توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الخيارات الصعبة (1 - 2)

  مصر اليوم -

الخيارات الصعبة 1  2

عبدالرحمن الراشد

يروي وزير الخارجية الأميركي السابق روبرت غيتس، في كتابه «دوتي»، الجدل الذي سبق قصف إسرائيل للمفاعل النووي عقب اكتشافهم في عام2007 أن النظام السوري كان يبنيه خفية بالتعاون مع إيران وكوريا الشمالية. يقول إن الجدل تكرر بين أركان الإدارة الأميركية حول كيفية التعامل مع هذا التطور الخطير. كان رأي غيتس الخيار الدبلوماسي، والضغط على الرئيس بشار الأسد ليوقف المشروع ويتخلص من برنامجه النووي. وكان رأي نائب الرئيس ديك تشيني، ووزيرة الخارجية كوندوليزا رايس، وآخرين، الحل العسكري، بتدميره. أما رئيس وزراء إسرائيل حينها، أولمرت، فقد حذرهم من أنه لن يجلس متفرجا. ويقول غيتس إن حجته كانت مخاوفه من ردة الفعل العربية، وتوسيع الحرب في العراق، وفتح حرب سورية مع إسرائيل، وفوق اعتراضه اقترح غيتس على بوش أن يحذر الإسرائيليين بعدم قصف المفاعل السوري! اختصارا للرواية الطويلة، قصف الإسرائيليون الموقع النووي ولم يفعل الأسد شيئا، بل قام في الليل بنقل حطام المبنى وإخفائه.
العبرة من هذه القصة أن التعامل بتأن شديد مع الخطر الحقيقي الداهم قد لا يكون أفضل الخيارات. ولو أن الرئيس بوش، حينها، استمع لوزير حربه ومنع تدمير مفاعل الأسد لكان السوريون اليوم في ورطة أعظم، وصارت المنطقة كلها رهينة له؛ فالتاريخ الطويل من التمهل والتساهل مع إيران أوصل الولايات المتحدة أخيرا إلى مرحلة الانحناء لنظام خامنئي بتقديم الهدايا والتنازلات من أجل إقناعه بالتفاوض فقط!
دبلوماسية السلحفاة مع سوريا وإيران أوصلت الأمور إلى هذه المرحلة المعقدة والخطيرة، كما أن التهاون الخطير حيال تضخم تنظيم القاعدة، كأفراد وجماعات وتدريب وتسليح في سوريا، وسع التهديد إلى عموم الإقليم، وربما العالم. «القاعدة» اليوم صارت، كقوة، عشر مرات أقوى مما كانت عليه آنذاك، بسبب الركون إلى الحل الدبلوماسي، والاكتفاء بإرسال الدقيق والأدوية والكشافات الليلية، وغيرها من ألعاب الأطفال للجيش الحر. في الواقع إنه أكبر خطأ ارتكبته الحكومة الأميركية منذ هجمات 11 سبتمبر (أيلول) 2001.
من أجل مقاتلة «القاعدة» في سوريا، يوجد حل عملي وحيد، وهو البديل عن التورط المباشر، وذلك بتقوية المعارضة السورية المعتدلة، وبناء تحالف دولي يساند السوريين ضد نظام الأسد، وضد قوى «القاعدة» المنتشرة. وليس مطلوبا من الأميركيين، أو غيرهم، أن يرسلوا قوات قتالية، بل يكفي دعم السوريين على الأرض وتمكينهم من مقاتلة النظام و«القاعدة» معا، حتى يشعر النظام بأنه سيخسر الحرب، حينها سيفاوض على الرحيل.
السير ببطء سمح لورم «القاعدة» بأن يتعاظم، ونتيجته النهائية أسوأ من كل ما نراه، سوريا تغرق أكثر في الحرب، والمذابح أصبحت أرقامها فلكية، والدول المجاورة سيضربها الزلزال بسبب ملايين اللاجئين، و«القاعدة» اليوم بجيش ضخم، ومتعدد التنظيمات والجنسيات. وقد دفع السوريون الثمن بسبب التلكؤ والخذلان، ولاحقا سيدفع العالم الثمن أيضا، للسبب نفسه.
"الشرق الأوسط"

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

GMT 02:12 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

«صاحبة الجلالة» ليست دائماً بريئة!

GMT 02:05 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرجيلة «حزب الله» وجمر إيران!

GMT 01:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

شرعية الإنجاز

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الخيارات الصعبة 1  2 الخيارات الصعبة 1  2



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon