توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الزمن الجميل

  مصر اليوم -

الزمن الجميل

أسامة غريب

الناس في كل زمان ومكان يحنون الى الماضي ويتحدثون عنه باعتباره الزمن الجميل الذي فر من بين أصابعهم ولن يعود.. هذا ليس شيئاً جديداً، بل انه تراث بشري معروف.. وفي كل وقت وحين دائماً ما نجد من يتحدث عن ان الزمان قد فسد ولن يعود سيرته الأولى النقية، وكأنه كانت هناك فعلاً سيرة أولى نقية!. نلمس ذلك فيما يتعلق بالفنون عندما نرى ان استمتاع الناس بتقنيات السينما الحديثة لا يمنع شعورهم بالارتياح عندما يشاهدون فيلماً قديماً بالأبيض والأسود، وقد يتطرفون ويقولون ان هذه هي السينما الحقيقية وما دونها هو والعدم سواء!.أما عن حفلات أم كلثوم وأغنياتها التي حفظها أرشيف التلفزيون فان البعض قد يذرف الدمع وهو يتحدث عنها ويتغزل في حلاوة وشياكة سيدات ذلك العهد وقد ارتدين ملابس السهرة الأنيقة وذهبن بصحبة أزواجهن الذين لا يقلون أناقة لحضور الحفل الساهر وقد جلس الجميع في وقار يليق بمستمعي الفن الأصيل.. و ذلك طبعاً في مقابل حفلات أيامنا هذه حيث يذهب الجمهور مرتدياً الملابس الكاجوال، وتظل الفتيات والشباب يرقصون منذ بداية الحفل لنهايته، ويشاركهم الرقص المطرب الذي قد يكون مرتدياً جاكيت جلد وبنطلون جينز!.ومما يزيد من تأكد الناس ان شعورهم الطيب نحو الزمن الماضي هو شعور حقيقي ما يشاهدونه في البرامج ويقرأونه في الصحف على لسان الفنانين عندما يرونهم يعقدون مقارنة بين الفن زمان والفن الآن حيث يستفيض هؤلاء في رواية الحواديت عن حالة الحب والتعاون والايثار التي كانت تجمع بين الفنانين وتجعل الواحد منهم يفضل زميله على نفسه ولو كان به خصاصة! ولا يقتصر الحنين على تذكر أخلاق الناس التي كانت رفيعة وسلوكهم الذي كان محترماً وفنهم الذي كان هادفاً، وانما قد يحن المرء الى ذكرياته الشخصية ويتذكر بنت الجيران التي ذوبت قلبه وألهمته لكتابة قصائد الشعر، ويتذكر أيضاً تلك الأيام عندما كان يأكل طبق فول في الصباح من عند بائع يقف بعربة يد على ناصية الشارع، ويمكن ان يقسم صادقاً بأن طبق الفول ذاك كان أكثر روعة من كل ما عرف وتذوق من مأكولات في عمره كله!.. فما تفسير ذلك الحنين يا ترى؟ وهل كانت أيام زمان فعلاً أياماً عظيمة تستحق ان نحن اليها ونستدعيها في الخيال وعيوننا دامعة من فرط التأثر؟. في الحقيقة أننا اذا استبعدنا العاطفة من الموضوع فاننا نستطيع بكل راحة ضمير ان نقول ان أحوال الناس وأخلاقهم في الزمن الماضي لم تكن أقل سوءاً منها في أيامنا هذه ان لم تفقها في السوء والرداءة!.. ومن يطالع المجلات القديمة التي تحوي أخبار أهل الفن سيجدها تعج بالأخبار عن فلانة التي خطفت زوج صديقتها وفلان الذي دبر لزميله مكيدة ليفوز هو بالدور، ولو أتيح للقارئ ان يعرف السيرة الذاتية الحقيقية لعظماء أهل الفن والسياسة الذين يحبهم لدرجة التقديس فانه سيصاب بالفزع من هول ما سيعرف! كما ان من يبحث في الصحف القديمة سيجد في الأخبار الاجتماعية والسياسية ما يغم النفس ويكسر الفؤاد حيث الفقر كان أشد والفساد مستشرياً والدولة أكثر قسوة والأمراض فاتكة والخدمات شبه منعدمة. صحيح ان الحياة زمان كانت أكثر بساطة وأقل تعقيداً لكن هذا لا علاقة له بالسعادة أو بجودة الأيام، لأن الشر كان موجوداً دائماً والنفوس الوضيعة كانت حاضرة لافساد حياة الناس على الدوام.أما التصور الأزلي لدى الناس ان أيام زمان كانت تمثل الزمن الجميل فتفسيره في تصوري هو ان الانسان نفسه هو الذي كان جميلاً.. جميلاً بشبابه وصحته وفتوته واقباله على الحياة.. جميلاً بالآمال التي يحملها في صدره والأحلام التي تملأ مخيلته عن الغد.. كانت المسام متفتحة للحياة والذهن لم يتلوث بعد والخبرات الأليمة محدودة.. لم يكن طبق الفول رائعاً في السابق كما تتصور وانما أنت الذي كنت تملك معدة تهضم الزلط وشهية لم يفسدها التدخين والهم والنكد.. كانت المشاعر بكراً، لهذا فان بنت الجيران حركت القلب بأكثر مما استطاعت أي واحدة أخرى فيما بعد ان تفعل. صدقني.. الزمن هو نفس الزمن والناس هم أنفسهم وأسوأ.. أنت الذي كنتَ جميلاً!.  نقلاً عن جريدة "الوطن "

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

GMT 02:12 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

«صاحبة الجلالة» ليست دائماً بريئة!

GMT 02:05 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرجيلة «حزب الله» وجمر إيران!

GMT 01:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

شرعية الإنجاز

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الزمن الجميل الزمن الجميل



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon