توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الصورة والأصل

  مصر اليوم -

الصورة والأصل

أسامة غريب


مَن منّا لم يكن له أبطال يملأون خياله منذ الصغر؟ كلنا تقريباً تعلقنا بشخصيات رأيناها تمثل النموذج الذى نحلم بأن نكونه. هناك من تعلق بنجم غناء أو ممثل سينمائى، وهناك من أحب شخصية سياسية، كما أن من بيننا من تاقت نفسه إلى لقاء شخصيات خيالية مثل سوبرمان والرجل الوطواط. والأمر هو نفسه بالنسبة للأدباء والكتاب والشعراء، فدائماً ما ينالهم نصيب من حب المعجبين، وهناك مَن ينظرون إلى نجمهم الكاتب باعتباره الرجل العظيم الذى خبر الدنيا وفهم النفس البشرية ونجح فى أن يفك لهم شفرات المواقف المعقدة والظروف الملتبسة. ويلاحظ أن كثيراً من الذين يتعلقون بمؤلف أو كاتب إنما يستندون فى محبتهم له إلى أنه استطاع أن يفهمهم ويتفاعل مع آمالهم وآلامهم بأكثر مما أمكن لأقرب الناس إليهم أن يفعلوا. ويمكننى فى هذا السياق أن أتذكر زميلاً قديماً كان مهووساً بالكاتبة الإنجليزية أجاثا كريستى، وقد بلغ به الشغف بمؤلفة القصص البوليسية الشهيرة أنه كان يشترى قصصها ويوزعها علينا لنقرأها حتى نشاركه الإحساس بعظمتها وقيمتها الكبيرة. هذا الزميل لم يكفه الحب من بعيد، وإنما أراد أن يلتقى ببطلته وجهاً لوجه، حتى يفهم من أى نبع للعبقرية تنهل، ومن أى بئر للنبوغ ترتوى. كان يود أن يضع نفسه فى خدمتها ويقدم لها أقصى ما يستطيع. لهذا ما إن تخرجنا فى الجامعة حتى شد الرحال إلى لندن من أجل المهمة المقدسة، وهناك عرف أن السيدة أجاثا كريستى ماتت من سنوات!. ولعل الموت قد حفظ لها صورتها الأسطورية فى خيال صاحبنا، وربما لو أنه لحق بها فى حياتها واقترب منها شخصياً لوجد إنسانة تخالف الصورة التى رسمها لها فى خياله وعاش يضيف إليها رتوشاً جديدة كل يوم.

هناك دائماً مسافة تفصل ما بين صورة الشخصية المحبوبة للنجم أو الكاتب وبين حقيقته.. فليس كل كاتب موهوب هو بالضرورة إنساناً نبيلاً أو مستقيم السلوك. وقد عرفت كثيراً من الأدباء الذين كنت أعدهم فى الصغر بمثابة قديسين، فلما أتاحت لى الحياة أن أقترب منهم وأصادقهم وجدت الكثيرين منهم أنذالاً لا يتورعون عن السلوك الدنىء، وفهمت أن كتاباتهم شىء وحقيقتهم شىء آخر. ولا أنسى أبداً ذلك الأديب الرائع الذى كنت أقرأ قصصه وأتساءل: كيف استطاع أن يعرف كل هذه التفاصيل الدقيقة عن الناس والدنيا والعلاقات والنفوس والجوارح والشوارد؟! لابد أنه نبى! لا أنسى لهذا الرجل موقفاً عجيباً صادفته معه، كنت فى زيارة له بمكتبه منذ سنوات طويلة، وهناك كانت توجد صحفية شابة لإجراء حوار معه.. ومازلت حتى الآن لا أفهم كيف أن الكاتب الكبير قام بالتحرش بالفتاة فى وجودى ودعاها إلى علاقة بشكل صريح.. ومازلت أذكر كيف لم يطرف له جفن بعد أن رأى ذهولى وبعد أن أبدت الفتاة امتعاضها وأسمعته كلاماً قاسياً قبل أن تنصرف!. يومها عرفت ما كنت أجهل عن جنوح الرجل وشطحاته، وأدركت أن الكتابة الجميلة شىء وشخصية صاحبها شىء آخر.

لهذا فإننى أدعو كل من يتخذ فى الخيال بطلاً من ممثل أو كاتب أو شاعر أن يحافظ على مسافة كافية بالشخص، وأن يكتفى بأدبه أو فنه، ولا يسعى لمعرفته والاقتراب منه، لأنه قد يجد ما لا يسره.

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

GMT 02:12 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

«صاحبة الجلالة» ليست دائماً بريئة!

GMT 02:05 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرجيلة «حزب الله» وجمر إيران!

GMT 01:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

شرعية الإنجاز

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الصورة والأصل الصورة والأصل



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon