توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

بومبيو والانتصار من دون رصاص

  مصر اليوم -

بومبيو والانتصار من دون رصاص

بقلم : عبد الرحمن الراشد

 «نمر في أوقات عصيبة، ومن الضروري أن نقف في وجه التهديدات بشجاعة وقوة... ونحتاج إلى جهود دبلوماسية قوية في الشرق الأوسط لكبح سلوك إيران المزعزع للاستقرار في سوريا واليمن والمنطقة». هذا جزء من خطاب وزير الخارجية الأميركية الجديد، مايك بومبيو، لموظفي وزارته وعددهم يفوق السبعين ألف شخص.

وللولايات المتحدة قدرة هائلة على إضعاف أي نظام تعاديه، وربما القضاء عليه، دون الحاجة إلى إطلاق رصاصة واحدة، كما قال بومبيو. وهو ما كاد يحدث لنظام إيران عندما رفعت واشنطن مستوى العقوبات في عام 2006 بعد قرار مجلس الأمن رداً على إصرار النظام على المضي في مشروعه النووي.

العقوبات شملت منع تصدير الكثير من السلع، بما فيها المنتجات النفطية المكررة إلى إيران وكانت تستورد نصفها، ومنعت التعاملات المصرفية، وعطلت عمليات حركة الأموال بينها وبين معظم بنوك العالم، ولاحقت شركات البترول الدولية لتمنعها من الإنتاج. ومنعت واشنطن منح التأمين لناقلات النفط الإيراني، وبنت جداراً إلكترونياً سدّ كل التعاملات بما فيها تسجيل المواقع وخدمات الإنترنت. من دون دولارات ومعلومات ومصارف وتأمين شلت قدرات النظام الإيراني، لم يعد يستطيع أن يتاجر ولا يستورد، ولا يُؤمِن حاجات مواطنيه.

هذه الوسائل تتطلب عملاً دبلوماسياً معقداً، وصبراً سياسياً طويلاً، وأجهزة استخبارات مطلعة ودقيقة تتأكد من تطبيق القرارات، وهو ما نجحت فيه واشنطن في تلك الفترة. بسبب الضغط الهائل اضطر النظام الإيراني للتواصل سراً، بعد ثلاث سنوات، مع إدارة باراك أوباما يرجوها التفاوض بعيداً عن الأعين. وتزامنت الاتصالات مع الثورة الخضراء في طهران، التي هزت أركان النظام. وبدأ مسار طويل من المخاطبات والمحادثات بين الجانبين. ثم اضطرت إيران إلى المزيد من الانحناء بعد قيام الثورة في سوريا، حليفتها الاستراتيجية في المنطقة. ومقابل وقف إيران مشروعها النووي لأغراض عسكرية وافقت الإدارة الأميركية مع حلفائها الأوروبيين على إبرام صفقة سرية ترفع بموجبها العقوبات الاقتصادية وتمتنع عن إسقاط النظام السوري. واكتشف الإيرانيون، وهم تجار ماهرون في المساومة، أن الرئيس أوباما مستعد لمنحهم المزيد مقابل الاتفاق، فأخذوا أضعاف ما كانوا يحلمون به، من بينها مدفوعات مالية ضخمة لهم، وإيقاف كل الحملات العدائية ضدهم، وغض النظر عن تمددهم العسكري في المنطقة.

وحتى بارتكاب واشنطن هذه الأخطاء الخطيرة فإن العمل الدبلوماسي الذي قادته لسنوات أنجب اتفاقاً مهماً أجبر نظام خامنئي على التنازل دون إطلاق رصاصة واحدة، وهذه قوة أدوات الدبلوماسية الأميركية كما وصفها بومبيو في خطابه قبل أيّام. ويبدو أنها تحقق الشيء نفسه ضد نظام كوريا الشمالية. والخشية أن الأخطاء التي ارتكبت في التعامل مع إيران قد تتكرر مع كوريا الشمالية، لأن الظروف مشابهة. فالإدارة الحالية محتاجة إلى تفاهم أولي مستعجل استباقاً لشهر نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، عندما يحين موعد انتخابات الكونغرس، التي على الرئيس أن يكسب واحداً من المجلسين، وإلا فإنه سيفقد الكثير من نفوذه، ويصبح رهينة خصومه في الحزب الديمقراطي.

إنما اللجوء إلى الدبلوماسية وحدها لإجبار نظام طهران على احترام مبادئ الأمم المتحدة، بوقف نشاطاته وتدخلاته في العراق وسوريا ولبنان وغزة واليمن، ستنجح لكنها لن تحقق نتائج سريعة. فالعمل الدبلوماسي ميزته أنه بلا دم ولا رصاص، لكنه بطيء جداً ونتائجه ستتأخر طويلاً تجاه القضايا الملتهبة مثل الحروب.

والخشية أن يستغل نظام كوريا الشمالية رغبة واشنطن الجارفة لعقد اتفاق نووي تاريخي ليضغط أكثر. ولا أستبعد أن يحاول الزعيم الكوري الشمالي إنقاذ حليفه خامنئي بإقناع الأميركيين بأن أي تراجع من جانبهم في الالتزامات تجاه الإيرانيين يقلل من صدقية مفاوضاتهم معه. وقد تكون مخاوفي هذه لا أصل لها لكننا نعرف حجم العلاقة بين النظامين المتطرفين.

نقلا عن الشرق الآوسط اللندنية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 13:43 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

دولة في غزة كُبرى؟

GMT 11:56 2018 الإثنين ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

الوطن والشعب.. وأنا

GMT 08:20 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

درع العرب (1) نواة القوة المشتركة

GMT 09:54 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

مسقط... رؤية مختلفة

GMT 08:32 2018 الأحد ,28 تشرين الأول / أكتوبر

عودة الوحش

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بومبيو والانتصار من دون رصاص بومبيو والانتصار من دون رصاص



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon