توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

من "إخوان السبلة" إلى "داعش"

  مصر اليوم -

من إخوان السبلة إلى داعش

عبد الرحمن الراشد

«داعش» و«جبهة النصرة» و«القاعدة» ومثيلاتها، ليست في حقيقتها دولا بالمعنى الذي نفهمه، بل هي فكرة اسمها التطرف، يجتمع تحت راياتها من يتفق معها، يناصرونها بأشكال مختلفة، بالرصاصة أو الدولار أو الكلمة أو العاطفة. وهناك متطرفون ربما ضد حمل السلاح، لكنهم يلتقون مع جماعات العنف في الفكرة والهدف النهائي، وإن اختلفوا معها في الوسائل.

وبخلاف الشائع في التحليل السياسي، فإن التطرف والمتطرفين دائما كانوا يمثلون الخطر على المملكة العربية السعودية، إلا أن هذه الحقيقة تضيع في بحر الاتهامات، وتشتبه الصور على أكثر الناس فهما لأوضاع منطقة الشرق الأوسط، والسعودية تحديدا. وهذا الفهم التاريخي الخاطئ، للصديق والعدو، لم يعد مقصورا على الأجانب، وغوغائيي الدعاية العربية، بل تسلل إلى الداخل السعودي، وصار يصدقه البعض ويروج له المتشددون. في رأيي التطرف هو أكبر خصم، وأعظم خطر على السعودية، ولهذا من المصلحة محاربته بشكل منهجي ومؤسساتي، وبشكل مستمر.

تاريخيا، المعارك التي اضطرت السعودية إلى خوضها داخليا، كلها بلا استثناء، كانت ضد المتطرفين الدينيين، والاستثناء الوحيد كان تهديد الحركة الناصرية التي لم ترق إلى مستوى الخطر. بدأت أول مواجهة مع المتطرفين دينيا بعد 17 عاما من تأسيس المملكة العربية السعودية. كانوا يعرفون باسم «الإخوان»، ويشبهون «داعش» اليوم في غلوه وقسوته. أعلنوا رفضهم مفهوم الدولة الحديثة والعلاقات الدولية وقرروا الخروج على سلطة الملك عبد العزيز، وهاجموا العراق. اشتبكوا مع العشائر العراقية والقوات البريطانية، وتمكنوا من بث الرعب في تلك المناطق، وأسقطوا إحدى الطائرات البريطانية الحربية، وفق ما ذكره غلوب باشا. وبعد عجزهم، استدار المتطرفون وهاجموا مناطق سعودية، وسلبوا طرق التجارة. وبعد أن فشل الملك عبد العزيز في إقناعهم قاتلهم حتى قضى عليهم.

تلتها موجات احتجاجية متفرقة تحدت الدولة في كل مرة تجري فيها عمليات تحديث للبلاد، من إدخال نظام البرقيات، إلى التلفزيون، وتعليم البنات. وفي السبعينات فاجأوا الجميع فجر يوم باحتلالهم المسجد الحرام في مكة المكرمة، وأعلنوا ثورتهم، ودامت الأزمة أسبوعين وانتهت بهزيمتهم ومئات القتلى. وقد قدم الزميل الأستاذ مشاري الذايدي تحليلا رائعا، في هذه الجريدة، في سلسلة مقالات بعنوان «ربع قرن على حركة جهيمان».

وتكررت المواجهات مع المتطرفين في التسعينات، سياسيا، وإعلاميا، وميدانيا، حيث قاموا بتنفيذ عدد من التفجيرات المتفرقة. إلا أن المواجهة الكبرى، والأخطر، في تاريخ المملكة، وقعت في عام 2003 مع تنظيم القاعدة، ودامت الحرب نحو ست سنوات، وشملت أنحاء المملكة، واستهدفت المصالح الحكومية والسفارات الأجنبية والمنشآت النفطية، والمدنيين بشكل عام. وها هم المتطرفون يعودون في ثوب جديد اسمه «داعش»، ونفذوا بضع عمليات مفتتحين عهدا جديدا من الدم.

هذه مراجعة تاريخية سريعة لسيرة التطرف الإرهابي في السعودية، والتي تبين كيف أن التطرف، والمتطرفين، فقط وحدهم دون غيرهم، شكلوا الخطر الدائم على الدولة، وليس كما يقال، ويعتقد، أنهم السند الفكري والشعبي، دون إدراك أن التطرف، كفكرة، وأدوات، وجغرافيا، وسياسة، يمثل خطرا وجوديا حقيقيا، ودون فهم أن التطرف الآن يتغلغل ويبشر بأفكاره، ليس بالضرورة باسم «داعش»، وأن البعض يصبحون من أتباع هذا المذهب تحت عناوين عادلة وإنسانية أو دينية، مثل سوريا وفلسطين وباريس، وبورما التي تستغل لنشر فكرهم، وسلطتهم على المجتمع، وتعظيم دورهم، وهم دائما سيجدون من القضايا ما يسهل عليهم استغلاله.

خطر غول التطرف على السعودية عمره تسعون عاما، لكنه اليوم أخطر من أي يوم مضى، وقد أصبح مشكلة عالمية، وسعودية، تتطلب ما هو أكثر من العلاج الأمني. والمشكلة أصبحت مزدوجة، كماشة بفكين، بين خطر المتطرفين وخطر الغاضبين من المتطرفين.

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

GMT 02:12 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

«صاحبة الجلالة» ليست دائماً بريئة!

GMT 02:05 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرجيلة «حزب الله» وجمر إيران!

GMT 01:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

شرعية الإنجاز

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

من إخوان السبلة إلى داعش من إخوان السبلة إلى داعش



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon