توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
الأحد 23 شباط / فبراير 2025
  مصر اليوم -
أخبار عاجلة

إنهم يحاربونك بأهلك!

  مصر اليوم -

إنهم يحاربونك بأهلك

أسامة غريب

ليست المشكلة فى إعلامهم البذىء أنه يزيف الوعى ويخلط الأفكار ويربك الدماغ، فيصير الطيب خبيثاً والخبيث طيباً، إنما المشكلة تفوق هذا بكثير. هناك جانب ممن يستقبلون الروث الإعلامى يملكون وعياً وقدرة على الفرز، فليس جميع الجمهور من النعاج التى تشاهد وهى تهز ذيلها، لكن يوجد متعلمون ومتنورون لديهم حصانة عقلية ولا يأكلون الأونطة الساذجة التى يقدمها نفر من الجهلاء المتوحشين.. لكن المصيبة أن هؤلاء الفاهمين العارفين القادرين على التمييز لديهم مشكلة أخرى، فحقيقة أن يدرك المرء أن الحَوَش الذين يطالعهم فى التليفزيون هم فى واقع الأمر كائنات شرسة تنفّذ طلبات من يمسك اللجام.. حقيقة أن تدرك هذا قد لا تنجيك من التأثير السام لرسالتهم الإعلامية بأن يستقر فى وعيك أن النطاعة والضمير الميت هما الوسيلتان الوحيدتان الناجعتان ليحقق الشاب أحلامه فى الفلوس الغزيرة والمكانة الاجتماعية..نعم المكانة الاجتماعية، فللأسف معظم من يعتقدون أن فلاناً هذا هو شخص قذر لا يترددون فى تحيته والتودد إليه لو صادفوه فى أى مكان!

الرسالة التى تصل للشباب الواعى الذى لا يصدق أكاذيبهم هى أن هؤلاء الخدم يمتلكون القوة والحصانة والمنَعَة والاستعصاء على المحاكمة والإدانة مهما فعلوا، وهذا يقدم للجيل الجديد أسوأ نموذج ويدفع الشباب للانكفاء على الذات واليأس من الحياة أو الفرار من هذا الوطن الظالم، وقد يأخذهم اليأس إلى سكة الانحراف والترخص التى أصبحت معتمدة كسبيل لارتقاء السلّم الاجتماعى.

هناك إذن الغوغاء من أنصاف المتعلمين الذين باتوا بفعل الإعلام الدنىء يصدقون أننا أسرنا قائد الأسطول السادس ويعتقدون أن 25 يناير هى مؤامرة فى حق الوطن، وهناك أيضاً أصحاب الوعى الذين لا يصدقون شيئاً مما يسمعونه، لكنه مع ذلك يؤثر فيهم بالسلب ويعجّل بانهيارهم النفسى عندما يرون وطنهم العزيز يعتليه الأوغاد. لكن هل هذه هى نهاية الحدوتة أم يوجد المزيد من السوء؟ للأسف يوجد الأسوأ.. إن انقسام المجتمع ما بين بؤساء متشخرمين يمكن التأثير عليهم وإقناعهم بكل التخاريف والأكاذيب، إلى جانب نفر من الواعين المحطمة نفوسهم، يضاف إليهم الواعون من أصحاب الصلابة النفسية الذين لا تهزهم تخاريف الروث الإعلامى ولا تؤثر فيهم الهزيمة النفسية لنفر من أصحابهم.. انقسام الوطن بهذا الشكل الذى حدث تحت القصف الإعلامى قد أتاح للذين يمسكون خيوط اللعبة ويحركون العرائس على المسرح أن يحاربوك ليس بقواتهم، وإنما يحاربونك بأهلك.. يجعلون أهلك يتصدون لك ويواجهونك ويتخذون منك عدواً بعد أن اقتنعوا بأنك خائن عميل، وبأنك واحد من أولئك الذين يحبون الديمقراطية والعزة والكرامة والمساواة ويجاهدون من أجل الحق فى الطعام والعلاج والتعليم... إلخ هذه الأفكار السوداوية التى تحرق البلاد!.

أخطر ما نجح فيه أراجوزات الإعلام الذين ننظر إليهم على أنهم مجموعة من المخابيل الجهلاء أنهم وصلوا إلى عقر دارك وجعلوا أخاك يخشاك وأباك يلعنك وأمك تطلب لك الهداية.. لقد وضعوك على خط النار وجعلوا فى مواجهتك أقرب الناس إليك، وهم لا يخشون أن تضيع أنت فى المواجهة أو يحترق أهلك، فأنتم جميعاً لستم فى عرفهم أكثر من وقود لحرب شنوها على المجتمع، وربما كنتم بالنسبة لهم فى أحسن الأحوال هؤلاء الذين يزوّدون خيولهم بالعلف!

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

GMT 02:12 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

«صاحبة الجلالة» ليست دائماً بريئة!

GMT 02:05 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرجيلة «حزب الله» وجمر إيران!

GMT 01:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

شرعية الإنجاز

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إنهم يحاربونك بأهلك إنهم يحاربونك بأهلك



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon