توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

كورسات في حقوق الإنسان

  مصر اليوم -

كورسات في حقوق الإنسان

أسامة غريب

كنت أعبر بسيارتي وسط الزحام عندما لمحت امرأة عجوزاً ضئيلة الحجم تنزل من الرصيف تحاول العبور، ثم ترتد الى الخلف في فزع ثم تعاود المحاولة مرة أخرى. تكرر هذا الأمر منها عدة مرات دون فائدة، وأتاح بطء حركة السيارات لي ان أراها تنادي رجل الشرطة القريب طالبة مساعدته: «والنبي يا ابني تعديني» كان يقف وظهره اليها ولا يبدو أنه سمعها.لا أدري ما الذي أصابني وأنا أراها تنادي الشرطي وتلح في الرجاء ان يأخذ بيدها.. وجدت قلبي يدق بشدة وأنا أشعر بالخوف على هذه المرأة.. ليس فقط الخوف من ان تصدمها سيارة، وانما قد تصورت ولا أدري لماذا ان الشرطي سيلتفت اليها ضجراً بندائها المتواصل ثم سيعبر الخطوتين اللتين تفصلانه عنها وسيل من الشتائم ينهمر من فمه ثم يركلها في بطنها بحذائه الميري ويتركها على الرصيف تصارع الموت.عندما وصل بي سوء الظن الى هذا شاهدت نفسي أتحرك بعصبية داخل السيارة أريد ان أتوقف لمساعدتها قبل وقوع الكارثة.لكن لدهشتي وجدت الرجل يلتفت اليها ثم يمسك بها في رفق ويطويها تحت ذراعه ويعبر بها في أمان. أكملت طريقي الى البيت وأنا مستغرب من نفسي، ما الذي جعلني أتخيل هذا السيناريو المأساوي الذي لم تبد له أي شواهد؟ لماذا أسأت الظن بالفتى وتصورته وحشاً مفترساً مع أنه كان كريماً للغاية مع السيدة العجوز وتعامل معها كما لو كانت أمه؟. عندما خلوت الى نفسي وتأملت الأمر بهدؤ أدركت ان توقعاتي المحدودة للغاية من رجال الشرطة فيما يخص حُسن معاملة الناس مرجعها الأساسي أنني علمت أخيرا ان رجال الشرطة يأخذون دورات تعليمية في حقوق الانسان!.. ولكن هل أخذ المرء كورسات في حقوق الانسان هو أمر يدعو الى القلق أم يبعث الطمأنينة في النفوس؟ في اعتقادي أنه أمر مخيف للغاية ولا يدعو للراحة بأي حال، لأن الانسان على فطرته الطبيعية لا يحتاج لمن يعلمه كيف يكون انساناً.. القسوة هي التي تحتاج الى مُعلم والوحشية هي التي تحتاج الى أستاذ، أما الانسانية والرحمة فهي السلوك الطبيعي الذي لا يحتاج سوى ان يتركوا الفرد دون ان يعلموه شيئاً!.وحتى يكون كلامي مفهوماً أكثر سأضرب مثالاً بشخص يحمل معه شهادة من أطباء الأمراض العقلية والنفسية تفيد بأنه عاقل.. هل اشهار هذه الشهادة في وجهك يحملك على الاطمئنان الى التعامل مع صاحبها والوثوق به، أم انها كفيلة باثارة فزعك وانطلاق هواجسك نحوه؟ من المؤكد أنك لن تكون مطمئناً أبداً الى عاقل بشهادة، لأن الأصل في الانسان أنه عاقل دون شهادات ودون كورسات حكمة ودروس اتزان وضبط زوايا مخ! لهذا كله فقد أدهشني الشرطي الطيب الذي سلك سلوكاً غير بوليسي بالمرة، مع ان مصطلح «سلوك بوليسي» في بلاد ربنا المحترمة لا يعني سوى الغوث والنجدة ومساعدة الملهوف مصحوباً بالابتسامة الطيبة.لكن بالمعايير العربية فان هذا الرجل تخلى عن شرطيته وأقدم على تصرف بسيط للغاية وطبيعي للغاية وبشري جداً.. فأثار دهشتي وارتباكي حتى حسبته قد خرج الينا مبعوثاً من أحد المسلسلات. الأمر الأكيد ان هذا الشرطي الطيب لم يحصل على دورة تدريبية في حقوق الانسان من تلك الدورات التي يقدمها الخبراء الأمنيون لتلامذتهم وانما حصل على تربية عادية من أم طبيعية وأب عادي مثله مثل الملايين من أبناء هذا الشعب الطيب! نقلاً عن صحيفة الوطن الكويتية

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

GMT 02:12 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

«صاحبة الجلالة» ليست دائماً بريئة!

GMT 02:05 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرجيلة «حزب الله» وجمر إيران!

GMT 01:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

شرعية الإنجاز

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كورسات في حقوق الإنسان كورسات في حقوق الإنسان



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon