توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

بلفور وإسرائيل والنفط والأحساء

  مصر اليوم -

بلفور وإسرائيل والنفط والأحساء

عبد الرحمن الراشد

التاريخ يصنعه الأفراد. هكذا ولدت إسرائيل، بوعد من آرثر بلفور، وزير الخارجية البريطاني على أرض فلسطين، والتي كان يمكن أن تكون في أي مكان آخر. كان هناك أكثر من خيار لإقامة بلد لليهود في العالم، أبرزها في مكان ما من القارات الجديدة. فكروا في أميركا الجنوبية، وتحديدا الأرجنتين التي يوجد فيها ربع مليون يهودي. وكان الاقتراح الآخر في أستراليا. وناقش البريطانيون أيضا منح أوغندا، إحدى مستعمراتهم الأفريقية. الجديد في القصة القديمة أن إحدى مناطق السعودية كانت أيضا محل نقاش لإرسال اليهود للاستيطان فيها وإقامة دولة إسرائيل. فقد فاجأتنا المكتبة البريطانية أن من بين وثائقها، خطابا من السفير البريطاني في باريس أرسله إلى بلفور نفسه، الذي كان يفتش على خريطة العالم عن مكان لليهود. في الخطاب اقتراح من روسي يهودي للاستيلاء على الأحساء، عبر البحرين المجاورة. لكن، في نفس السنة 1917، حسم بلفور أمره، واختار فلسطين لتكون أرض الميعاد، مستبقا قرار الرب، بإقامة دولة الميعاد، أرض اللبن والعسل! حظ الفلسطينيين السيئ، هو حظ السعد للسعوديين لأن بلفور رفض الاقتراح. لم يرفض الأحساء السعودية فقط لأسباب تاريخية ودينية، بل أيضا لأنها كانت أرضا فقيرة، ليس بها مقومات الدولة الحديثة. كل شبه الجزيرة العربية كانت أرضا طاردة، اضطرت أهلها للهجرات على مدى قرون، بسبب القحط والجدب والمجاعات. ربما لو علم الوزير البريطاني أن تحت ترابها أغنى ثروة نفط في العالم كان غير اتجاه الهجرة، وتغير التاريخ تماما. عندما رفض بلفور خيار الأحساء دولة لليهود، كان الملك عبد العزيز قد أمضى 15 سنة يحارب بسيفه وعلى حصانه في أنحاء شبه الجزيرة يريد إحياء مملكة أجداده، المملكة العربية السعودية. ولحسن حظه لم يجر اكتشاف البترول في محافظة الأحساء السعودية إلا بعد 11 عاما من رفض بلفور إهداءها لليهود! فقد كان بلفور يبحث عن أرض خضراء، الأرجنتين وأستراليا وأوغندا، وفلسطين المتوسطية أرض الزيتون. من ذا الذي يريد الأحساء، أو أي مكان في شبه الجزيرة العربية، التي كان أهلها يعيشون على تربية الأغنام والإبل، وقليل من الزراعة؟ ولم يكن اهتمام الإنجليز بشبه الجزيرة إلا بمنع قوات الملك عبد العزيز، من الوصول إلى مياه الخليج لتأمين سلامة سفنهم، وسد الطريق أمام قوات السعوديين حتى لا تعبر إلى العراق، الذي كان تحت سيطرتهم. لا أحد كان يبالي بما يدور في تلك الصحارى الفقيرة، ربما إلا الكابتن البريطاني، وليام هنري شكسبير، الذي حاول إقناع رئيسه بيرسي كوكس، بأهمية شبه الجزيرة العربية. وبيرسي هو الرجل الذي صمم خريطة العراق كما هي اليوم، لم يكن مقتنعا بأهمية صحراء شبه الجزيرة، وهكذا نجت السعودية من تقسيمها بحد السكين البريطانية، وما تلاه من مآسٍ. فالفلسطينيون لا يزالون يدفعون ثمن ذلك الوعد؛ أكثر من أربعة ملايين فلسطيني مشردون في أنحاء العالم، والملايين الآخرون محاصرون على أرضهم، واليهود أنفسهم متورطون في دولة مستقبلها مليء بالنزاعات مع جيرانهم. نقلاً عن "الشرق الأوسط "

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

GMT 02:12 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

«صاحبة الجلالة» ليست دائماً بريئة!

GMT 02:05 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرجيلة «حزب الله» وجمر إيران!

GMT 01:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

شرعية الإنجاز

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بلفور وإسرائيل والنفط والأحساء بلفور وإسرائيل والنفط والأحساء



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon