توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

هل من سياسة خارجية سعودية جديدة؟

  مصر اليوم -

هل من سياسة خارجية سعودية جديدة

عبد الرحمن الراشد


لم يظهر بعد ما يدل على أن المملكة العربية السعودية تنوي السير في سياسة مختلفة، جزئيا أو كليا، في علاقاتها وتعاملاتها حيال الشؤون الخارجية. والمألوف أن السياسة السعودية ثابتة، لكن العالم من حولها تغير كثيرا، وبالتالي ليس من الضروري أن تبقى سياسة الدولة كما هي، خاصة بوجود رأس جديد للقيادة. فالملك، فعليا، هو صاحب القرار الأخير. ومع هذا، ومن معرفتنا المتراكمة، أستبعد أن نشهد تغيرات دراماتيكية حيال القضايا الرئيسية، لأسباب ترتبط بطبيعة صناعة القرار داخل الدولة، والأهم لأنها ترتبط بمصالحها العُليا. والسعودية لا تشبه قط نظاما فرديا، مثل نظام معمر القذافي في ليبيا، أو صدام حسين في العراق، أو علي عبد الله صالح في اليمن، أو مثله في المنطقة، تلك الأنظمة يقررها شخص واحد وفق رغبته الشخصية.
أما في الرياض فتوجد مؤسسة حكم، ولها تقاليد في اتخاذ القرار. الملك هو رأس الدولة، وصاحب القرار الأخير، إلا أن صناعة القرار تأخذ طريقا طويلا، ويسهم فيه أكثر من جهة حكومية. وأشهرها قرار الملك فهد، رحمه الله، بالدخول في الحرب من أجل تحرير الكويت، واستدعاء القوات الأميركية، كان قراره، لكنه لم يتخذه إلا بعد مراجعات واستشارات مع وزارات، وكبار أفراد الأسرة، وبعد أن حصل على تعهدات مكتوبة ألزمت الجانب الأميركي بحق الملك أن يطلب خروجهم متى ما شاء من الأراضي السعودية. مثلها، تتخذ معظم القرارات، أعني تلك التي لها تبعات كبيرة داخلية أو خارجية، تمر على محطات كثيرة لإبداء الرأي قبل أن يوقعها الملك، ولهذا تنتقد السعودية في الإعلام بأنها بطيئة الحركة وبطيئة القرار.
بتولي الملك سلمان بن عبد العزيز الحكم، صار صاحب القرار الأخير في الشؤون الخارجية، وعلينا أن ننتظر، ونراقب، لكن حدسي ستكون التغييرات، إن حدثت، فرعية أو تفصيلية، لأن الملك الجديد نفسه كان جزءا من صناعة القرار في كل العهود السعودية الماضية، ليس بصفته الوظيفية كأمير منطقة الرياض، بل لأنه من أركان الحكم منذ الستينات، وكان له مقعد في اللجان العليا التي تعد القرارات الرئيسية. لهذا نفترض أنه يعرف تفاصيل الملفات المختلفة، ومبررات تبني قراراتها، وهو شخصيا مهتم بالشأن السياسي الخارجي لنحو خمسة عقود.
والملفات التي ستكون تحت أعين السياسيين خارج السعودية، ترصد أي تحولات بشأنها، كثيرة جدا. والحقيقة أن الملك سلمان هو أول ملك يفتتح عهده بمثل هذا الكم الهائل من القضايا والتحديات الإقليمية والدولية الخطيرة جدا، التي كلها تتطلب رعاية منه، وليس فقط من الجهاز البيروقراطي، الذي تمثله الوزارات والأجهزة المختصة. أبرزها، الأزمة السورية، والعلاقة مع النظام السياسي في بغداد، والقوى العراقية الأخرى، وإشكالية «داعش» ومثيلاته، والخطر الذي يهدده لشمال المملكة. وهناك اليمن الذي يعيش مرحلة حسم، الأخطر منذ سقوط الإمامة في مطلع الستينات. وهناك التحدي المعقد والمتعدد الجبهات، يتمثل في التمدد الإيراني المطبق على السعودية في الشمال والجنوب، من العراق واليمن، وعبر البحرين وبعض القوى الشيعية الأخرى الموالية في الخليج. يقابله، محاولة جماعة الإخوان، السنية، إقامة نظام منافس للسعودية، في أنحاء المنطقة، رغم ضعفهم بسبب فشلهم في حكم مصر، ونتيجة لقمع محاولاتهم في الخليج، وتحجيم حلفائهم. هناك قضايا، وإن بدت بعيدة جغرافيا إلا أنها مرتبطة بأمن المنطقة عضويا وفكريا، مثل ليبيا، وتركيا. وهناك التحدي الجديد للمملكة، أن تنقلب سياسة الولايات المتحدة، فتنفتح على إيران ضمن مصالحة إنهاء الملف النووي، وقد تكون على حساب مصالح دول الخليج، خاصة مع تراجع أهمية النفط في القرار السياسي الأميركي. والعلاقة بواشنطن هي الأهم للسعودية على مستويات مختلفة، وقد وهنت خلال السنوات الماضية، منذ الغزو الأميركي للعراق. ولعل زيارة الرئيس باراك أوباما على رأس وفد كبير كانت رسالة إيجابية صريحة دشن بها عهد الملك سلمان.
ولا ننسى بين الملفات التي تنتظر الملك، العلاقات الخليجية الخليجية التي تعاني من اختلافات تفصيلية، تسببت في الفوضى، والصدام غير المباشر بين دول المجلس في أنحاء المنطقة. أما بالنسبة لمصر، فأعتقد أن الموقف السعودي راسخ، خصوصا أن الملك سلمان ضليع في هذا الملف أكثر من غيره، في عهود عبد الناصر والسادات ومبارك. وهناك إشكاليات فكرية سياسية، مثل الدور السعودي في قيادة العالم الإسلامي الذي تحاول قوى أخرى أن تنازعها على قيادته، ودورها في تحصين الإسلام من المتطرفين المسلمين، ومن القوى المعادية للمسلمين.
كيف ستبحر السفينة؟ الأمر بيد رُبَّانِها الجديد، وهي قد تكون فرصة، ليس للسعودية لتغير موقفها، بل لبعض الدول، والأطراف الأجنبية، لتمد يدها، وتبدأ مع الملك الجديد مرحلة جديدة.

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

GMT 02:12 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

«صاحبة الجلالة» ليست دائماً بريئة!

GMT 02:05 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرجيلة «حزب الله» وجمر إيران!

GMT 01:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

شرعية الإنجاز

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هل من سياسة خارجية سعودية جديدة هل من سياسة خارجية سعودية جديدة



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon