توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

التدين المنحرف

  مصر اليوم -

التدين المنحرف

بقلم أسامة غريب

التدين المنحرف أصعب من عضة الكلب!. ذلك أنه تقريباً لا علاج له، فى حين أن عضة الكلب يمكن البرء من آثارها بعد 21 إبرة فى البطن. والتدين المنحرف هو الذى يولى أكبر الأهمية للشكليات والمظهريات وسرد الحواديت المسلية لجمهور المستمعين، فى حين يغض الطرف عن أعظم الجهاد الذى هو قول كلمة الحق فى وجه السلطان.

التدين المنحرف هو الذى يعلى من شأن الدجالين والنصابين والمشعوذين ومفسرى الأحلام، ويجعل كل هؤلاء بمثابة الصواريخ والكبسولات التى تحمل الإنسان العبيط إلى الجنة!. لقد أصبحنا كأنما لا تكفينا برامج الدعاة الكيوت رواة الحواديت الساذجة، فأضيف إليها برامج تفسير الأحلام!.

تابعت فى الفترة الأخيرة أحد هذه البرامج ويقوم على النصب والشعوذة، فهالنى أن جمهوره شديد الضخامة، وأدهشنى تعلق البسطاء بالسادة النصابين واتخاذهم نماذج تضىء لهم الطريق المعتم.. يبدأ المتصل يروى حلمه وهو متهدج الأنفاس، يتطلع لالتماس الطمأنينة عند رجل التليفزيون الداهية، فيتلقفه هذا ويجلسه على حجره ويهدهده، ثم يأخذ فى مسح الريالة السائلة من فمه وأنفه، ثم يبشره بأن القطة السوداء التى رآها فى المنام هى شر قد أبعده الله عنه.. حلاوتك يا مولانا.. ما هذه العظمة فى التفسير!. فلما يقول السائل فى براءة إن القطة لم تبتعد بل ظلت تقترب فى الحلم.. يقول المفسر العتيد الذى لا تنضب جعبته: القطة السوداء هى الوسواس الذى داخل صدرك، ولابد أنك كنت تفكر فى شىء سيئ!.. وما الحل يا مولانا؟. الحل يا بنى هو أن تقوم فتتوضأ وتصلى ركعتين لله حتى تبتعد القطة السوداء وتخرج من صدرك!. أما إذا كانت القطة التى صادفت المغفل فى الحلم بيضاء اللون، فإن الدجال سيصور له الأمر على أنها فأل حسن، وأن خيراً كثيراً فى انتظاره.

وسائل آخر يقول إنه شاهد لبناً حليباً فى المنام، فيسأله الأخ النصاب: هل احتلمت بالليل؟. فيقول السائل: لست متأكداً ما إذا كانت الارتعاشة التى أحسست بها كانت بفعل الشبق أم بسبب تقلصات عضلة الفخذ بعد مباراة الكرة التى لعبتها بالنهار. - هل تلعب الكرة؟ - نعم يا مولانا. - الله الله.. الرياضة شىء عظيم يا ولدى.. والآن اتضح كل شىء، اللبن الذى رأيته هو مكافأة سيبعثها الله لك أنت وفريقك وستفوزون بالكأس بإذن الله!.

وبالطبع، إذا خسر السائل الكأس هو وفريقه، فإن المشعوذ النصاب لن يكون فى ورطة لأنه يستطيع أن يقول للسائل عندما يتصل به من جديد إنّ ما رآه سابقاً كان أضغاث أحلام، ولم يكن حلماً حقيقياً، كما أن السائل لم يوثق صلته بالله هو وفريقه ولهذا خسروا الكأس!.

وهكذا.. لكل حلم مهما بلغت غرابته تفسير جاهز لدى المجرم القادر دوماً على ابتكار تفسيرات ترضى العامة وتنتهى دائماً بالدعوة إلى أداء ركعتين لله.. وهذه بالطبع دعوة لا يمكن أن ينكرها عاقل، وهكذا يحصن النصاب نفسه، ويحيط هجائصه بسياج من الآيات القرآنية من أجل أن يصعّب مهمة من يبغون بالناس خيراً ويريدون تحذيرهم من النصب والنصابين.

تفسير الأحلام موجود فى كل الثقافات، إنْ على سبيل التسلية أو بفعل التفاؤل والتشاؤم، لكنه عندنا صار جزءاً من الدين.. وهذه هى المصيبة!.

GMT 05:27 2019 الجمعة ,15 آذار/ مارس

لماذا يسرق الأغنياء؟

GMT 03:59 2019 الجمعة ,08 آذار/ مارس

العلماء يا سادة

GMT 00:56 2018 السبت ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل المجانية هى سبب الخراب؟

GMT 06:45 2017 الجمعة ,14 تموز / يوليو

مَن الذى سرق الدَّكَر؟

GMT 06:11 2017 الجمعة ,07 تموز / يوليو

ترامب وبدائل داعش

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

التدين المنحرف التدين المنحرف



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon