توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

رحمتك يا رب

  مصر اليوم -

رحمتك يا رب

مصر اليوم

كنت أقود السيارة على طريق العين السخنة-القاهرة.الطريق ناعم ومرصوف بشكل جيد والخدمات متوفرة على جانبيه، وهو بالتأكيد أفضل طريق في طول مصر وعرضها، والسبب في ذلك ان الجيش هو الذي قام بتنفيذه.. ومن مزايا المشروعات المدنية التي ينفذها الجيش- الى جوارالجدية والالتزام- أنه لا عمولات ولا سرقات ولا تفتيح مخ!. هذا ما كنت أفكر فيه وأنا جالس الى عجلة القيادة في طريق العودة بعد قضاء يومين على شاطئ البحر.أمامي كانت تسير من أول الطريق سيارة حرصتُ على ترك مسافة كافية بيني وبينها.. و من الواضح ان سائقها كان ملتزماً مثلي بالسرعة القصوى فلم يسبقني ويختفي، وانما ظل أمامي مباشرة لما يقرب من نصف ساعة. ومع ذلك فان الأمر كله حدث في ثوان معدودة.. بدون سابق انذار رأيت السيارة التي أمامي تترنح على الطريق وتميل تارة لليمين وتارة لليسار.. قمت بتخفيف سرعتي تلقائياً وأنا أقول يا رب استر.. و رأيت السيارة تجنح نحو الرمال ثم تنقلب مرة واثنتين وثلاثاً قبل ان تستقر على عجلاتها الأربع من جديد بعد ان أثارت عاصفة كثيفة من الغبار.أربكتني الصدمة، غير أنني توقفت بالسيارة الى يمين الطريق وهرعت الى السيارة المنكوبة لأجدها قد تحطمت وانبعجت ولفظت ركابها خارجها فتمددوا على الأرض يئنون وينتحبون.. من الواضح أنها عائلة تضم ثلاثة أجيال.. الجدة والأم وولدين وبنتاً.كان الذهول بادياً على وجوههم وأخذ بعضهم يصرخ ويلطم الخدود على الرغم من أنهم بفضل الله قد نجوا جميعا.رحت أتفقدهم وأطمئن عليهم فرداً فرداً قبل ان أقوم بطلب الاسعاف.في تلك الأثناء توقفت سيارات عديدة نزل الناس منها لتقديم يد العون والمساعدة ورحنا جميعا نهدئ من روع الأسرة التي كتب الله لها السلامة باستثناء الجدة التي أصيبت في ذراعها اصابة بليغة.من الواضح ان أفراد الأسرة على الرغم من سلامتهم اجمالاً الا أنهم كانوا في حالة نفسية بالغة السوء بدليل ان البنت التي لا يتعدى عمرها أربعة عشر عاماً قامت بالاتصال بوالدها وسمعتها وهي تصرخ في هستيريا قائلة: الحقنا يا بابا نحن نموت.. السيارة انقلبت بنا ونحن نموت!.حاولت ان آخذ التليفون منها لأطمئن والدها المسكين أنهم بخير لكنها أغلقت الخط وأكملت مسلسل الصرخات الهستيرية. بعد ان ركبت سيارتي واستأنفت الرحلة قمت باستعادة السيناريو الكابوسي الذي كنت شاهداً عليه من أوله واكتشفت ان أفظع مشاهده وأشدها هولاً على نفسي ليس انقلاب السيارة ولا تحطمها وليس اصابة الجدة ولا صدمة وذهول أفراد العائلة، وانما الأب البائس الذي تلقى مكالمة من ابنته تصف له مكان الحادث وتقول له انها وأخواتها وأمها وجدتها يحتضرون!.. هذا هو الهول بعينه.ان هذه الابنة لا تعلم ماذا فعلت بأبيها.. لقد كنت أرتجف وأنا على الطريق بينما أتخيل الأب الذي أنجب وربى وسهر وتعب وكدح وشقي من أجل هذه العائلة ثم اذا به يتلقى مكالمة استغاثة من الابنة التي زعمت أنها تصارع الموت مع بقية أفراد الأسرة!.انني شخصياً تختل تركيبتي الكيميائية بشدة اذا ما تأخر أحد أبنائي أو اذا طلبته في المحمول وكان مغلقاً، وأظل أقاوم الانهيار حتى يعود أو يرد على التليفون.. فما بالكم بهذا الرجل الذي روعته المكالمة الغبية.اني أتصور هذا الرجل وهو يخر على الأرض بعد ان عجزت قدماه عن حمله.. رباه ماذا فعلت هذه الابنة وكيف استطاعت ان تسبب لأبيها كل هذا العذاب بينما هي والباقون قد خرجوا من الحادثة بسلام؟.. بل كيف طاوعني قلبي ان أنصرف قبل ان أتمكن من أخذ رقم تليفون الرجل لأشرح له حقيقة الموقف وأطمئنه ان جميع أفراد أسرته بخير.. لقد حاولتُ لكن الفتاة المنهارة لم تسمح لي بذلك. كل ما أرجوه من الله الآن ان يكون الأب قد عرف حقيقة الموقف قبل ان يقود سيارته ويندفع على الطريق لاغاثة فلذات كبده.. رحمتك يا رب.   نقلاً عن جريدة "الوطن"

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

GMT 02:12 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

«صاحبة الجلالة» ليست دائماً بريئة!

GMT 02:05 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرجيلة «حزب الله» وجمر إيران!

GMT 01:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

شرعية الإنجاز

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رحمتك يا رب رحمتك يا رب



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon