توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

من هارودز إلى الأهرامات!

  مصر اليوم -

من هارودز إلى الأهرامات

مصر اليوم

  راج أن القطريين يريدون شراء الأهرامات من المصريين، وقبلها قيل إنهم قدموا عرضا لرجل الأعمال ونائب المرشد العام الإخواني، خيرت الشاطر، لشراء قناة السويس. ومع أنها نفيت، وقيل هي مجرد إشاعات، فالأكيد أن حكومة الإخوان في ضائقة مالية إلى درجة صارت تفتش في ملفاتها عن كل دولار يمكن أن تحصل عليه، بما في ذلك التصالح مع رجال الأعمال الملاحقين والمسجونين بتهم الفساد وغيرها. من حيث المبدأ لا يبدو الأمر غريبا في عالم العولمة؛ هذا هارودز، أهم متجر في أوروبا، وتاريخيا من رموز العاصمة البريطانية، اشتراه رجل الأعمال المصري محمد الفايد، وأداره لربع قرن، ثم باعه قبل ثلاث سنوات لقطر بنحو مليار ونصف جنيه إسترليني. فما المشكلة إن باع المصريون قناة السويس أو الأهرامات للقطريين الذين يملكون من الدولارات ما يكفي لحل العجز في خزينة حكومة الإخوان؟! الحقيقة الأسهل أن نتصور مدينة نيويورك تبيع رمزها تمثال الحرية، أو حتى يؤجر الفرنسيون قصر الإليزيه الرئاسي، لكن من المستحيل أن نتخيل المصريين يرضون ببيع أبو الهول أو أثر تاريخي. فمصر دولة في مرحلة انتقال سياسي، فيها الكثير من الصراعات بين القوى المحلية، إضافة إلى أن المصريين حساسون جدا حيال الملكية الأجنبية، ويجب ألا ننسى أن المعارضة المصرية جعلت حياة الحكومة في عهد مبارك جحيما لأنها قررت بيع متجر عمر أفندي لشركة غذائية سعودية! حتى الإخوان الذين كانوا في المعارضة آنذاك اتهموا مبارك، رغم أنه متجر وحسب وشركة تجارية خاسرة! الآن الإخوان متهمون بأنهم أسوأ من مبارك ويعرضون في المزاد التجاري كنوز مصر التاريخية وقلاعها الاستراتيجية. قناة السويس التي يقال إنها عرضت للبيع على القطريين، تمثل تاريخ الصراع على حكم مصر، والسيطرة على مقدراتها. ومن الطبيعي أن يخالج المصريين الشك والغضب من الفكرة نفسها، مع أننا في عصر العولمة حيث لم تعد هناك تجاريا ملكيات مقدسة. قناة السويس كانت مشروع مهندس فرنسي في القرن الثامن عشر لنابليون بونابرت، الذي أراد اختصار المسافات والتحكم في الملاحة البحرية التي كانت عمود النشاط الاستعماري الأوروبي في العالم. المشروع كان أيضا عملا سياسيا فرنسيا ضد الإنجليز، ولم ينجز حفر القناة إلا في النصف الثاني من القرن التاسع عشر في صفقة يملك الفرنسيون بموجبها السويس لتسعة وتسعين عاما، وكان شق القناة، وافتتاحها في عام 1869 من أعظم الأحداث التي غيرت موازين التجارة والتاريخ المعاصر. وبسبب الديون اضطر المصريون لاحقا لبيع أسهمهم في القناة للبريطانيين، وبعدها بدأ الصراع العسكري على الممر المائي، وجلب المستعمر البريطاني قواته للتحكم في مداخلها. وازداد الوضع تعقيدا بعد قيام دولة إسرائيل في 1948 ورفض مصر السماح للإسرائيليين باستخدام القناة. وبعدها بثماني سنوات هاجمت إسرائيل وبريطانيا وفرنسا مصر بذريعة أن مصر رفعت رسوم المرور عبر القناة، وأنها تتحكم سياسيا في الملاحة، فردت مصر بإغراق أربعين سفينة في القناة وأغلقتها. وللقصة بقية معروفة، وبالتالي من الصعوبة أن نتخيل أن قطر تستطيع أن تدير قناة السويس، فالقناة ليست دكان هارودز، وقطر ليست بالشريك السياسي البريء، فهي على خلاف مع 80%من دول المنطقة تقريبا، ولا تملك أيضا تجربة دبي التي تدير بنجاح الكثير من موانئ العالم. ومع أن بيع الأهرامات، وتأجير قناة السويس، مجرد أفكار أو إشاعات، فهو يعبر حقيقة عن المشكلة الأعظم التي ستواجه الإخوان في حكم مصر؛ الأزمة الاقتصادية الكبرى. إن إطعام ثمانين مليون إنسان يوميا مهمة عسيرة مهما كان لون الحزب الحاكم. الإخوان جاءوا من السجون والمعارضة في الشارع، ولا يعرفون كثيرا في الاقتصاد أو إدارة الدولة، لهذا لا ندري كيف ينوون إدارة دولة مثقلة بالالتزامات مثل مصر، وهم على خلاف مع شركاء الثورة، ويظهر عليهم جوع واضح تجاه السلطة؛ يريدون السيطرة على الرئاسة والحكومة والمجلسين النيابيين والقضاء! [email protected]    نقلاً عن جريدة "الشرق الأوسط"

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

GMT 02:12 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

«صاحبة الجلالة» ليست دائماً بريئة!

GMT 02:05 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرجيلة «حزب الله» وجمر إيران!

GMT 01:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

شرعية الإنجاز

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

من هارودز إلى الأهرامات من هارودز إلى الأهرامات



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon