توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
الأحد 23 شباط / فبراير 2025
  مصر اليوم -
أخبار عاجلة

نذالة مبكرة

  مصر اليوم -

نذالة مبكرة

مصر اليوم

  يتخرج المرء من الجامعة ويندفع الى الحياة العملية مفعم بالأمل ممتلئاً بالطاقة الروحية، حالماً بالأهداف والمثل العليا وراغباً في تغيير الكون. ومع أول احتكاك له بعالم العمل ودنيا الوظائف يلاحظ ان زملاء له حديثي التخرج مثله يتقربون ويتزلفون ويمسحون الأعتاب من أجل بلوغ الحظوة ونيل المكانة عند الكبار بما يؤهلهم لسرعة الترقي وتجاوز الآخرين! عندما حدث هذا معي منذ سنوات بعيدة فإن ثقتي اهتزت بالحياة ذاتها، ليس لأني كنت أفترض البراءة في البشر، ولكن لأنني تساءلت في فزع: متى تعلّم هؤلاء الصغار كل هذه الآليات المنحطة التي يمارسها الكبار متذرعين بألف حجة، كوجود مسؤوليات عائلية أو من أجل الحرص على تربية العيال وتأمين مستقبلهم الى آخر هذه الأعذار التي يمكن ان نفهمها دون ان نقرها أو نوافق عليها؟ أما الشاب الذي تخرج أمس من الجامعة وليس عنده أعباء أو مسؤوليات عائلية فما عذره؟ ومتى وأين تعلم كل هذا النفاق واللوع؟.. لقد كنا بالأمس نخرج في المظاهرات الجامعية نسب ونلعن أحياء وميّتين أو كل ما لا يعجبنا ومن لا يعجبنا، ولم نكن نبالي بالعواقب شأننا شأن كل الشباب الحي في جميع أنحاء العالم.. فمن أين أتى هؤلاء الخانعون؟ وهل كانوا حقاً زملاء لنا في الجامعة دون ان نلحظ وجودهم؟ المشكلة أننا كنا نشعر بالعجز ازاء الأساليب التي كانوا يبدونها في التملق والانحناء، وكنا نرى أنفسنا بلا حيلة حتى لو قررنا ان نكون مثلهم.. ذلك ان هذه المهارات تحتاج لصقل وتدريب ولا يمكن لمن كان ذا كرامة وكبرياء ان يفوز في مباريات من هذا النوع. الآن بت أعتقد ان الرومانسية والأحلام الثورية هي التي أعمت عيوننا عن رؤية ان جانباً لا بأس به من زملائنا كانوا يهتمون بالمذاكرة فقط ولا يشاركون في أي نشاط مما يميز الكائنات الحية كالرحلات والانشطة الاجتماعية ومجلات الحائط وممارسة الهوايات الرياضية والفنية والأدبية، والغريب ان هؤلاء المجتهدين الذين أصبحوا أوائل الدفعة كانوا محدودي الثقافة، ضيقي الأفق ولا يمتلكون النظرة النقدية للأمور على الرغم من الحرث اليومي في الكتب المقررة! ولا شك في ان نفس الرومانسية هي التي منعتنا من تصديق ان جانباً معتبراً من زملائنا كان يعملون مرشدين ومخبرين عند أجهزة الأمن وكانوا يكتبون التقارير عن النكت التي قيلت بكافيتيريا الكلية، والأشعار التي ألقيت، والأغاني التي تغنينا بها.. ولا شك في ان أولئك وهؤلاء هم الذين أتوا من الجامعة الى العمل متسلحين بأدوات العصر المنحطة المؤهلة للولوج الى المستقبل والقفز الى المراكز المتقدمة.. وهو ما حدث فعلاً! مع التقدم في العمر والتجربة لاحظت ان عدداً من الزملاء الذين ظلوا على احترامهم لأنفسهم لسنوات بدأوا يتساقطون من الإعياء بسبب طول المشوار وقلة محطات الراحة على الطريق، وبعد ان أفنوا العمر في الزرع ففي النهاية لم يطلع المحصول! ومن العجب أنني لم أشعر بالغضب من هؤلاء بقدر ما أشفقت عليهم مما أضاعوه من وقت وقد كان يمكنهم لو بدأوا مبكرين ان يحجزوا لأنفسهم نصيباً أكبر من الكعكة التي اتجهوا نحوها بعد ان صارت فتاتاً! وعندما أنظر الى الصورة بعد ما يزيد على ربع قرن من التخرج فإنني ألاحظ ان أصحاب الموهبة كانوا أكثر من غيرهم قدرة على مواصلة الطريق دون انحناء، ذلك ان الموهبة تفتح الأبواب وتعظم من الخيارات كما تقلل من الاحتياج للطرق الملتوية وتجعل صاحبها في غنى عن السلطة وذهبها.. وما زلت لم أتخلص حتى الآن من الدهشة بخصوص زملائي الأنذال الذين اكتسبوا المهارات المنحطة مبكراً في غفلة منا، بينما كانت قيم الحق والخير والجمال هي ما يشغلنا!   نقلاً عن جريدة "الوطن"

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

GMT 02:12 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

«صاحبة الجلالة» ليست دائماً بريئة!

GMT 02:05 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرجيلة «حزب الله» وجمر إيران!

GMT 01:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

شرعية الإنجاز

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نذالة مبكرة نذالة مبكرة



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon