توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

استعادة الخطاب الديني

  مصر اليوم -

استعادة الخطاب الديني

بقلم : عبد الرحمن الراشد

بسبب الأزمة الدولية التي تواجه الإسلام كدين٬ والمسلمين٬ تقاطر المعنيون به من أنحاء العالم للاجتماع في الأزهر٬ في العاصمة المصرية٬ من الصين إلى أوغندا إلى الأميركتين٬ مفتون٬ ودعاة٬ وأساتذة جامعات٬ وسياسيون. ولا يوجد اختلاف بينهم على أن الغلو والتطرف خطر مستش ٍر ولا بد من مواجهته. في المؤتمر الدولي للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية٬ كانت أفضل ورقة وأكثرها مباشرة كلمة نائب وزير الشؤون الدينية والدعوة والإرشاد بالسعودية٬ الدكتور توفيق السديري. دعاهم إلى استعادة الخطاب الديني من المتشددين وأنصاف المتعلمين٬» الذين أساءوا إلى تعاليم الدين السمحة وُو ِّجهوا نفعياً ومصلحياً»٬ وطالب «بتكاتف للتصدي للفكر المنحرف».

الجهود سياسياً وفكرياً وأمنياً ودينياً لا يوجد خلاف على الإجماع ضد الإرهاب٬ هذه مسألة محسومة٬ وربما لم تعد تتطلب التأكيد والترديد والتذكير٬ لأن المسألة الأهم٬ التي تحتاج إلى اتفاق وبرنامج عمل بلا تطرف يحضنه. من المستحيل أن يولد إرهابي في بيئة

وتركيز٬ هي محاربة الغلو والتطرف الذي تحول إلى ثقافة واسعة. ولا يستطيع أحد أن يزعم أن هناك إرهاباً وسطية معتدلة. وحتى الإرهابيون الذين خرجوا من مجتمعات متحررة٬ أو متسامحة٬ فإنهم دائماً ضحية فكر متطرف يحيط بهم٬ في بيئتهم الافتراضية٬ مثل غرف الدردشة والتواصل الاجتماعي عبر النت. عشرات الآلاف التحقوا بالجماعات الإرهابية٬ جميعهم بلا استثناء خريجو الخطاب المتطرف.

والحقيقة أن الإرهابيين٬ على الرغم من خطرهم على العالم٬ هم أصغر شأناً وأقل تهديداً مما يفعله المتطرفون. أذى التطرف أعظم في حياة المجتمعات الإسلامية وغيرها٬ وما يفعله الغلاة والمتطرفون يتجاوز أفعال تنظيمات مثل «داعش» و«جبهة النصرة»٬ الذين هم قلة في بحر من المتطرفين. والإرهاب هو العتبة الأخيرة في سلم التطرف٬ ولا يمكن إلغاء الإرهاب دون محاربة التطرف٬ هذه حقيقة لا يفترض أن تغيب عن إدراك المهتمين بشأنه.

وعندما نتحدث عن الغلو والتطرف يفترض ألا نخلط بينهما وبين مظاهر التشدد الفردية٬ عند بعض المسلمين. فمن حق المحافظين منهم أن يمارسوا قيمهم وطقوسهم بما يرونه يناسبهم٬ هذا حقهم٬ كما هو موجود في كل الأديان. إنما يصبح تطرفاً عندما يأتي الغلاة ويحاولون فرضه على الجميع. وأخطر التطرف الحركي منه٬ غالبا عمل منظم يقوم على خطف نشاطات كانت في الماضي نشاطات دينية بلا أهداف سياسية٬ مثل جمع الأموال٬ والتعليم٬ والدعوة٬ والإعلام٬ والأعمال الخيرية٬ ووسع دوائره الطلاب والنساء والأجانب. وسافرت نشاطاتهم الحركية المنظمة في أنحاء العالم٬ إلى مناطق فقيرة ودول متقدمة٬ واستغلت الحروب والمجاعات بحيث تشمل أيضاً

والظلم الواقع على المسلمين لنشر دعواتهم بالكراهية٬ وقامت بغرس بذرة التطرف لتبقى هناك لفترة طويلة وتصبح ثقافة محلية. إن استطعتم تخيل هذه الصورة حينها بإمكانكم أن تدركوا كيف انتشر التطرف وظهر الإرهاب٬ وأن مكافحة التطرف أولى وأهم من محاربة الإرهاب.

إلى استعادة الخطاب الديني من المتطرفين عّبر عن جوهر الأزمة٬ ويفترض وما قاله نائب وزير الشؤون الدينية والدعوة والإرشاد بالسعودية في مؤتمر القاهرة داعياً أن يكون طرحه مشروع المؤتمر٬ وبرنامج العمل الذي يحتاج إلى تضافر الجهود من أجل تحقيقه.

المصدر : صحيفة الشرق الأوسط

GMT 01:20 2018 الخميس ,06 كانون الأول / ديسمبر

قضية أمن قومي

GMT 02:56 2017 الثلاثاء ,04 تموز / يوليو

وقفة مع السودان وإثيوبيا !

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

استعادة الخطاب الديني استعادة الخطاب الديني



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon