توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«على عهدك وباقى»

  مصر اليوم -

«على عهدك وباقى»

بقلم : أسامة غريب

كتب كثير من الشعراء والأدباء عن الزهور والورود والمروج الخُضر، وقد مثلت الطبيعة، خاصة جانبها الزراعى، إلهاماً لا ينقضى على طول الزمان. وعلى قدر ما سمعت وقرأت أشعاراً وأغنيات عربية وأجنبية فى هذا الجانب لم أعرف أعذب ولا أروع من أغنية «زرع الشراقى» التى كتبها الشاعر فؤاد قاعود ولحنها الموسيقار سيد مكاوى. تشعر وأنت تقرأ كلماتها أو تستمع لها مغنّاة أنها صادرة من قلب مُحِب يجيد الاعتناء بمن يحب ولا يكتفى بتعديد محاسنه من بعيد. يقول قاعود: «اتقل فوق عيدانك واكبر يا زرع الشراقى.. ده صباحك منوّر يا أخضر والخير فى اللى ساقى».. هذه أمنية فلاح يقف فى الحقل منتشياً بزرعته داعياً لها بصباح منير، وهو فخور بنفسه أيضاً لأنه من زرعها. وزرع الشراقى هو مصطلح يعرفه الفلاحون الذين يميزون كل أنواع الأرض بتسمية مختلفة فهناك الأرض البكر والأرض البور والأرض الشراقى وهكذا. تتميز الأرض الشراقى بأنها تحتاج للرى بعد الحصاد مباشرة للحفاظ على خصوبتها. «يا صغيّر يا زرع إيديا أنا ساقى التقاوى غناوى.. وح أضمك برمش عينيا من كُتْر اشتياقى»، هذا وصف بديع لا مثيل لروعته إلا فى الآداب العظيمة.. إن وصف الزرع بالصغير يعنى أنه جميل بالضرورة، فها هو محمود درويش يقول فى إحدى قصائده: عندما كنت صغيراً وجميلاً كانت الوردة دارى والينابيع بحارى. كما أن ليدى ماكبث فى رائعة شكسبير تقول: إن كل العطور العربية لا تستطيع أن تطيّب هذه اليد الصغيرة. هذه السيدة فى ذروة تأنيب النفس لا تنسى أن تدلل يدها بوصفها بالصغيرة، كذلك فؤاد قاعود يتحدث إلى زرعه الصغير الذى غنَى لتقاويه وهو يغرسها وتعهد له أن يضمه برموش عينيه من فرط اشتياقه. «نوار الحنان خبيته من خوفى عليه بكفوفى.. والعود الجميل حبيته من يوم التلاقى»، والنوار الذى خبّأه بكفوفه هو الزهرة عند تفتحها، وكذلك العود الذى يحمل الزهرة قد وقع فى غرامه منذ البداية. «يا زرع الصباح يا منوّر محبوبى هواه مطلوبى.. وحاضمك لحد ما تكبر، على عهدك وباقى» لا يحتاج الكلام لشرح، فالشاعر أو الفلاح يتعهد لنبتته بالرعاية حتى تكبر. بقى أن نقول إن فؤاد قاعود هو واحد من أعظم شعراء العامية بيد أن معرفة الناس المحدودة به تعود إلى زهده وإيثاره الابتعاد عن الضوضاء، كما أنه لم يسع ليغنى له المطربون فلم يعرفه الجمهور كما عرف صلاح جاهين وسيد حجاب، ولم يكتب أوبريتات لحسنى مبارك مثلما فعل الأبنودى، فعاش ومات خافت الصوت عظيم الأشعار. أما عن اللحن البسيط الآسر لعم سيد مكاوى فإننى أدعو القراء لسماع هذه الأغنية وليحكموا بأنفسهم كيف استطاع هذا الرجل أن ينقل المعانى بعبقرية موسيقية مذهلة. ولا أنسى المجموعة التى غنت الأغنية ومنهم وفاء محمد مصطفى وصفاء يوسف لطفى وسناء البارونى اللاتى شكلن فرقة الثلاثى المرح، وقد ذاع صيتها فى الستينيات وتبناها على إسماعيل.

المصدر : صحيفة المصري اليوم

 

GMT 07:32 2017 الثلاثاء ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

هذه المعارك التافهه!

GMT 07:29 2017 الثلاثاء ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

المنطقة المأزومة

GMT 07:28 2017 الثلاثاء ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

شريط الأخبار

GMT 07:44 2017 السبت ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

ترويع الآمنين ليس جهاداً

GMT 07:43 2017 السبت ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

الصين ترفع رئيسها إلى مستوى ماو !

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«على عهدك وباقى» «على عهدك وباقى»



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon