توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مطعم أم مطبخ؟

  مصر اليوم -

مطعم أم مطبخ

أسامة غريب

منذ عام مضى لم نرحب بالدستور، الذى كانت لجنة المستشار الغريانى قد انتهت من صياغته. لم يكن تحفظنا على ذلك الدستور راجعاً لرداءته فى العموم، وإنما لأنه لم يرتق لدماء الشهداء، التى سالت من أجل إنجازه، بمعنى أننا رأيناه، وقد انطبق عليه بيت الشعر القائل: ولم أر فى عيوب الناس عيباً/ كنقص القادرين على التمام. رأينا وقتها أن لجنة المائة كانت تستطيع أن تتحدى ضغوط الجهات، التى أرادت أن تفوز بقطعة كيك إضافية على حساب شركاء الوطن، لهذا فقد ساءنا أن نرى نصوصاً تفتح الباب لقضايا حسبة وضعت إرضاء للسلفيين، ونصوصاً أخرى تتيح تقديم المدنيين للمحاكمات العسكرية، واليوم نفاجأ بأن الذين اعترضوا معنا على النصوص، التى أساءت لدستور 2012 لا يمانعون فى تمرير مواد أسوأ من تلك التى اعترضنا عليها، وكأن الاعتراض السابق كان من باب الكيد للإخوان، وليس لمصلحة الوطن!. فى الحقيقة أن المرء ليصاب بالذهول وهو يرى أناساً كان يحسبهم مناصرين للعقل والمنطق، ولحقوق الإنسان يصوتون بالموافقة على المحاكمات العسكرية للمدنيين، ويريدون أن يقنعونا بأن هذا لمصلحتنا!.. ولا نفهم كيف يسىء هؤلاء السادة الأفاضل الظن بالقضاء الطبيعى، الذى يتغنون بروعته ليل نهار باعتباره حصن الأمان ورمز الشموخ والنزاهة.. كيف ينزعون عنه الأهلية لمحاكمة المدنيين إذا ما ارتكبوا جرائم أياً كان نوعها؟ وما الذى يجعلهم يتصورون أن القاضى الطبيعى سيمنح البراءة لمن يعتدى على المنشآت العسكرية؟ إن القانون كما نعلم هو الحاكم فيما يخص الفصل فى الجرائم، فهل القاضى العسكرى سيلتزم بتطبيق القانون، بينما القاضى الطبيعى سوف يهدره؟  إن الحجج والتبريرات، التى سمعناها من رموز الليبرالية، الذين أقروا هذه المادة مثيرة للشفقة والأسى، ومن الممكن أن نجملها فيما يلى: إن الذى يده فى الماء ليس مثل الذى يده فى النار، وإن هذه الصيغة هى أفضل ما أمكن الوصول إليه، ولو أننا لا نحب هذا الوطن لأصررنا على رفض المحاكمات العسكرية للمدنيين، وتركناكم تواجهون القانون، الذى سينظم هذا الأمر، لقد كنا أمام خيارين عبارة عن السيئ والأسوأ فاخترنا لكم السيئ!. لا أدرى هل أضحك أم أبكى على هذا التبرير المتهافت من أناس ظنوا أنهم يجلسون فى مطعم، وأن عليهم الاختيار من «المنيو» المقدم لهم، فلما لم يجدوا ما يحبونه اختاروا أفضل ما يكرهون!.. لا يا سادة أنتم فى مطبخ لا مطعم، وأنتم مكلفون بوضع النصوص، والمواد التى يأمل شعب مصر فى أن تصوغ مستقبله.. لقد صورتم الأمر للناس كما لو كان مفاوضات قمتم بها مع محتل، وأنكم بالكثير من الجهد والعناء استطعتم أن تنتزعوا منه جزءاً من حقوقنا، أما الباقى فأمره متروك للزمن.. وهذه لعمرى إساءة بالغة للجهات، التى أردتم مجاملتها على حسابنا، ولا أظن أنهم يستحقون منكم الصورة، التى أوصلتموها إلينا عنهم!.. هذا الكلام ليس موجهاً لفلول مبارك الكارهين لثورة 25 يناير، لكنه موجه لمن حسبنا وجودهم فى اللجنة صمام أمان، فإذا به صمام تالف، ويحتاج جلدة! نقلاً عن "المصري اليوم"

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

GMT 02:12 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

«صاحبة الجلالة» ليست دائماً بريئة!

GMT 02:05 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرجيلة «حزب الله» وجمر إيران!

GMT 01:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

شرعية الإنجاز

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مطعم أم مطبخ مطعم أم مطبخ



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon