توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

التليفون المسروق

  مصر اليوم -

التليفون المسروق

أسامة غريب

زمان على أيام التليفونات الأرضية، لم تكن الخدمة فى مصر متوفرة لأى بيت، وكان المرء يقدم طلباً للحصول على خط تليفون ثم يقف فى طابور المنتظرين الذى كان يطول لسنوات عديدة تتوقف على قدرة السنترال وما يستجد به من خطوط، وكان المحظوظ هو من استطاع عن طريق الواسطة تجاوز الدور واختصار زمن تركيب التليفون.

فى تلك الأيام قمت كغيرى بتقديم طلب فى السنترال، ومرت سنوات من الانتظار دون جدوى سافرت بعدها خارج مصر ونسيت موضوع التليفون تماماً. ولم أعد حتى فى الإجازات التى أقضيها بمصر أذهب إلى شقتى، بل كنت أقضيها فى منزل الوالد حيث يوجد تليفون أتواصل به مع العالم.

ذات يوم التقيت مصادفة فى البلد الذى كنت به بأحد جيران المسكن فى مصر الذى سلم علىّ بحرارة وتبادل معى حديثاً ودوداً ثم لم ينس وهو يودعنى أن يهنئنى على التليفون الذى تم تركيبه فى شقتى حديثاً. أدهشنى كلامه فسألته: أى تليفون وأى شقة؟.. إننى لم أدخل البيت منذ سنتين!. أخبرنى أنه التقى على ناصية الشارع فى يوم من الشهر الماضى بعمال التليفون يحملون معداتهم وأسلاكهم ويسألون المارة عن اسمى وبأى العمارات أسكن، وأضاف أنه دلهم على البيت والشقة ثم تركهم وانصرف. قمت من فورى بالاتصال بأخى وكلفته أن يذهب إلى السنترال ويتحرى الموضوع. هناك أخبروه أنهم قاموا فعلاً بتركيب التليفون وانتهى الأمر. عندما ذهب إلى الشقة وجدتها كما هى ولا يوجد بها أثر لأى تليفون، غير أنه لاحظ أن الشقة المقابلة يمتد إليها سلك حديث واصل من لوحة التليفونات بالشارع!. ولما لم أكن أعرف السكان بالشقة المقابلة فإننى قمت بالاتصال بصاحب البيت وكان يسكن أعلى شقتى وسألته أن يفسر لى موضوع التليفون. ارتبك الرجل فى البداية ثم تمالك نفسه وانطلق يهنئنى بحرارة على التليفون الذى وصل بعد صبر، وكان مما قاله لى: لقد ظهر عمال السنترال فى العمارة يسألون عنك وأنت لم تكن موجوداً فخشينا أن يرحلوا ويضيع التليفون عليك، ومن هنا تفتق ذهنى عن فكرة طيبة قررت أن أنفذها من أجلك لأنك أخ عزيز وغال وتستحق الخدمة، فأشرت إليهم على شقة حماتى التى تواجه شقتك وأدخلتهم ثم نفحتهم بقشيشاً محترماً بعد أن قاموا بأداء المهمة وسمعت بأذنى الرنين يرتفع معلناً أن اسمك منذ اللحظة سيزين دليل الهاتف.. وأضاف الرجل: ومن الطبيعى أنك عندما تعود بالسلامة وتحتاج للتليفون سنقوم بإعادته بعد أن حافظنا لك عليه فى غيابك!.

ظللت لفترة طويلة أضحك كلما تذكرت تلك المحادثة مع الجار الذى استولى على تليفونى وقام بإهدائه لحماته التى لا يريدها أن تصعد إليه لتستخدم تليفونه، وفى الوقت نفسه يريدنى أن أشكره لأنه حافظ لى عليه، وكأن التليفونات تسقط بالتقادم مثل الأحكام الجنائية! وشعرت بالرثاء للنفوس الصغيرة التى ترتكب الكذب والخداع وتسعى لاقتناص الفرص على حساب الآخرين، وبدلاً من أن يطلب الواحد منهم أن تسديه معروفاً فإنه يسرق محفظتك ثم يقنعك بأنه حماها من الخطر الذى كانت ستتعرض له لو بقيت فى جيبك!.

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

GMT 02:12 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

«صاحبة الجلالة» ليست دائماً بريئة!

GMT 02:05 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرجيلة «حزب الله» وجمر إيران!

GMT 01:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

شرعية الإنجاز

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

التليفون المسروق التليفون المسروق



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon