليها بالحملات الإعلانية رغم أنها هي التي تقوم في الواقع بخدمة المرضى الفقراء، بينما العلاج تحت أضواء الكاميرات ليس سوى ضرب من الأونطة والشطارة والبَكَشْ.

الأنكى في موضوع الجمعيات الخيرية التي تقرض النساء بإيصالات، أن هاتيك النسوة الهاربات من تنفيذ أحكام بالسجن نتيجة العجز عن سداد قروض الجمعيات الخيرية سوف تنشق الأرض من أجلهن عن جمعيات خيرية جديدة تقوم بحملات تسول من أجل سداد ديون الغارمات اللواتى فشلن في سداد قروض جمعيات شقيقة!.. ولو كان لدى فتحية لموناتة حنجرة سليمة لأسمعتكم ما تكرهون!

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

GMT 02:12 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

«صاحبة الجلالة» ليست دائماً بريئة!

GMT 02:05 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرجيلة «حزب الله» وجمر إيران!

GMT 01:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

شرعية الإنجاز

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

العمل الخيرى والأوَنْطة العمل الخيرى والأوَنْطة



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon