توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
الثلاثاء 25 شباط / فبراير 2025
  مصر اليوم -
أخبار عاجلة

لماذا يحاربون «العاصوف»؟

  مصر اليوم -

لماذا يحاربون «العاصوف»

بقلم : عبد الرحمن الراشد

  لأنها المحطة، ولأنه الممثل، ولأنه الكاتب، «العاصوف» مستهدف فكرة وموضوعاً وحواراً وشاشة حتى قبل أن يبث. هذه معركة رمضانية، اعتدنا عليها طوال السنوات الماضية. يهل هلال رمضان بمعركة تلفزيونية، تتجمع الأصوات المتطرفة تهاجمه كل عام. أما لماذا رمضان تحديداً فلأنه الشهر الذي تجتمع فيه أغلبية المشاهدين. وهدفها تشويه وإيقاف الأعمال الفنية، وهم ضدها جملة وتفصيلا، يعرفون أنها تؤثر في الرأي والمجتمع ضد خطابهم المتطرف.

«العاصوف» مسلسل درامي تعرضه محطة «إم بي سي»، يحكي عن السبعينات (1970 - 1975). يصور تلك الحقبة بتفاصيل جميلة ودقيقة منقولة عن صور وشهادات حقيقية، ولسوء حظ كارهي «العاصوف» أنه سلسلة طويلة، هذا الجزء الأول منها. المتطرفون ضده لأنهم يَرَوْن فيه محاولة لهدم ما بنوه في العقدين التاليين وسموه «الصحوة»، وهم محقون. فالمسلسل يقدم صورة مجتمع سعودي محافظ متدين من دون التشوهات التي أدخلها المتطرفون في أعقاب الثورة الإيرانية والتي شوهت العالم الإسلامي كله لا السعودية وحدها.

المتطرفون محقون في غضبهم لأن المسلسل فتح الصندوق القديم، فأكثر من ثمانين في المائة من المشاهدين لم يعيشوا تلك الحقبة، وأغلبهم يتصورون أن مدينة الرياض القديمة كانت بلدة مظلمة، وسكانها كانوا جهلة منغلقين متطرفين. الحقيقة عكس ذلك. تاريخ المدينة، وتاريخ البلد كله، تم طمسه وأعيدت كتابته. وشهود الزُور هم الذين يريدون إيقاف مسلسل «العاصوف»، وحرمان الناس من اكتشاف الحقيقة.

وحول تلك الفترة يدور جدل كبير، ومقارنات بين زمن الحارة المحلية القديم مع عالم اليوم الذي سيطرت عليه مفاهيم صنعها هؤلاء من قيم وعادات وأسلوب حياة وتفاسير مختلفة للإسلام، وجماعات تريد أن تدير الحي، والمدينة، والبلاد، والعالم الإسلامي.

في هجومهم على دراما العاصوف، يلتقطون بعض القصص الصغيرة لتشويه الفكرة، مثل حكاية اللقطاء والخلافات والغزل. نعم كل ما ورد حقيقي، فقد كان مجتمعاً عادياً فيه كل العيوب التي تعرفها المجتمعات الحضرية. فمجهولو النسب، موجودون في كل زمن بما فيه زمن النبوة، وكل المجتمعات الطبيعية فيها ممارسات سلبية لكنها كانت آنذاك أقل كماً ونوعاً. خلاف المتطرفين واعتراضهم ليس مع هذه الصور، بل خوفهم من رسم حالة المجتمع المتسامح الذي لم يعرف الكراهية ولا التطرّف. لا يريدون أن يعرف الناس الحقيقة. بعد ظهور الخمينية والتطرف والصحوة، أغلقت دور السينما وأوقفت الحفلات ولوحق الفنانون وصودرت الروايات والكتب وشاع التكفير وهدّد الكتاب والمفكرون، وأوقفت ندوات وضيقوا على التلفزيون حتى صار مصدراً للكآبة، وهيمنوا على النشاطات التعليمية وحرفوا الأعمال الخيرية عن غاياتها، وجعلوا الأبطال والنماذج في أعين الشباب أناسا مثل مقاتلي أفغانستان والدعاة. هذا عدا عن عمليات تحريف استهدفت التاريخ والأدب والعلوم والفنون والإعلام وحتى الصيرفة البنكية لم تسلم منهم.

يهاجمون «العاصوف» لأنه سلط الضوء على حقبة بقيت في الظلام عن عمد والمتطرفون من الصحويين يريدون إطفاء النور. وما يزيد غضبهم أنه يتزامن مع عودة الوعي وعودة الحياة والعودة إلى ما قبل 1979. هذا هو مجتمعنا القديم الحقيقي بفضائله وعيوبه، طبيعي جداً.

نقلًا عن الشرق الآوسط اللندنية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 13:43 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

دولة في غزة كُبرى؟

GMT 11:56 2018 الإثنين ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

الوطن والشعب.. وأنا

GMT 08:20 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

درع العرب (1) نواة القوة المشتركة

GMT 09:54 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

مسقط... رؤية مختلفة

GMT 08:32 2018 الأحد ,28 تشرين الأول / أكتوبر

عودة الوحش

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لماذا يحاربون «العاصوف» لماذا يحاربون «العاصوف»



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon