توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
الثلاثاء 25 شباط / فبراير 2025
  مصر اليوم -
أخبار عاجلة

التحرش لم يعد قلة أدب

  مصر اليوم -

التحرش لم يعد قلة أدب

بقلم - عبد الرحمن الراشد

المفارقة أن التحرش من مشكلات المجتمعات المتحضرة، وليس العكس، والتحدي في كيف يمكن لجمه.
في السعودية، خطوة أخرى جديدة؛ صدر نظام مكافحة جريمة التحرش، بعد سنوات من النقاش. وما كان ممكناً كسر هذا الشد والجذب إلا في العام الماضي، عندما أمر خادم الحرمين الشريفين، وزيرَ الداخلية، بإعداد نظام لمكافحة التحرش. وأخيراً أكمل القانون الجديد دورته، وكانت آخر خطواته اعتماده من مجلس الشورى، ثم إقراره من قبل مجلس الوزراء برئاسة الملك سلمان بن عبد العزيز.
بأربعة أسابيع، استبق إصدار النظام قرار السماح بقيادة المرأة للسيارة. خطوة مهمة في لحظة حساسة، لكن النظام لم يكتب حصراً على القيادة، بل يغطي كل أوجه العلاقة في الحياة. وكلنا نعرف أن مد اللسان على الآخرين لا يقل إيذاء عن مد اليد بالتعدي. مشروع النظام الجديد صريح وواضح في تجريمه للتحرش، عقوبته السجن إلى عامين، وقد تُمد إلى خمس سنين في حالات محددة، وهدفه «تعزيز حماية حقوق الإنسان، والحفاظ على خصوصيته وكرامته».
أهميته في تنظيم المجتمع وحماية أفراده، والنساء بشكل خاص، من التنمر. آلاف النساء سيقدن سياراتهن، وقد يتعرضن للهجوم اللفظي في الشارع، وعلى المنابر، والإعلام، ووسائل التواصل الاجتماعي.
آلاف النساء الآن انخرطن في مجالات عمل جديدة غير مسبوقة، في الشركات والمحلات التجارية المفتوحة، في بعضها أمر لم يعتد عليه المجتمع الذكوري السعودي، وبهذا العدد الكبير، في وقت هناك من لا يزال يرفضه.
أيضاً فتح الأبواب للمرأة لحضور المجاميع الفنية، ودور السينما، والملاعب الرياضية، والأماكن التجارية، وغيرها، كلها ستحتاج إلى حماية القانون ضد الشتيمة والإهانة والتخويف اللفظي، وكذلك أماكن العمل المشتركة التي كانت تعاني من ضبابية في التعامل مع حالات التحرش.
الغريب أن التحرش كان في نظر البعض عملاً محموداً؛ وسيلة ردع، والهدف منع المرأة بتحقيرها. النظام الجديد أنهى سنوات من الحياد السلبي، والآن يُصنف التحرش جريمة، وعقوبتها قاسية. وصار النظام هو المرجع، يحكم المجتمع، ولم يعد هناك مكان لوصاية البعض على البعض الآخر.
القانون الجديد يؤكد على السعودية الجديدة؛ للتأكيد على عمق، وجودة وجدية التحديث الذي أدخلته الحكومة بشجاعة وعدالة معاً. لم تُعط المرأة حق الحياة العادية مثل الرجل، مثلما رأينا في تطورات السنتين الماضيتين، بل أيضاً قنَّنت نظاماً ليساندها. وكلنا نعرف أن النظام الجديد لمكافحة التحرش ليس جديداً بل يعكس الدين وأخلاق المجتمع وقيمه الأصيلة، التي صارت تحتاج إلى أن تصاغ وتُصب في قوالب قانونية بعد أن دخلته أمراض مجلوبة ونعرات الجاهلية، ثقافة الأمس تعتبر عملها أو ممارستها حياتها خارج بيتها رذيلة، وبالتالي كان صعباً مواجهة هذه الثقافة. من يرضى أن تُسب أو تهان امرأة؟ من يرضى بتنمر القوي على الضعيف؟ كان من بين مبررات الذين يخافون على قريباتهن من العمل في المحلات العامة خوفهم عليهن من التحرش، اليوم النظام هو سندهن، والتأكيد على أن الدولة لها السيادة وأنظمتها مرجعية الجميع.
القانون يتطور مثل كل شيء آخر في حياتنا، ومكافحة التحرش لبنة أخرى في التحديث والتنظيم. ولاحظنا أن مشروع النظام مال بشكل أقوى نحو حماية الأضعف من الأطفال، وذوي الاحتياجات، والذين يعملون تحت سلطة من يتعدى عليهم بالتحرش.
الآن لم يعد التحرش مخالفة ولا قلة أدب، بل جريمة، فيها محاكم، ولها أحكام، وعقوباتها سجن وغرامات.

نقلا عن الشرق الاوسط اللندنية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

 

GMT 01:13 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

التوافق ينتصر للسودان .. والمعركة مستمرة

GMT 01:12 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

مصر الفيدرالية

GMT 01:06 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

فاتورة الحرب.. مدفوعة مقدمًا!

GMT 05:30 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

مشاكل ترامب أمام القضاء الأميركي

GMT 05:29 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

من مفكرة الأسبوع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

التحرش لم يعد قلة أدب التحرش لم يعد قلة أدب



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon