توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الحب الملوّث

  مصر اليوم -

الحب الملوّث

بقلم أسامة غريب

الحب الملوّث
هل يمكن لامرأة أن تحب لصاً أو قاتلاً وتتعلق به لدرجة أن تتستر عليه وتشاركه جرائمه؟..

لنجيب محفوظ قصة قصيرة من مجموعة «الشيطان يعظ» اسمها «الحب والقناع».. فى معرض وصفه لامرأة شريفة قال: «هى ليست من النوع الذى يحب الجسد وحده.. ليست من النساء اللاتى يحببن اللصوص والبُرمجية والقتلة.. إنها تحب بروحها وجسدها معاً».

لطالما تحدثت الكتابات عن الحب وقوته وتأثيره فى النفوس وقدرته على العصف بكل ما يواجهه، حتى لو كان قيماً راسخة، وقد ساهمت الأفلام السينمائية فى شيوع أفكار كهذه عندما صورت ابن الباشا يقع فى غرام الخادمة، أو ابنة الأصول تحب السايس، أو أستاذ الجامعة يقع فى هوى الغانية، أو ربة البيت تهيم شغفاً بزعيم عصابة.. كل هذا قدمته السينما تحت لافتة الحب الذى لا يعرف الفوارق ولا يقف فى طريقه أحد. نجيب محفوظ وحده هو مَن أوضح لى أن كل ما سبق يندرج تحت عنوان واحد هو الاشتهاء أو حب الجسد. طافت بخيالى القصة التى كتبها «محفوظ»، الفاهم للنفس البشرية والقادر على توضيح الأفكار بسهولة ويسر بعيداً عن الكليشيهات النمطية التى يرددها الناس كالببغاوات، وكان سبب ورودها على خاطرى جريمة القتل التى قرأت أخبارها بالصحف، وكانت بطلتها امرأة صاحبة كافتيريا قامت بالاشتراك مع عشيقها بقتل الزوج، ثم حمل جثته وبها طلق نارى بالرأس جراء الرصاص الذى أطلقه العشيق والذهاب بالجثة إلى المستشفى والادعاء أن الرجل راح ضحية مظاهرة كان يمر بسيارته بجوارها!.

فى هذه الجريمة يكمن ما تحدث عنه نجيب محفوظ عندما وصف امرأة شريفة بأنها ليست من النوع الذى يحب الجسد وحده، فلا يمكن أن تقع فى غرام قاتل أو لص أو بُرمجى.. فالقتيل كما ذكرت الصحف هو مدير فرع أحد البنوك، أما القاتل فهو شاب صايع تعرفت عليه الزوجة ووظّفته عاملاً فى الكافتيريا التى فتحها لها الزوج.

لا نعلم الظروف والملابسات التى حَدَتْ بالزوجة إلى أن تبتعد عن زوجها بمشاعرها وترتمى فى أحضان عاطل لا يدانى الزوج فى التعليم واليسر المادى والمكانة الاجتماعية، كما لا نفهم لماذا لجأت إلى قتله ولم تطلب الطلاق. لقد كان بإمكانها أن تحفظ على حياة الرجل وأن تنعم بالمجرم الذى أحبته إذا هى تطلقت، وكان فى وسع العاطل القاتل أن يفوز بالعشيقة دون أن تتلوث يداه بالدم.. بل كان بإمكانهما أن يستمرا فى علاقتهما الآثمة من وراء ظهر الزوج دون أن يزعجهما أحد. إننى منذ قرأت أخبار هذه الجريمة لم أتوقف عن التفكير فى الزوج المغدور الذى لم يفعل أى شىء يستحق من أجله أن يموت.. لا هو خان ولا غدر ولا هو آذى الزوجة وصاحبها، وربما لا يعرف القاتل ولا تربطه به عداوة.

ما هذه الحياة العجيبة التى يمكن أن يُقتل فيها المرء بدون سبب، فقط لمجرد أن امرأته غوت وأحبت مجرماً. لقد فسر لنا نجيب محفوظ هذا النوع من الحب بأنه حب الجسد، لكننا نحتاج إليه ليفهمنا لماذا يصل الاشتهاء وحب الجسد إلى جعل امرأة متعلمة لا تكتفى بعشق شاب صايع والهيام به، لكن تقتل زوجها وأب ابنتها من أجله؟!

GMT 05:27 2019 الجمعة ,15 آذار/ مارس

لماذا يسرق الأغنياء؟

GMT 03:59 2019 الجمعة ,08 آذار/ مارس

العلماء يا سادة

GMT 00:56 2018 السبت ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل المجانية هى سبب الخراب؟

GMT 06:45 2017 الجمعة ,14 تموز / يوليو

مَن الذى سرق الدَّكَر؟

GMT 06:11 2017 الجمعة ,07 تموز / يوليو

ترامب وبدائل داعش

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الحب الملوّث الحب الملوّث



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon