توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

البدائل المُرّة

  مصر اليوم -

البدائل المُرّة

أسامة غريب

بعد سقوط مبارك ابتليت مصر بثلاث قوى طرحت نفسها بقوة على المسرح السياسي، وكان لهذه القوى وطأة ثقيلة أحس بها المصريون.ما أتحدث عنه هم فلول مبارك والعسكر والاخوان.والملاحظ ان أفراد الشعب قد تباينت مواقفهم من هؤلاء.. فهناك من شعر بالحنين للأيام السوداء في عهد المخلوع وتمنى عودته تحت ضغط الأزمات التي أحدثها زبانية مبارك أنفسهم، ولم يخجل هؤلاء من المجاهرة بأن الحياة كانت أكثر استقراراً والأمن كان مستتباً في العهد البائد، وهناك من قال بأن هذا البلد لا يصلح له سوى رجل عسكري صارم يُلزم الجميع حدودهم ويعيد الانضباط الى الشارع، كذلك مال بعض الناس ناحية الاخوان وتطلعوا الى أصحاب الأيدي المتوضئة الذين ظُلموا كثيراً ولم يأخذوا فرصتهم في الحكم أبداً. حدث هذا عندما عجز شباب الثورة والداعون لها عن تشكيل أحزاب سياسية تتقدم لنيل ثقة الناس من خلال الآليات الديموقراطية المعروفة.. و على الرغم من ان الديموقراطية الناشئة وحرية الاختيار التي لم يعرفها الشعب من قبل كان من المفترض ان تكون عوناً للناس على الاختيار فان الذي حدث كان العكس تماماً، اذ وضح ان عقوداً طويلة من الظلم والقهر والتزوير لن تسمح للناس بسهولة ان يحسنوا الاختيار عند أي انتخابات حتى لو غاب عنها التزوير، وثبت ان المشوار مازال طويلاً وأننا في أولى خطواته وعلينا ان نعتصم بالصبر على سوء الاختيار الذي سيتكرر مرة ومرات حتى تنضج التجربة ويتعلم الناس وتسقط الأقنعة التي حجبت حقيقة القوى السياسية لحقب طويلة عنهم. ولعل هذا هو السبب الحقيقي في ان الكثير من الشباب الثوري لا يتحمسون لشرعية الصندوق ولا يجدون الحافز الكافي لدخول معترك الانتخابات النيابية وانتخابات المحليات ويسعون لخلع الرئيس المنتخب عن طريق احتجاجات الشوارع!.. السبب هو عدم ثقتهم بوعي الناس ومعرفة الناس لصالحها.وربما كان ظنهم يحمل قدراً من الصحة، لكن المشكلة أنه ليس هناك طريق آخر مأمون لبناء الأوطان.. فلئن قمنا بخلع هذا الرئيس لسوء أدائه اليوم فان أنصاره سيخلعون أي رئيس يأتي من بعده بنفس الطريقة وندخل في بحر الظلمات. المشكلة التي يتغافل عنها الجميع ان حالة السعار السياسي الحالية في الشارع المصري تجعل الكتل البشرية المتابعة تميل بقوة ناحية واحدة من القوى الثلاث التي تحدثنا عنها آنفاً وهي الفلول والعسكر والاخوان.. يحدث هذا وكأننا نتحدث عن قوى يحمل كل منها مشروعاً سياسياً مختلفا!.. الحقيقة ان الاختلاف بين الثلاثي السابق هو اختلاف في الدرجة وليس في النوع وهذا ما لا يدركه عوام الناس.فرغم ان الجيش قد انسحب من المشهد السياسي وتوارى خلف الستار فان وجوده السياسي ملحوظ لكل من يفتح عينيه على اتساعهما ويحملق في اللوحة المعروضة.وعموماً حتى لا نساهم في مزيد من ارباك الناس نود ان نوضح لهم ان من يراهن على واحدة من هذه القوى لتحكمه سياسياً وتقود مسيرة الوطن لابد وان يدرك ان السفير الأمريكي سيكون في هذه الحالة هو المندوب السامي والحاكم الفعلي وان أمن اسرائيل سيكون في حدقات العيون وان العدل الاجتماعي سيكون في خبر كان وان أفضل ما سيحصل عليه الفقراء هو «شنطة رمضان».. ليس هذا رجماً بالغيب وانما هو استقراء للماضي ومتابعة للحاضر، حيث ان هذا كان حال مصر زمن المخلوع الأثيم واستمر في فترة حكم المجلس العسكري أيام السيد حسين طنطاوي وممتد بنجاح ساحق في زمن الاخوان الحالي. في ظني ان الموقف السيا سي السليم هو الذي يقول لا للفلول والعسكر والاخوان.. غير ان البديل عن هذه القوى الثلاث لم يتشكل سياسياً بعد، ومن الضروري ان ننوه ان الأحزاب المعارضة التي شكلت ما يسمى بجبهة الانقاذ يرأسها حفنة من السياسيين الذين سقطوا بجدارة في الانتخابات الرئاسية أي ان قيمتهم ورصيدهم في الشارع قليل ولا يؤهلهم ليكونوا جزءاً من الحل لأي مشكلة، لهذا فانهم يحاولون القفز على أكتاف واحدة أو أكثر من القوتين الباقيتين (الفلول والعسكر). هذه هي الصورة للموقف السياسي في الشارع المصري.. ثلاث قوى فاعلة تتشابه في المنطلقات والأهداف، والخلافات بينها شكلية.. زائد معارضة خائبة خائرة الهمة.. وبديل نظيف نأمل ان يتخلق بعيداً عن القوى الثلاث وعن المعارضة التي يمثلها المرشحون الساقطون!. أسامة غريب نقلاً عن صحيفة الوطن الكويتية

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

GMT 02:12 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

«صاحبة الجلالة» ليست دائماً بريئة!

GMT 02:05 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرجيلة «حزب الله» وجمر إيران!

GMT 01:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

شرعية الإنجاز

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

البدائل المُرّة البدائل المُرّة



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon