توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

تجديد الخطاب الدينى

  مصر اليوم -

تجديد الخطاب الدينى

أسامة غريب

فى جلسة جمعتنى ببعض الأصدقاء تساءل أحدهم عن الرأى فى موضوع تجديد الخطاب الدينى الذى ازداد الحديث واللغط بشأنه فى الآونة الأخيرة. عندما أدليت بدلوى فى الموضوع تساءلت: هل يريد الذين طرحوا موضوع التجديد هذا تجديداً حقيقياً يشتمل على تطوير الخطاب الدينى وإعلاء قيم الحق والعدل والمساواة التى نص عليها الدين، أم أنهم يريدون تنقية الخطاب الدينى من الخرافات والشعوذة وكراهية الآخر حتى نضع مكانها أفكاراً أخرى وشعوذات جديدة تعمل فى خدمة السلطة وتأييد كل ما يصدر عنها بصرف النظر عن مطابقته أو مخالفته لصحيح الدين؟ بمعنى آخر هل النية خالصة فى هذا الأمر، أم أن المطلوب فقط هو أن تنهض المؤسسة الدينية لمؤازرة فريق سياسى يحوز السلطة اليوم ضد فريق آخر فقد السلطة ويحلم باستعادتها مستعيناً بجنوده من الدعاة وبصفوفه الخلفية من الشيوخ والأئمة وحملة كتاب الله؟. واقع الأمر أننى أتصور أن أفضل ما يمكن عمله فى هذا الموضوع هو أن نترك للناس دينهم كما هو دون أن نعبث به بحجة تطويره، أما مسألة التفسير العقلانى المطلوب من الشيوخ المستنيرين فهى سلاح ذو حدين وقد لا تحتمل السلطة آثاره، لأنه قد يأخذ الناس فى سكة رفض الظلم ونبذ الخضوع والاستكانة لأولى الأمر، وهى الأشياء التى أرستها السلطة منذ مئات السنين عن طريق شيوخ قاموا بتطوير الخطاب الدينى على نحو منحط كفل للملوك والحكام أن يعبثوا بمقدرات الأمة فى حماية التفسيرات التى تمنع معارضتهم وتقصف رقبة من يفكر فى محاسبتهم!

الأجدى لتحييد التفسيرات التى يراها البعض ظلامية ولا تتفق مع قيم العصر الحديث هو اعتناق قيم الديمقراطية وتبنى مفاهيم العدالة وإشاعة السماحة فى المجتمع، ومن أهم تجلياتها تداول السلطة وعدم التشبث بكراسى الحكم. لو حدث هذا فإن القانون سيكون سيداً على الجميع كما هو الحال فى البلاد التى سبقتنا فى التقدم التقنى وفى نوع الحياة التى يحياها الناس والتى تتضمن حقوقاً أساسية لا يتنازل عنها البشر مثل الحرية والكرامة. تحت ظلال الحرية والمساواة لن يضير الناس أن يتطرف البعض وأن يعتنق بعضهم تفسيرات بها مغالاة وشطط، فهؤلاء موجودون فى كل المجتمعات الحية ووجودهم لا يهز الدولة ولا يغير مسار الحياة. على سبيل المثال هناك نص فى القرآن يتعلق بقطع يد السارق.. الذين يطالبون بتجديد الخطاب الدينى يريدون نوعاً من الشيوخ يلوى عنق النص لينفى عن الإسلام أنه يقضى بقطع يد السارق حتى يكون الإسلام «شيك» ومقبول الشكل أمام الخواجات!.. هذا كله كلام فارغ. الأجدى أن تترك للناس دينهم دون العبث به وتمضى فى إصلاحاتك الدنيوية التى ستجعل الناس يفهمون من الدين روحه ومغزاه، وبالتالى يقل احتياجهم واعتمادهم على الشيوخ.. صالحهم وطالحهم.

أما تجفيف منابع التطرف وتجديد الخطاب الدينى مع بقاء الأوضاع السياسية والاقتصادية على ما هى عليه، فإنه وفى أحسن الظروف ومع افتراض أن الدين لم يتجدد فقط لكنه تلاشى وانتهى تماماً وتم محوه من العقول والقلوب.. لو افترضنا أن هذا قد حدث ولم يعد لدينا دين بالمرة فإننا لن نكون فى طريقنا لنصبح سويسرا، لكننا عندما ننظر فى المرآة وقتها سنبصر كوريا الشمالية!

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

GMT 02:12 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

«صاحبة الجلالة» ليست دائماً بريئة!

GMT 02:05 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرجيلة «حزب الله» وجمر إيران!

GMT 01:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

شرعية الإنجاز

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تجديد الخطاب الدينى تجديد الخطاب الدينى



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon