توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

قمة الظهران وحوار الأولويات

  مصر اليوم -

قمة الظهران وحوار الأولويات

بقلم - عبد الرحمن الراشد

ربما ليس لسبب سياسي اختيرت عمداً مدينة الظهران، من بين عشرين مدينة سعودية، لتستضيف القمة العربية، لكنها تبقى أقرب المدن المواجهة جغرافياً لإيران. بين الترميز والتصريح المباشر، وردت إيران ضمن الخطب الرئيسيّة التي ألقيت في القمة. في كلمة راعي المؤتمر، العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، دعا «إلى موقف أممي قوي لمواجهة سلوك إيران في المنطقة»، مجدداً «التأكيد على خطورة السلوك الإيراني». وردد أحمد أبو الغيط، الأمين العام للجامعة العربية، الحديث عن الحاجة إلى وقفة عربية ضد التدخلات الإيرانية. وللحكومات العربية مواقف متباينة تقريباً بشأن كل القضايا، باستثناء القضية الفلسطينية إلى حد ما، وهذا حال الـ37 قمة عادية وطارئة التي عقدت في سبعين عاماً مضت، نادراً ما كانت الدول تتفق على قضايا حاسمة. ولهذا غالباً يلجأ السياسيون إلى صياغة بيانات عامة، فضفاضة، وطويلة لتقريب المواقف.
وطرح أبو الغيط في كلمته أمام الدول الأعضاء مشروعاً بمواجهة التحديات المتعددة من خلال «حوار حول أولويات الأمن القومي العربي»، وأن «التهديدات الكبرى التي تواجهنا تتساوى في أهميتها وتتطابق في خطورتها». والأمين العام للجامعة العربية محق في وضع القضايا الكبرى في سلة واحدة، حيث لا يمكن اعتبار أزمة ليبيا مثلاً أقل أهمية من سوريا أو اليمن. التهديدات مشتركة، فقد كانت البحرين ولبنان يعانيان من تدخلات إيران قبل ست سنوات، واليوم نرى بنادق إيران وسعت دائرة نشاطها نحو العراق والسعودية وسوريا. وإذا كانت بعض الحكومات العربية لا ترى في السلوك الإيراني خطراً، إما لأنها بعيدة عنها جغرافياً، أو لأنها على وفاق سياسي مع نظام طهران، فإن مبدأ الجامعة العربية، بالدفاع المشترك، الذي أسست عليه يكون قد أخفق. هذه أهمية الحوار الذي دعا إليه أبو الغيط، بين أعضاء الجامعة العربية الاثنتين وعشرين دولة، حول أولويات الأمن القومي العربي وتعريف التهديدات الكبرى. يمكن للدول الأعضاء أن تتبنى مواقف مختلفة تناسبها لكنها ترتكب جريمة بحق الميثاق عندما تنحاز في قضايا خطيرة. وليس منتظراً، ولا مطلوباً، من جميع الدول أن تلتزم عسكرياً بالدفاع عن أمن بقية الدول الأعضاء التي تتعرض للخطر، لكن، على الأقل، يتوقع منها الانسجام مع شروط عضوية هذا النادي، الذي اسمه الجامعة العربية، بالالتزام بموقف سياسي متضامن، وهذا أضعف الإيمان.
الأزمات الكبرى المتعددة في المنطقة امتحان حقيقي للعلاقات بين الدول الأعضاء، وامتحان لقيمة منظومة الجامعة العربية وفاعليتها. وليس جديداً أن نراها تخفق في الوفاء بالحد الأدنى من التزاماتها في ميثاق الجامعة الذي وقعت عليه. وعلى أساس الحوار ومراجعة هذه النجاحات والإخفاقات، يمكن أن نرى إن كان هناك من أمل في علاج الجامعة العجوز المريضة أم لا.
بكل أسف لا تزال منطقتنا، العربية والشرق الأوسط عموماً، أكثر مناطق العالم اضطراباً وفشلاً في الحكم السياسي. وهذا ينعكس ويفسر، بطبيعة الحال، إخفاق منظمتها، أي الجامعة العربية. يمكن لهذه المؤسسة أن تلعب دوراً جماعياً مهماً في مواجهة الأزمات، ولو فعلت مرة ونجحت لاستطاعت أن تشكل قيمة لنفسها وللدول الأعضاء.
قمة الظهران العربية اختتمت أعمالها مساء أمس، لتبدأ دورة جديدة مدتها عام، ومحاولات جديدة، قد تحقق خلال الأشهر المقبلة اختراقات تعطي الأمل.

نقلا عن الشرق الاوسط اللندية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 01:13 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

التوافق ينتصر للسودان .. والمعركة مستمرة

GMT 01:12 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

مصر الفيدرالية

GMT 01:06 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

فاتورة الحرب.. مدفوعة مقدمًا!

GMT 05:30 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

مشاكل ترامب أمام القضاء الأميركي

GMT 05:29 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

من مفكرة الأسبوع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قمة الظهران وحوار الأولويات قمة الظهران وحوار الأولويات



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon