توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

والله يا مصر زمان!

  مصر اليوم -

والله يا مصر زمان

مصر اليوم

عندما نزل من الطائرة بعد غيبة ثماني سنوات وصافحت بصره لافتة: ادخلوها بسلام آمنين.. اهتز قلبه وارتعش ووجد نفسه يغمغم: والله يا مصر زمان. عبث رجال الجمرك بحقائبه في جلافة، واستظرف أحدهم سائلاً اياه عن فيلم ثقافي، فلم ينفعل ولم يسمح للغضب ان ينتقص من فرحته.لملم أشياءه وخرج من المطار.هو يعلم ان مصر قد ساءت أحوالها الى درجة كبيرة، ولن يدعي التفاجؤ باللصوصية والرشوة والسوقية والقذارة.لقد كانت هذه أسباب سفره واغترابه.كل ما يعنيه الآن هو إجازة لمدة أسبوعين بأقل قدر من المنغصات، ولن يسمح لأحد بأن يفسدها عليه. توجه بعد ان وضع حقائبه بالبيت الى مكتب تأجير سيارات حتى لا تضيع أيامه في الشجار مع سائقي التاكسي.كان المكتب فخماً يحتل شقة بالدور الأول في عمارة بالمهندسين، والسيارات تتخذ من الرصيف والشارع معرضاً دائماً!.أدهشه ان المكتب يغص بالفتيات من ذوات الملابس المثيرة يعملن في استقبال الزبائن.سألته الموظفة بدلال عن طلبه فأجاب: أي سيارة بحالة جيدة.أمسكت بيده وسارت به الى الشرفة وأشارت للسيارات الواقفة بالأسفل: اختر ما شئت فكل ما لدينا جديد.أشار الى واحدة.قدمت له نموذجا لملء بياناته، لم يجادل في السعر على الرغم من ارتفاعه الواضح، لكن أفزعه الشرط الموضوع في العقد والخاص بألا يسافر خارج القاهرة وألا يتعدى ما يقطعه يوميا مائة كيلومتر، اعترض بشدة لأنه ينوي ان يسافر داخل القطر كما يحلو له.قالت ذات الدلال ان هذا يقتضي سعرا مضاعفا! رضخ صاغراً لكنهم لم يكتفوا وطلبوا مبلغ 2000 جنيه على سبيل التأمين يتم رده عند اعادة السيارة.بعد ان وقّع الأوراق ودفع المطلوب فاجأته الموظفة عندما سألته التوقيع على ايصال أمانة بمبلغ 100 ألف جنيه.رفض بشدة وقرر الغاء الأمر برمته، حيث ان تأجير السيارات في كل مكان بالعالم لا يتضمن هذا الاجراء العجيب.هنا تدخل صاحب المكتب وهو رجل لم تنجح أناقته البادية في اخفاء سحنة (…….) غليظ الملامح التي يحملها وقال: يا سعادة الباشا نحن نثق بمعاليك ولكن هذا اجراء شكلي يسري على الجميع.. عندما تعيد الينا السيارة نعيد اليك الايصال.حسم تردده ووقّع الايصال، لكن تفاؤله بالاجازة بدأ يهتز.تسلم المفاتيح ونزل الى السيارة، فلما اقترب منها فوجئ بها «مخبوطة» في أكثر من موضع، وقال الموظف: سنقوم بعمل بيان بكل العيوب الموجودة بالسيارة حتى لا نقوم بتحميلك مسؤوليتها عند اعادتها.فقال وهو يقاوم الانفجار: أنا أريد سيارة سليمة وبدون عيوب وقد دفعت مبلغاً يكفي لشراء سيارة في البلد الذي أعيش فيه.اعتذر الموظف السمج قائلاً: لقد وقّعت سيادتك على العقد ولا نستطيع تغيير السيارة، فصاح غاضباً: اذاً أعيدوا الي فلوسي، فهز الموظف كتفيه وانصرف.عاد صاحبنا الى المكتب مسرعا وحكى الأمر للفتاة طالباً الغاء العملية واسترداد ما دفعه، فاعتذرت بأن ما تم دفعه لا يمكن استرداده، فطلب التحدث الى صاحب المكتب، فأخبرته أنه انصرف ولن يعود قبل يومين!.. لم يدر ماذا يفعل مع هؤلاء المخادعين، وشعر بالدنيا تضيق في وجهه والاجازة توشك ان تتحول الى كابوس.. لماذا تفعلون هذا؟ ألا تحرصون على سمعة مكتبكم؟ قالت الموظفة: صدقني يا أفندم نحن لسنا نصابين.. كل ما في الأمر ان العائدين من الخارج يتصورون الأمور في مصر تجري مثلما هي في الخارج.. عندما تعتاد على التعامل معنا ستعرف كم نحن طيبون!.. لم تزده كلماتها السخيفة الا غضباً.المهم.. فوض أمره الى الله وعاد لاستلام السيارة.كانت مهمة فحص السيارة صعبة للغاية تحتاج لعيني صقر يستطيع رصد العيوب حتى لا يحملونه اياها عند اعادتها.في النهاية دخل سيارته وقبل ان يدير الموتور اكتشف غياب المرأة الأمامية التي لا يمكن القيادة بدونها!.أين المراية يا بني؟.. ثانية واحدة معاليك، غاب الأفندي قليلا ثم عاد مبتسماً وفي يده المرأة ودخل وثبتها في مكانها.أين كانت؟ هل أخفيتموها لتحاسبوني عليها وكأنني أنا الذي أضعتها؟.. ابتسم في حياء مصطنع يليق بغانية ولم يرد. وضع المفتاح وحاول ادارة السيارة فلم يتحرك الموتور، جرب عدة مرات، لا فائدة.. صرخ على العاملين: تعال يا بني، السيارة لا تدور، الله يخرب بيوتكم.. خف اليه وجه جديد.. ما الموضوع يا معالي الباشا؟ الموضوع ان السيارة قطعة خردة لا تدور، فرد العامل كأنه تذكر شيئاً: آه عرفت، السيارة ليس بها بنزين، غاب لحظات ثم عاد يمسك بكوز حقير وصب مقدار فنجان بنزين داخل السيارة وقال: من الممكن هكذا ان تصل الى محطة الخدمة عند الناصية القادمة!!.. كاد صاحبنا ان يبكي من القهر.. لقد قام باستئجار سيارات في معظم عواصم العالم، ومن المتعارف عليه أنك تتسلم السيارة مملوءة بالوقود وتعيدها مملوءة.أما ان تتسلمها فارغة فهذه بدعة غير مسبوقة.وصل للمحطة وملأ السيارة بالوقود واندفع على الطريق مستبشراً ان الإجازة قد بدأت.لكن ما كاد يصل الى الطريق الصحراوي حتى سمع الموتور يزمجر وحشرجته تتزايد، ثم يتعطل وتقف السيارة. يوماً بأكمله أمضاه صاحبنا على الطريق بصحبة الميكانيكية والكهربائية والعفشجية.. في النهاية تم اصلاح السيارة ودفع صاحبنا مبلغاً جسيماً لاصلاح الكتاوت والكبالن والأنارخ الى آخر هذه الأسماء العجيبة!. فقد صاحبنا رغبته في الفسحة وانهارت أحلامه في الاجازة، وصار كل همه ان يستعيد ايصال الأمانة.. أعاد لهم السيارة مجددة ومملوءة بالوقود، وترك لهم مبلغ الايجار الذي دفعه وسمح لهم ان يصادروا مبلغ التأمين لأن السيارة بها تلفيات!! لم يجادل ولم يناقش.. استعاد ايصال الأمانة وخرج الى الشارع يغني: والله يا مصر زمان! «من كتاب: مصر ليست أمي.. دي مرات أبويا». نقلاً عن جريدة "الوطن"

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

GMT 02:12 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

«صاحبة الجلالة» ليست دائماً بريئة!

GMT 02:05 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرجيلة «حزب الله» وجمر إيران!

GMT 01:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

شرعية الإنجاز

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

والله يا مصر زمان والله يا مصر زمان



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon