توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

حملات قطرية ضد أبوظبي

  مصر اليوم -

حملات قطرية ضد أبوظبي

بقلم : عبد الرحمن الراشد

  كثيرون يلحظون الحساسية المفرطة غير المبررة عند القيادة القطرية، التي تعاني من عقدتها مع السعودية؛ كونها دولة صغرى، ومع الإمارات من عقدة النجاح والحضور الدولي.

قبل الخصومة، وقبل قطع العلاقات في الخامس من يونيو (حزيران) عام 2017، كانت قطر تنظر إلى دولة الإمارات كمنافسة لها في الرياض، عاصمة الجارة الكبرى. جرّبت الانفراد بالسعودية التي تراها فيلاً نائماً، حاولت الصعود على هذا الفيل المهم إقليمياً ودولياً، وفشلت. الدوحة استمرت تلعب دور المنافس في التعامل ومحاولة فرض مشاريعها التي هي أكبر من قدرات قطر مثل محاولة تغيير النظام في مصر. وقد غلب التوتر والخلاف على العلاقات بين قطر والسعودية في عهود ثلاثة ملوك سعوديين.

على العكس من ذلك، وفي مسألة التقارب مع الرياض، لاحظنا أن أبوظبي سارت بأسلوب الشراكة تقريباً في كل المجالات وتحاشت الخلافات. استمرت العلاقة بينهما سلسة حتى في الملفات التي قد لا يتفق عليها، مثل رغبة السعودية حينها في تحويل مجلس التعاون الخليجي إلى مجلس اتحاد، أبوظبي لم تقتنع به، لكنها لم تحاربه أيضاً. وفِي سنة الاضطرابات الكبرى، الربيع العربي 2011، جرى تنسيق عالٍ لتجنيب البحرين من تيار الشارع الموالي لإيران والذي دعا لإسقاط النظام. ففي الوقت الذي لعبت قطر دوراً معرقلاً وسلبياً، اعتبرت السعودية أمن البحرين من أمنها، وساندتها الإمارات. وتعاون البلدان على إنقاذ البحرين، ونجحا. وفي أزمة اليمن، قطر لعبت دوراً إيجابياً سياسياً وعسكرياً في البداية، كما فعلت الإمارات، إلا أن القطريين وجدوا أن دورهم محدود، الذي يعكس محدودية قواتهم المشاركة. وفي سوريا، اعتزلت الإمارات الأزمة من الجانب العسكري، وتركت الرياض والدوحة للعمل معاً، لولا أن قطر كانت تصر على فرض جماعاتها، ومعظمها إرهابية أو إسلامية مؤدلجة على بقية القوى الوطنية السورية؛ الأمر الذي وقفت ضده الرياض. وفِي الأخير، شاهد العالم كيف أفسدت هذه القوى المتطرفة القضية السورية.

الإماراتيون لم يكونوا طرفاً خصماً في أي من الأزمات. وعلى مستوى الداخل السعودي لم يعرف لأبوظبي نشاطات بأي شكل كان في صف أي فريق أو جماعة ذات ميول خلافية. في حين أن قطر لم تتوقف يوماً عن دعم كل الفئات سواء معادية بشكل صريح للدولة أو تحمل توجهات مخالفة لها، سواء داخل المملكة أو في خارجها. وهذا سبب في تأزم العلاقة بين الرياض والدوحة لسنين طويلة. ومن الطبيعي أن تخسر قطر بمثل هذه الأخلاق والممارسة المنافسة على الرياض، ومن الطبيعي أن تصل العلاقة مرحلة القطيعة.
قطر لم تفهم، أو لا ترغب في أن تفهم، أن الذي تغير ليس دخول أبوظبي، بل صعود قيادة جديدة في الرياض تدير الأزمات بأسلوب مختلف. القيادات السعودية السابقة كانت تعالج التدخلات القطرية بأسلوب تقليدي، بتجاهل الأزمة والسكوت على قطر حتى كبرت. الأسلوب تغير استراتيجياً وتكتيكياً، ومن بينه بناء تحالفات فاعلة.

ونتيجة لذلك؛ عمّت الدوحة حالة هستيريا، وصارت تشنّ حملات مختلفة معتقدة أنها ستفلح في تحقيق واحدة من ثلاث، إما إخراج الرياض من حلف مصر والإمارات والبحرين، أو إضعاف الرياض وحلفها في معاركها الرئيسية مثل اليمن، أو إدخال قوى خارجية تردع حلف الرياض، وتحديداً الولايات المتحدة. وفِي سبيل تفكيك التحالف اشتغلت الماكينة الإعلامية القطرية على نغمة تشكك في نوايا أبوظبي ضد الرياض، في اليمن وفي أميركا وفِي داخل الإمارات نفسها، إنما كل ما قيل وكتب مجرد صحافة إثارة. ودأبت قطر على تكرار التشكيك في أبوظبي على أمل تخريب العلاقة القريبة، بما فيه الشق الإعلامي، لكنها فشلت في العثور على أي نشاط عدائي إماراتي ضد السعودية. والحقيقة خلاف مزاعم الدوحة، فالإمارات هي التي ائتمنت كفاءات سعودية صحافية على إدارة مرافقها الإعلامية وليس العكس.

لم، ولن تنجح، الدوحة في تخريب العلاقة بين الرياض وأبوظبي؛ لأنها تقوم على احترام حقيقي بين الجانبين، وتعمل فارقاً كبيراً، وتكملان بعضهما بعضاً كأكبر قوتين في مجلس التعاون.

أما قطر فلا تعاني من السمعة السيئة، بل تملك سجلاً سيئاً حقيقياً في كل المجالات والتقاطعات مع السعودية. وبشعور صادق، أشفق على إخواننا في قطر لأنهم يخوضون معارك صابونية، ولن تزيد هذه الفقاعات من قيمة الدوحة، ولن تمنحها مكاسب سياسية. ستدرك اليوم أو غداً أن الأمور عبر الحدود تغيرت، وأن العودة للعب مغامرة خطيرة على قطر نفسها.

نقلاً عن الشرق الآوسط اللندنية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 13:43 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

دولة في غزة كُبرى؟

GMT 11:56 2018 الإثنين ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

الوطن والشعب.. وأنا

GMT 08:20 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

درع العرب (1) نواة القوة المشتركة

GMT 09:54 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

مسقط... رؤية مختلفة

GMT 08:32 2018 الأحد ,28 تشرين الأول / أكتوبر

عودة الوحش

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حملات قطرية ضد أبوظبي حملات قطرية ضد أبوظبي



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon