توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

السفير الروسي والقرضاوي

  مصر اليوم -

السفير الروسي والقرضاوي

بقلم : عبد الرحمن الراشد

في حديثه عن ذكرياته الدبلوماسية، عرّج السفير الروسي السابق لدى قطر، فلاديمير تيتورينكو، على تجربته في قطر، وروى حواراً مثيراً جرى بينه وبين زعيم «الإخوان» يوسف القرضاوي.

يروي السفير في أحد برامج قناة «روسيا اليوم»: «قال لي القرضاوي: (على روسيا أن تقبل بحقيقة أن الأنظمة الدموية، والفاسدة، في البلدان العربية يجب أن تزول، وأن الشعوب سئِمَت من حكوماتها القديمة، ويجب أن تحل محلها قوة المجتمع. وعندما تتخلص هذه البلدان من حكامها المنتهين، فستتمكن من بناء مجتمعات مزدهرة مبنية على تقاليدنا الأصيلة). عندها سألته: (أرجو المعذرة، أنت تردد باستمرار كلمة الديمقراطية؛ فهل تعتقد أن النظام في البلد الذي تعيش فيه ديمقراطي؟ أقصد قطر، والبلدان المجاورة الأخرى التي لا توجد فيها أحزاب سياسية، ولا برلمان، بل أنظمة ملكية مطلقة، فهل هذا ديمقراطي؟) فأجاب: (لا، ولكن دورها سيأتي أيضاً)».

ويستطرد السفير في حديثه، في برنامج «رحلة في الذاكرة»: «أعدت سؤالي: (هل تقصد أنه من الضروري الإطاحة بحكام قطر وأمرائها أيضاً؟)، فأجاب: (على الأمراء في البداية أن يقوموا بدورهم، والشعب فيما بعد سيطيح بهم)».

ويعتقد السفير أن للقرضاوي نفوذاً في قطر، حيث كان يتصل مثلاً بالديوان الأميري... لتعرض المحطة المزيد من اللقطات الفظيعة، قالها أمامي... قال: (اعرضوا المزيد من اللقطات التي فيها كثير من الدماء وقتل الأطفال أكثر ما يمكن)».

ويعلق المذيع: «حقاً...؟! إنه أمر مريع!».

فيرد السفير: «بالفعل، أبلغت موسكو بذلك، وكتبتُ لهم انطباعي بأن القرضاوي يعطي تعليمات إلى قيادة قطر حول كيفية التصرف دعائياً، ويطلب أن يظهروا مذابح الأطفال والنساء على محطات التلفزيون». رواية السفير تيتورينكو، وانطباعاته لا تدهشنا، ولا تضيف جديداً، لكنها شهادة من دبلوماسي تقاعَد ليس طرفاً في الخلاف، بل العكس؛ روسيا على وفاق مع بعض حلفائهم، مثل إيران و«حزب الله».

والذي يسمع ما تحدث به القرضاوي، وشهد به السفير الروسي، وهو ما يقوله في العلن آخرون من أتباع القرضاوي، قد يجد فيه شهادة لـ«الإخوان»، وليس شهادة عليهم. وهي أن رؤيتهم، ومنهجهم لنظام الحكم حداثي يؤمِن بنظام المشاركة السياسية من خلال الديمقراطية.

ولا يتسع المجال هنا لنقاش ذلك، سوى بأن أوضح أن العبارات والخطب السياسية للجماعات الإسلامية، خصوصاً «الإخوان»، تتميز بمفردات سياسية متطورة، لكنها في الحقيقة مضلِّلة لا تعكس منهجهم الثيولوجي الديني الإقصائي.

خلال «الربيع العربي» في عام 2011، حاولوا القبض على تلك اللحظة التاريخية، فتخلوا عن الحديث عن المشروع الديني السياسي «الإسلام هو الحل»، وتماهوا مع الوضع الجديد، وركزوا في خطابهم على ثلاث كلمات: «حرية... وحقوق... وانتخابات»، لينسجم مع انتخابات مصر وتونس.

إنما الحقيقة ناقصة؛ الديمقراطية مصطلح نسخته الجماعة وربطته بمفاهيم دينية قاسية فاشية تضمن الحكم لجماعة بعينها من حيث الترشح والحكم إلى الأبد، تماماً كما هو حال ديمقراطية إيران الخمينية التي تتغنى بالانتخابات الفارغة حتى هذا اليوم، وقد أعدمت عشرات الآلاف من شركائها في الثورة المنتمين لتجمعات قومية ويسارية.

كما أن حديث القرضاوي، وفق رواية السفير، عن قطر وبقية ممالك الخليج ليس غريباً، أيضاً؛ فالجماعة الدينية استخدمت الشاه في فترة عصيبة من حكمه، و«الإخوان المسلمون» ركبوا حصان الديمقراطية في غزة، ولم ينزلوا عن الحكم إلى اليوم، وحوَّلوا القطاع إلى حامية إيرانية، وهو ما فعله «الإخوان» عندما مُنِحوا الفرصة في السودان؛ استولوا على الحكم وأسقطوا حكومة الصادق المهدي المنتخبة.

لهذا لن توهمنا الجماعات الفكرية المتطرفة بأنها حقاً تريد التغيير الشعبي، وتريد المشاركة السياسية، وتؤمن بالحقوق والانتخابات، لأنها ليست كذلك. الشيوعيون، أيضاً، كانوا يستخدمون الخطاب نفسه.

لكن لا أرى ما يراه السفير السابق من أن القرضاوي يدير قطر... الأرجح له دالّة في البلاط مستغلاً تقريب «الإخوان» وبعض القوميين العرب. ونحن مثل السفير لا نفهم كيف لساسة قطر أن يغفلوا عمن يتآمر عليهم، فهي مسألة لا يوجد لها تفسير علمي، ولا منطق تاريخي.

نقلا عن الشرق الآوسط اللندنية  
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 13:43 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

دولة في غزة كُبرى؟

GMT 11:56 2018 الإثنين ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

الوطن والشعب.. وأنا

GMT 08:20 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

درع العرب (1) نواة القوة المشتركة

GMT 09:54 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

مسقط... رؤية مختلفة

GMT 08:32 2018 الأحد ,28 تشرين الأول / أكتوبر

عودة الوحش

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

السفير الروسي والقرضاوي السفير الروسي والقرضاوي



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon