توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

حانة ديفارج

  مصر اليوم -

حانة ديفارج

أسامة غريب

أصبحت كلما قمت بمطالعة الصحف أو مشاهدة برامج التوك شو المسائية أتذكر مشهداً خالداً في رواية «قصة مدينتين» للأديب الانجليزي تشارلز ديكنز.. كانت تفاصيل المشهد تدور في «حانة ديفارج» الواقعة بحي سان أنطوان في باريس.. ذلك الحي الذي أبدع المؤلف في تصوير مظاهر البؤس به في ذروة أحداث الثورة الفرنسية. كانت الحانة التي تعج بالرعاع هي أحد المقار التي تدار منها الثورة.. وفي المشهد الذي رسمه «ديكنز» جلست مدام ديفارج على الأريكة بجوار زوجها صاحب الحانة مسيو ديفارج وانهمكت في شغل الابرة.. وبينما تقوم بهذا كانت تتوقف أحياناً لتقوم باملاء زوجها مسيو ديفارج أسماء جديدة لمن حكم عليهم الغوغاء بقطع الرأس بالمقصلة، وكلما نسيت اسماً قامت تستعين بصديقاتها الموجودات معها بالحانة لتذكيرها بمن يتعين قطع رؤوسهم!. كانت أصوات الجالسين بالحانة تمتزج بنشوة الشراب الرخيص وهم يرددون صيحات أشبه بعواء الذئاب استحساناً لاضافة كل اسم جديد.. وكان هذا العواء مقدمة لعواء الجماهير المتعطشة للانتقام الذي تواصل في ساحة الشعب حيث نصبت المقصلة الرئيسية. كانت الثورة الفرنسية قد اندلعت في صيف عام 1789 بعد ان ضج الناس من المظالم التي عانوها على يد النظام المستبد. تم الهجوم على سجن الباستيل رمز القهر والعذاب وخرج السجناء الأبرياء.. عقب ذلك تم اعلان حقوق الانسان والمواطنة وعرف الناس في العالم كله مبادئ الثورة الفرنسية الشهيرة (الحرية والاخاء والمساواة) وبدأ الناس يأملون في تنسم ريح الحرية. غير ان الثورات للأسف كثيراً ما التهمت جانباً من أبنائها في غمرة انشغالها بالقصاص من الظالمين. في ذلك الوقت كانت حياة الناس واقعة تحت رحمة الدهماء الذين عاشوا حالة ثورية جامحة لم يكونوا فيها بالضرورة الأكثر اخلاصاً للوطن، بل ان بعضهم أخفي حقارته ورغبته في تصفية الحسابات الشخصية تحت غطاء الانحياز للثورة، وسمحوا لأنفسهم وهم الذين كانوا الأكثر اخلاصاً في خدمة النبلاء بتشويه من يقف في طريقهم وكتابة اسمه في لائحة الموت!. يتراءى لي مشهد حانة ديفارج الذي رأيته بعين خيالي عندما قرأت الرواية الشهيرة التي قدمتها السينما عشرات المرات.. يتراءى لي ذلك المشهد عند قراءة بعض الصحف التي خلت من المهنية والموضوعية وامتلأت بالفبركة والأكاذيب واختلاق أخبار لا ظل لها من الحقيقة، حتى نستطيع القول بأنها صحف تخلو من أي صحافة (!) لكن تمتلئ بعواء الذئاب.. وكذلك عند مشاهدة بعض البرامج المسائية التي تكاد تتفجر عروق مقدميها وضيوفهم وهم يعوون ويصرخون ويبالغون في الكذب والتدليس.. ويضيفون كل يوم أسماء جديدة يتمنّون وضع رؤوس أصحابها تحت المقصلة!. تكمن المأساة في ان مسؤولي الصحف ومقدمي البرامج وكذلك معظم ضيوفهم كانوا هم أنفسهم أكثر من غيرهم اخلاصاً وتفانياً في مسح الأرضيات وغسيل الصحون وكي الملابس وتلميع الأحذية في بلاط نبلاء العهد البائد.. هي حقاً حانة ديفارج بُعثت في قلب القاهرة! نقلاً عن صحيفة الحياة

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

GMT 02:12 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

«صاحبة الجلالة» ليست دائماً بريئة!

GMT 02:05 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرجيلة «حزب الله» وجمر إيران!

GMT 01:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

شرعية الإنجاز

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حانة ديفارج حانة ديفارج



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon