توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الصواريخ والخوف من المعارضة

  مصر اليوم -

الصواريخ والخوف من المعارضة

عبدالرحمن الراشد

وزارة الخارجية الروسية، سبقت وزارة خارجية سوريا، تحذر من تسليح المعارضة بأسلحة نوعية؛ صواريخ مضادة للطائرات وصواريخ ضد الدروع الآلية. والكلام الروسي موجه ضد أخبار تحدثت عن عزم السعودية إبرام صفقات تكسر الحظر الدولي على ثوار سوريا. وهذا موضوع بالغ الحساسية ومعقد لأسباب منها الأمني والسياسي والقانوني. الحجة الروسية، وكذلك الأميركية من قبل، أن متطرفي المعارضة السورية، أو من يشاركها القتال، قد تستخدمها في إسقاط طائرات أو خوض حروب خارج سوريا. وهذا المبرر كان، ولا يزال، محل قلق منذ العام الأول للثورة، الذي دفع نظام بشار الأسد، وبدعم إيران، إلى لعب ورقة «القاعدة»، وتمكين جماعات إرهابية، مثل داعش والنصرة ومثيلاتهما، إلى الساحة السورية وترويع، ليس الغرب فقط، بل كل العالم، بما فيه دول الخليج. وهذه القضية سبق أن أشبعناها حديثا. الخوف أن تقوم جماعات إرهابية، مثل «القاعدة»، غدا بإسقاط طائرات مدنية، في أي مكان من العالم تتسلل إليه، أو ضد أهداف مدنية ضد أوروبا، أو الخليج، أو مصر أو غيرها من الدول التي في حالة حرب ضد الجماعات الإرهابية، ولا ننسى أنها لم تهاجم قط إيران، أو داخل إسرائيل، أو سوريا الأسد قبل الحرب. وليس مستبعدا أن يلجأ النظام السوري نفسه إلى ارتكاب مثل هذه الأعمال، أي إطلاق صواريخ يدعي غدا أنها من فعل المعارضة، لأنها وسيلته الوحيدة لتخويف العالم ومحاصرتها بتخريب علاقتها الدولية. ولطالما نوقشت هذه المسألة بين قيادات المعارضة السورية ومسؤولين غربيين، وبسببها حرمت المعارضة إلا من أسلحة بسيطة لا يمكن أن تحسم الحرب لصالحها، في وقت يزود الروس والإيرانيون قوات الأسد بكل الأسلحة المتطورة، التي قتلت نحو مائة وخمسين ألف مدني حتى هذا اليوم، ولم يحرك العالم ساكنا لوقفها. هذا الظلم في التعاطي، لا بد أن يدفع من يهمه الأمر إلى عدم القبول بمثل هذا الحظر، والإصرار على مراجعته. نحن نثق أنه بالإمكان اختيار شريحة من المعارضة موثوق بها وتسليحها نوعيًّا، ووضع كل الضمانات لعدم تسرب الصواريخ إلى أكتاف مشبوهة، أو استخدامها خارج الفضاء السوري. أو الحل الآخر منع تسليح الطرفين وترك الحرب متعادلة. الروس يخافون من تسليح المعارضة نوعيا لأنهم يشاركون الإيرانيين في الدعم المباشر على الأرض للعمليات العسكرية، بما فيها إدارة القصف الجوي، الذي رجح كفة الأسد في النصف الثاني من الحرب. قوات الأسد دون سلاح الطيران والدبابات لا يمكن أن تواجه المعارضة المسلحة، بدليل أنها أدمت ميليشيات حزب الله الذي يستعين بدعم لوجيستي ومعلوماتي وجوي من محور إيران، والروس يريدون لحليفهم إكمال مهمة تدمير كل المناطق التي يوجد فيها مسلحون، مهما سبَّب ذلك من قتل واسع للمدنيين، بشكل شبه يومي. بالنسبة لدول داعمة، مثل السعودية، لا تستطيع لأسباب سياسية وقانونية أن تخاطر بمواجهة العالم بتسليح المعارضة بالأسلحة النوعية إلا بعد موافقة الأطراف المعنية، وهو أمر ليس موجودا بعد. المفارقة أنها في الوقت الذي تقف فيه مع الشعب السوري في محنته على كل الأصعدة، تدرك أن وجود داعش والنصرة ومثيلاتها يشكل خطرا عليها لاحقا. لهذا حرب سوريا معقدة، القتال بثلاثية الجبهات تتقاتل ضد بعضها، نظام الأسد الذي يمثل ذراع إيران الطويلة، والجماعات الإرهابية من بنات «القاعدة»، والجيش الحر الذي يعد الأمل الوحيد لسوريا موحدة مقبولة للعالم. نحن نعرف أن تكتل محور إيران العسكري، وهي الحرس الثوري الإيراني وقوات الأسد وحزب الله وميليشيات العراق، جميعها تعاني من نزيف حاد في إمكانياتها وقواتها في أكبر حرب تتورط فيها. وفي حال خسر النظام السوري الحرب تكون أكبر ضربة توجه لإيران، وستكون نهاية حزب الله كقوة ضاربة. وهذا يفسر استماتة المحور الإيراني وسخاءه بالمال والدم حتى يكسبها. مع هذا، نعود لتكرار القول إنه شبه مستحيل لنظام الأسد أن ينجو، طالت الحرب أو قصرت، ومهما زاد الدعم، وذلك بسبب حجم التصدع في بنية النظام، وانهيار مؤسسته الأمنية، والعداء مع الأغلبية الساحقة، واتكاله الكامل على إيران وحزب الله. الأمر الوحيد الذي يمكن أن يشتري من انتصاره الجزئي أن يخرج من الحكم إلى المنفى، وربما حل سلمي يحافظ على بعض من بقايا النظام. إطالة الحرب، بحرمان المعارضة من الأسلحة الحاسمة، يعني إطالة عمر داعش والنصرة، وتزايد قدراتهما ليس في سوريا بل في كل أنحاء المنطقة. منع الصواريخ لن يحمي بضع طائرات، بل سيزيد من خطر الإرهابيين في أنحاء العالم. نقلاً عن "الشرق الأوسط"

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

GMT 02:12 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

«صاحبة الجلالة» ليست دائماً بريئة!

GMT 02:05 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرجيلة «حزب الله» وجمر إيران!

GMT 01:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

شرعية الإنجاز

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الصواريخ والخوف من المعارضة الصواريخ والخوف من المعارضة



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon