توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
الأحد 23 شباط / فبراير 2025
  مصر اليوم -
أخبار عاجلة

ملوخية ودِمْعَة

  مصر اليوم -

ملوخية ودِمْعَة

أسامة غريب

وقفت تتلفت فى حيرة، وهى لا تدرى ماذا تفعل. كان مظهرها بالجلباب البسيط والطرحة الشعبية يشير إلى موقعها تحت بير سلم المجتمع. عندما لمحت جمعاً من الجنود، وفى أيديهم ساندويتشات الفول، التى أحضروها قبل عودتهم للمعسكر نادت عليهم: قل لى يا ابنى إنت وهو.. أريد أن أدخل لابنى حتى أطمئن عليه، وأعطيه الأكل، الذى أحضرته له. قال أحدهم: لا شأن لنا بموضوع الزيارات هذا، لكن يمكنك أن تذهبى للبوابة وتتفاهمى مع المسؤولين. قالت فى انكسار: ذهبت إليهم وطردونى بحجة أن اليوم ليس يوم زيارات مع أننى أعرف أن هناك زيارة استثنائية بمناسبة المولد النبوى. فى هذه اللحظة نهض من على القهوة القريبة رجل كان يتابع الحديث، واقترب منهم.. رجل يرتدى بدلة رخيصة مكوية بعناية، ويمسك بيده شنطة، وقال: ما الموضوع يا ست؟ أنا محامٍ، وأعرف الجميع هنا من أول مأمور السجن حتى أصغر عسكرى. نظرت إليه المرأة فى لهفة، وقالت: الله يعمر بيتك.. ولدى محبوس بالداخل، وقد أحضرت له الطعام.. قالت هذا، ثم أخرجت من السَبَت، الذى تمسكه، عمود الطعام الشعبى المصنوع من الألومنيوم، والمكون من عدة طوابق، ثم أكملت: طبخت له الأرز بالشعرية، الذى يحبه والملوخية الخضرا، وعملت له مع الملوخية دِمْعَة.. ابنى يحب الملوخية بالدمعة. نظر المحامى إلى العمود، وبدا أن لعابه بدأ يسيل فى الوقت، الذى تسمر فيه الجنود، وأنظارهم تخترق السلة. صرخ المحامى فى الجنود، وطلب منهم الانصراف، حتى يتفرغ للقضية التى سيباشرها. تفرق الجنود، وهم ينظرون نحوه فى غيظ وغضب، بينما سارعت المرأة قائلة: القضية انتهت يا أستاذ، وابنى نال ثلاث سنوات بعد أن اتهموه بتعكير السلام الاجتماعى. قال المتر: القضية الآن هى أن تدخلى لزيارة ابنك.  هل أنت جاهزة بالأتعاب؟. قالت فى فزع: أتعاب إيه؟ أنا بعت كل ما يمكن بيعه أثناء نظر القضية، وأعطيت الفلوس لجدع محامى يشبهك ويتحدث مثلك.. هل تصدق أننى شعرت بالراحة بعد صدور الحكم، لأنه أعفانى من بيع السرير والبوتاجاز.. ثم أجهشت بالبكاء، وهى تناجى ابنها: سامحنى يا ابنى.. سامحنى يا نور عينى. قال الرجل: دون فلوس لن أستطيع أن أفعل لك شيئاً.. هاتى أى حاجة. قالت فى انكسار: ليس معى سوى ثمن الميكروباص، الذى أعود به، أما صرف المعاش فلن يكون قبل أسبوع. رد فى استياء: وماذا عن الغويشة التى فى يدك؟ قالت فى أسى: قشرة وحياتك، ولا تساوى شيئاً. نظر إليها، وقال حانقاً: ولماذا لم تجلسى فى بيتك حتى صرف المعاش؟ قالت: ابنى وحشنى، عملت له لقمة وجئت لأزوره. أخذ الأفوكاتو يردد نظره بينها وبين العمود والسلة، ثم سألها فى صفاقة: وهذه السلة ماذا بها؟.. لحوم وأسماك وطيور؟ قالت: بها عيش. قال فى استنكار: عيش؟ يعنى لا يوجد معك سوى هذا العمود؟ قالت: نعم. مد يده وأمسك بالعمود، ثم فتح الطابق العلوى، وأخرج الأرز، ونزل على الطابق التالى، وأخرج الملوخية، وعرج على الأسفل، وخلط الدِمْعَة مع الملوخية، وصار يأخذ حفنة أرز فى يده، ثم يشرب ملوخية ودمعة. بعد أن أكل وشبع أخذها من يدها، ودخل بها على البوابة، وهمس لأحد الواقفين فسمحوا لها بالدخول. فى اللحظة نفسها كانت سيارة سوداء فارهة مسدلة الستائر تعبر الفناء، وبها الهانم والدة المجرم وأخوه المجرم.. ومن الأكيد أنهم لم يأخذوا منها ملوخيتها.. ودمعتها! نقلاً عن جريدة " المصري اليوم "

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

GMT 02:12 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

«صاحبة الجلالة» ليست دائماً بريئة!

GMT 02:05 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرجيلة «حزب الله» وجمر إيران!

GMT 01:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

شرعية الإنجاز

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ملوخية ودِمْعَة ملوخية ودِمْعَة



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon