توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ابن مين فى مصر؟

  مصر اليوم -

ابن مين فى مصر

أسامة غريب

كنت أشق طريقى إلى المدرسة ابتداء من شارع بركة الرطل بالظاهر، مروراً بشارع صبرى قبل أن أنعطف يميناً وأدخل إلى شارع حمدى، وقبل النهاية أعبر شارع ذهنى الذى يتفرع عنه شارع رستم، وفى آخر الشارع أجد نفسى فى قلب ميدان فخرى.

كان الوصول لمدرسة غمرة يقتضى أن أعبر يومياً شوارع بأسماء صبرى وحمدى وذهنى ورستم وفخرى دون أن أجد شخصاً واحداً لديه القدرة على تفسير مَن يكون هؤلاء البشر الذين قطعت محافظة القاهرة صلتهم بآبائهم عندما أطلقت أسماءهم الأولى على شوارع هامة بحى الظاهر؟ هذا وقد فشلت فى الوصول لإجابات مقنعة بشأن هؤلاء الناس ومعظم الإجابات كانت ظنيّة ولا يمكن إثباتها، بل إن بعض الظرفاء قد نسب نفسه إلى بعضهم، فزميلنا فى الفصل أحمد ذهنى أخبرنا بأن شارع ذهنى منسوب لوالده، وجارتنا سناء حمدى زعمت أن شارع حمدى على اسم أبيها.. وحتى التخمينات المعقولة التى قالت إن ميدان فخرى يحمل اسم القطب الوفدى فخرى عبدالنور لم يكن من دليل عليها، إلا زعْم أصحابها.

بعد قليل عرفت من أصحابى أن هناك شارع ماهر بالعباسية وأن أحداً من السكان لا يعرف من يكون الأخ ماهر، كما عرفت أيضاً بوجود شارع خيرت بالسيدة زينب وشارع منصور فى باب اللوق وشارع مؤنس فى عابدين. وبتقدم السن والخبرة والتجوال فى العاصمة التقيت شخصياً بشارع رمزى وشارع قدورة وحارة دياب وعطفة فهمى وزقاق عطية ودرب عليوة.. وكلها هكذا أسماء مجهّلة لا تساعد من يريد أن يفهم، ويبدو أن اللجنة التى تجتمع لاختيار أسماء الشوارع يكون أصحابها فى الغالب منفعلين ومتأثرين بأسماء معروفة لهم ولجيرتهم فى الحى، فلا ينازعهم أحد عندما يطلقون على الشارع أو الحارة اسم عبدالشكور.. ولِمَ الحيرة فكلهم يعرفون عبدالشكور أفندى الرجل الشهم الذى أطفأ الحريق الذى اندلع فى الدور الأول، حيث شقة أم سهير ونجح فى إنقاذ الأرملة وبناتها، ولهذا فقد حق أن يتم تكريمه وإطلاق اسمه على الحارة.. لا بأس بالطبع فى تكريم البشر المحليين ونيلهم من الحب جانباً، ولكن ألم يدر بخاطر لجنة الأنس وهى تختار الاسم أن تفكر فى الناس من خارج الحى أو أن تفكر فى الأجيال التالية التى سيظل أفرادها يضربون أخماساً فى أسداس وهم يتخبطون فى تخمينات لا تجد من يؤكدها. وإذا كان الأمر هيناً بالنسبة لأسماء الحوارى والعطوف والأزقة الداخلية التى لا يراها غير سكانها، فما القول فى الشوارع الهامة التى تميز وسط العاصمة والتى يراها الجميع وينظرون فى حيرة إلى لافتاتها دون أن يعرفوا أصحابها.

إن الأمر المتيقن منه هو أن القاهرة تتميز بتكريم أعلامها ومفكريها وأبطالها وشخصياتها المتميزة بإطلاق أسمائهم على الشوارع، وهى فى هذا تختلف عن غيرها من العواصم العربية التى لا تطلق على شوارعها إلا أسماء الحكام والشيوخ والأمراء بافتراض أن أبناء الشعب العادى ليس بينهم شخص ذو قيمة، ولكن يتعين على القاهرة وهى تفعل ذلك أن تتلطف وتقول لنا هذا الشخص.. ابن مين فى مصر؟

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

GMT 02:12 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

«صاحبة الجلالة» ليست دائماً بريئة!

GMT 02:05 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرجيلة «حزب الله» وجمر إيران!

GMT 01:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

شرعية الإنجاز

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ابن مين فى مصر ابن مين فى مصر



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon