توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

التاجر الوسطي الجميل

  مصر اليوم -

التاجر الوسطي الجميل

بقلم أسامة غريب

شىء لافت لاحظت تكراره عند كل مرة أكون فيها بصدد شراء سلعة ما سواء كانت أثاثا أو سجادا أو أدوات مكتبية أو كهربائية أو صحية أو أى شىء يخطر على البال. لاحظت أن المحل لا يعطيك فاتورة بالمبلغ الذى دفعته!.. المحال فى كل بلاد الدنيا تعطى للمشترى فاتورة تتضمن اسم السلعة ومواصفاتها والسعر المدفوع فيها، وبمقتضى هذه الفاتورة يستطيع الزبون أن يستبدل السلعة أو يقوم بإرجاعها ويحصل على فلوسه. أما هنا فإنهم عوضاً عن الفاتورة الطبيعية يقدمون للزبون ورقة مطبوعة بها اسم المحل وتفصيلات السلعة، لكن تعلوها جملة عجيبة من الواضح أن التجار اتفقوا أو توافقوا عليها ووجدوا أنها تحقق لهم المراد. هذه الجملة تقول: «المطلوب من السيد فلان مبلغ كذا..»، ويقوم البائع بكتابة اسم المشترى، ثم يطوى الورقة ويقدمها للزبون مع ابتسامة وداع!. المسخرة فى هذه الورقة أنها لا تعنى أن الزبون دفع المبلغ وأن المحل تلقاه، لكنها تعنى بوضوح أن هذا المبلغ مطلوب من الزبون، وبطبيعة الحال لا يستطيع المشترى أن يستبدل أو يرجع السلعة، كما لا يستطيع أن ينازع التاجر بالقانون، لأن الورقة التى فى حوزته لا تثبت سوى أنه مدين للمحل!.

عندما استفسرت عن سبب هذه الورقة المضروبة الخالية من المعنى قام أولاد الحلال بتوضيح الأمر على أنه محاولة ذكية للتهرب من الضرائب ابتدعها التجار الذين لا يرون داعياً لسداد ضرائب لحكومة لا تقدم لهم خدمات. كدت ألتمس للتجار بعض العذر لولا أننى كنت بصدد شراء بعض الأشياء من محل شهير بشارع عباس العقاد بمدينة نصر، وبعد سداد الثمن فوجئت بالبائع المهذب يطلب منى الاسم كاملاً ورقم التليفون، ثم بعد أن قام بتدوين البيانات طلب منى التوقيع على الورقة. سألته فى دهشة: علام تريدنى أن أوقع؟ قال: أريد توقيع سيادتك على أنك تسلمت السلع المكتوبة فى الفاتورة. قلت وقد استبدت بى الدهشة: هل هذه طريقة جديدة للبيع والشراء؟ منذ متى يقوم الزبون الذى يدفع ثمن أشيائه نقداً بالتوقيع بالتسلم؟.. الطبيعى أن أعطيك الفلوس وأحصل على سلعتى مع الفاتورة وأرحل، وكان يمكن أن أفهم مسألة التوقيع بالتسلم لو أنك تقوم بتوصيل السلعة إلى المنزل «ديليفرى».. ثم إن هذه الورقة التى قمت لتوك بملئها من أصل وصورتين ليست فاتورة دالة على السداد، وإنما هى ورقة سخيفة مكتوب بها: المبلغ المطلوب من السيد فلان هو كذا.. وتوقيعى على هذه الورقة بصيغتها الشيطانية هذه تعنى أننى أقر بعدة أشياء: أولاً بأننى تسلمت السلعة الموضحة، وثانياً بأننى لم أدفع لكم مقابل ما أخذت، ولكن مطلوب منى سداد هذا المبلغ!. ارتبك البائع وقال إن كل الناس تقبل هذه الورقة دون نقاش، ثم نادى على مديره الذى حاول تبرير المسألة بكلام فارغ أكد لى أنهم نصابون حتى النخاع. وبطبيعة الحال اضطروا أن يكتبوا لى فاتورة حقيقية من دفتر موجود لديهم، ولا يستعملونه مطلقاً.

خرجت من المحل وأنا مهموم وحزين، لأن الأمر تخطى هنا مسألة التهرب الضريبى إلى النصب العلنى، وذلك بالحصول من الزبون على شهادة موقّعة تفيد بمديونيته لهم، رغم أن فلوسه تقبع فى خزانتهم!.

GMT 05:27 2019 الجمعة ,15 آذار/ مارس

لماذا يسرق الأغنياء؟

GMT 03:59 2019 الجمعة ,08 آذار/ مارس

العلماء يا سادة

GMT 00:56 2018 السبت ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل المجانية هى سبب الخراب؟

GMT 06:45 2017 الجمعة ,14 تموز / يوليو

مَن الذى سرق الدَّكَر؟

GMT 06:11 2017 الجمعة ,07 تموز / يوليو

ترامب وبدائل داعش

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

التاجر الوسطي الجميل التاجر الوسطي الجميل



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon