توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
الأحد 23 شباط / فبراير 2025
  مصر اليوم -
أخبار عاجلة

21 جراماً

  مصر اليوم -

21 جراماً

أسامة غريب

كان لى صديق من العلماء الأفذاذ، وقد حدث أن أطلعنى ذات يوم على بعض اختراعاته، فأذهلنى برؤيته غير المسبوقة وقدرته على ابتكار تكنولوجيا منخفضة التكاليف فى مجال توليد الطاقة من الرياح ومن الشمس. أصيب هذا الصديق بمرض السرطان ورحل عن دنيانا، يوم قمنا بتشييعه إلى مثواه الأخير وجدتنى لا أستطيع دفعاً للأسئلة التى تصارعت فى عقلى عن الأفكار التى طوى عليها مخه ولم ينفذها.. ما مصيرها وأين ذهبت؟ هل رافقته إلى القبر أم انتقلت بالموت إلى جمجمة أخرى تستطيع حملها والتعامل معها؟ وإذا كانت قد انتقلت فكيف حدث ذلك؟ وهل تعرّض بعضها للتلف أثناء النقل؟ وصاحِب الجمجمة الجديدة من يكون، وهل هو هنا أم فى بلد آخر؟.. كل هذه الأسئلة غير المعقولة دارت فى رأسى وأنا أشيع صديقى إلى قبره، وشعرت حينئذ بالحسرة بعد أن رجّحت أن الأفكار التى يحتويها الدماغ تموت بموت صاحبه، ولا يمكن الحصول عليها بعد وفاته.. وربما لهذا السبب تحرص الدول المتعادية على اغتيال العلماء فى صفوف بعضها البعض لتقطع خيط الأفكار وتقف به عند مراحل يمكن التعامل معها قبل أن يستفحل الخطر. لكنى مع ذلك تمنيت لو أن الإبداع الذى يمتلئ به رأس العالم أو الأديب يكون مما يمكن استخلاصه بطريقة ما بعد الوفاة، ذلك أن تفكيرى القاصر صعب عليه استيعاب مسألة ضياع الأفكار التى توصل إليها أحد العقول لمجرد أن صاحب العقل قد صدمته سيارة طائشة مثلاً! وكثيراً ما أسرح فى مغزى حياة عبقرى الموسيقى سيد درويش الذى عاش 31 سنة فقط، وأفكر فيما كان يمكن لموسيقانا العربية أن تصير لو أنه عاش ثلاثين عاماً أُخَر؟ أو لعل المشيئة الإلهية تكون قد قضت بأن يلتقط أحد آخر ما تبخر من دماغه بعد الموت، وأكمل المسيرة الفنية بعده.. من يدرى؟.. ومثله أبوالقاسم الشابى، الشاعر الفذ الذى مات فى سن الخامسة والعشرين دون أن ينجز مشروعه الشعرى.. أين ذهب الإبداع الذى كان يملأ تجاويف مخه؟ هل أكمله شاعر آخر أم أن كل إنسان هو تجربة فريدة فى ذاته، ولا يمكن أن تطابق بصمته الإبداعية بصمة أخرى؟ وتحضرنى هنا نماذج سلوكية سعى أصحابها للاستفادة من قدرات المخلوقات بعد مماتها على نحو عجيب، فهناك من يُقبل على التهام «طاجن مخاصى»، وهو يظن أنه سيحوذ قوة جنسية خارقة بعد أن يأكل أعضاء الثور التناسلية!.. وهناك كذلك من يأكل أمخاخ الحيوانات باستمتاع كما لو أنها ستمنحه قدرات ذهنية لم تحصّلها هى ذاتها عندما كانت على قيد الحياة! وهناك النظرية العلمية الشائعة عن وزن الروح التى تقول إن الإنسان يفقد من وزنه 21 جراماً بمجرد الموت وصعود الروح إلى بارئها، وهذا الموضوع تناول رمزيته المخرج «أليخاندرو جونزاليس» فى الفيلم الأمريكى «21 جرام».. وقد قدّر البعض أن هذه الجرامات الواحده والعشرين هى وزن الروح.. فهل يمكن القول إن الإبداع لصيق بالروح، يعيش فى كنفها، ويصعد معها عند الموت إلى السماء؟ ما يحزننى هو أننى لن أعرف إجابة هذه التساؤلات لا الآن ولا بعد الموت على الأغلب! نقلاً عن جريدة " المصري اليوم "

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

GMT 02:12 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

«صاحبة الجلالة» ليست دائماً بريئة!

GMT 02:05 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرجيلة «حزب الله» وجمر إيران!

GMT 01:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

شرعية الإنجاز

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

21 جراماً 21 جراماً



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon