توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

من قلب مانهاتن

  مصر اليوم -

من قلب مانهاتن

أسامة غريب


كنت أسير بالشارع 42 فى قلب نيويورك أتأمل لافتات العروض المسرحية التى تملأ المنطقة لأختار منها عرضاً أقضى معه السهرة، عندما سمعت صوتاً ينادى من بين الزحام: أستاذ غريب..أستاذ غريب. هل تنادينى؟.. تساءلت. رد الرجل الخمسينى: نعم أولست أنت فلاناً؟ قلت: بلى..أنا هو. قال: أهلاً بك فى نيويورك. شكرته وسألته إذا كان يقرأ لى، فأجاب: حتى الأسبوع الماضى لم أكن قد سمعت بك، لكن بعض الأصدقاء أشاروا نحوك عندما كنت تجلس فى المقهى الخميس الفائت، وانقسمت آراؤهم إزاءك ما بين مُحب متحمس وناقم متأفف!. ابتسمت قائلاً: لن تستطيع أن ترضى الجميع وأنا متعود على وجود المحبين والغاضبين. قال: بعد ذلك بدأت أدخل على النت لأقرأ لك وأتعرف عليك. قلت فى ود: وماذا وجدت؟ رد: لن أجاملك..أنا غاضب أشد الغضب مما قرأت لك.
لم أعلق وتركته يكمل: قرأت لك مقالاً تحدثتَ فيه عن أن الناس فى نيويورك يتبولون فى محطات مترو الأنفاق ويملأون المصاعد داخله بالبول الفائح.. فهل هذا يصح؟ سألته فى دهشة وقد أثار كلامه فضولى: ماذا تقصد بهل هذا يصح؟ أن يتبولوا فى المترو أم أن أتناول هذا بالكتابة؟ قال: هل يصح أن ترمى نيويورك بهذا الكلام المسىء؟ ألم تجد فى هذه المدينة العظيمة ما يثير قلمك سوى هذه الملحوظة التى تمثل تجنياً وافتراء؟. كان الرجل يتحدث مدافعاً عن المدينة ببسالة وأنا أنظر إليه متعجباً..هذا الشخص لم يقرأ لى، وذلك الذى يتحدث عنه لم أكتبه فى مقال يصف نيويورك كما يزعم، لكنه مجرد تغريدة سريعة على تويتر كانت وليدة تجربة صادقة بعد أن ضاق صدرى وتشبع أنفى بالبول المعتق الذى يتميز به مترو أنفاق نيويورك أكثر من أى مدينة أخرى. أحسست بالضيق وأردت إنهاء المحادثة فقلت له: ربما نلتقى مرة أخرى فأشرح لك الأمر، لكنى الآن على موعد لا أريد تفويته فاعذرنى.

قال: لا.. أرجوك لا تنصرف قبل أن توضح لى الأمر لأن ما كتبته جرحنى كمواطن يعتز بجنسيته الأمريكية كما يعتز بمصريته. قلت وقد بدأت أتغير: وهل هناك مَن خدش أو لطّ كبرياء سيادتك الوطنى؟ هل أنت قيّم على هذا المدينة وقد تركها عمدتها فى رعايتك حتى يعود من العمرة؟ هل تستطيع أنت أن تدخل إلى هذه المحطة و(أشرت إلى محطة تايمز سكوير) دون أن تسد أنفك من الرائحة الكريهة؟ قال: حتى لو كان ما تقوله صحيحاً فإن الكتابة لها أصول، والقلم مسؤولية، ولا يجب أن تستخدمه فيما يجرح الناس. نظرت إليه فى ذهول وقد أدركت أن حالته متأخرة وقلت فى هدوء: قل لى يا أستاذ.. من أنت وماذا تعمل؟ قال: أنا أقف هنا أبيع تسالى ومقرمشات. قلت وقد عاودنى الابتسام: طب بص يا بتاع المقرمش.. أنت هنا فى بلد حر ومن حق أى إنسان أن ينتقد أوباما نفسه وليس فقط محطات المترو، فكيف تكون فى أمريكا وتتحدث مثل مقدمى برامج التوك شو فى مصر؟ قال: افرض أن أخى بمصر قرأ ما كتبت.. ماذا يقول عنى.. إنه قد يظن أننى أعيش فى مكان قذر!. قلت وقد وصلت لآخرى: حقك علىّ أنت وأخوك وعائلتك كلها. قال: هذا لا يكفى! قلت: قاضنى إذن يا ابن المجنونة.. قلت هذا وانطلقت أعدو بعيداً قدر المستطاع خشية أن يلحق بى فيدمر ما تبقى من الليلة!

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

GMT 02:12 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

«صاحبة الجلالة» ليست دائماً بريئة!

GMT 02:05 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرجيلة «حزب الله» وجمر إيران!

GMT 01:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

شرعية الإنجاز

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

من قلب مانهاتن من قلب مانهاتن



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon